الخميس 28/مارس/2024

مخاوف من تحول إنفلونزا الطيور لـوباء بشري

مخاوف من تحول إنفلونزا الطيور لـوباء بشري

دقّ علماء فيروسات ناقوس الخطر بشأن إنفلونزا الطيور بعد “انتشار مقلق” للفيروس القاتل بين حيوانات المنك لافتين إلى احتمالية انتقاله إلى البشر واكتساح العالم.

وتصاعدت المخاوف بين العلماء في مختلف أنحاء العالم بعد أن أكدت الاختبارات أن سلالة “H5N1” تنتشر بين الثدييات.

ويعني هذا أنه من الممكن أن يكتسب العامل الممرِض طفرات تسمح له بالانتشار بسهولة أكبر بين البشر ما يساعده على إزالة أكبر عقبة منعته من اكتساح العالم.

قلق علماء
خبير علم المناعة في معهد “فرانسيس كريك” في لندن البروفيسور روبرت بيل قال عن سلالة H5N1: “يجب أن تكون لدينا خطط طوارئ للقاحات بالفعل”.

عالمة الفيروسات في مركز الأمراض الفيروسية الناشئة بجامعة جنيف إيزابيلا إيكرل وصفت هذه التطورات بأنها “مثيرة للقلق حقا” وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

خبراء آخرون حذروا من أن تفشي الفيروس بين حيوانات المنك قد يؤدي إلى “إعادة تركيب” أي عندما يقوم فيروسان بتبديل المادة الجينية لإنتاج هجين جديد.

يُعتقد أن عملية مماثلة تسببت في أزمة إنفلونزا الخنازير العالمية عام 2009 التي أصابت الملايين حول العالم.

شوهدت الظاهرة البيولوجية نفسها خلال جائحة كوفيد من خلال متحور “دلتاكرون” الناجم عن إعادة تركيب متحوري دلتا وأوميكرون والذي اكتشف لأول مرة في فرنسا في فبراير الماضي.

وعلى مدى عقود حذر العلماء من أنَّ إنفلونزا الطيور هي أكثر الفيروسات احتمالية لإحداث “وباء عالمي”.

وأوضحوا أنَّ هذا بسبب خطر إعادة التركيب حيث إنَّ المستويات العالية من سلالات الإنفلونزا البشرية تزيد من خطر إصابة الإنسان بإنفلونزا الطيور أيضا.

وقد يؤدي هذا إلى اندماج سلالة قاتلة من إنفلونزا الطيور مع إنفلونزا موسمية قابلة للانتقال.

وكان تفشي الفيروس بين حيوانات المنك قد حدث في مزرعة في غاليسيا شمال غربي إسبانيا في أكتوبر الماضي والتي تؤوي 52 ألفا من الحيوانات.

رصد الفيروس فقط بعد زيادة مفاجئة في نفوق الحيوانات إذ نفق ما يصل إلى 4 بالمائة في أسبوع واحد خلال مدّة تفشي المرض الذي أعلن عنه بحلول منتصف نوفمبر.

وفحص أطباء بيطريون حيوانات المنك وحللوا العينات في مختبر حكومي حيث ثبتت إصابتها بفيروس أدى ذلك إلى إعدام جميع الحيوانات وعزل عمال المزارع 10 أيام وتشديد الإجراءات الأمنية في المزارع في جميع أنحاء البلاد.

وأظهر تحليل العينات المأخوذة والتي نُشرت مؤخرا في مجلة الأمراض المعدية Eurosurveillance أن الفيروس اكتسب ما يقرب من 12 طفرة معظمها لم تُشاهد من قبل أو نادرة في سلالات إنفلونزا الطيور.

شوهدن إحداها سابقا في الفيروس الذي يقف وراء جائحة إنفلونزا الخنازير العالمية عام 2009.

يعتقد العلماء الذين فحصوا العينات أنَّ سبب العدوى وصلت لحيوانات المنك من الطيور البحرية في مقاطعة قريبة.

تحذير من عدوى بشرية
تقرير صادر عن خبراء في وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية الإسبانية إلى جانب بعض مجالس الشؤون الريفية أشاروا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ينتشر فيها فيروس H5N1 بين حيوانات المنك في أوروبا.

حذروا من أن حيوان المنك يمكن أن يكون كـ”وعاء خلط محتمل” لانتقال الفيروس بين الطيور والثدييات والبشر مثل إعادة ربط السلالة بفيروسات الإنفلونزا البشرية التي يمكن أن تصيب البشر.

التقرير أكد ضرورة زيادة تدابير “الأمن” في مزارع المنك وزيادة المراقبة للحد من أي خطر لانتقال العدوى إلى الناس.

يذكر أنه يمكن أن تصيب إنفلونزا الطيور البشر لكن انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان لا يزال غير فعال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات