تجمع البلديات.. واقع فلسطيني مؤلم ببغداد

الناظر إلى المشهد يدرك حجم المأساة والمعاناة خدمات متردية ومياه الشتاء تستنقع في أزقة الحي الأكبر لفلسطينيي العراق في العاصمة بغداد.

تجمُّع البلديات في بغداد تسكنه مئات العائلات الفلسطينية اللاجئة في العراق يشهد حالة كبيرة من التردي الخدمي منذ سنوات طويلة.

الناشط “م . ر” رفض الكشف عن اسمه في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” يؤكد أن تجمع البلديات من أسوأ المناطق في الناحية الخدمية في منطقة شرق قناة الجيش شرقي بغداد.

وقال إن الحي لم يشهد تحسينات خدمية منذ عام 2009 وإن التجمع تحول لمكب نفايات من جميع مناطق شرقي القناة.

وأشار إلى أن هناك تهالكًا في شبكات الصرف الصحي وغيرها وانهيارًا للطرقات وانتشارًا الحشرات وغيرها.

وحي البلديات من مسؤولية بلدية الغدير وتبرر إهمالها بوجود تجاوزات على الخريطة التنظيمية للمجمع أحدثت تغييرات كوجود محال وبناء بيوت جديدة وسط انتقادات لتلك الحجج حيث أنّ الإهمال يطال جميع الشوارع الرئيسية والفرعية وخصوصاً بين البنايات وهي مناطق خالية من أي تجاوزات وفق نشطاء فلسطنييين في التجمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبلدية حي الغدير كانت قد شنّت حملة هدم الاثنين 15 آذار/ مارس الفائت من العام 2022 الجاري طالت سلسلة من الأكشاك التجارية المُقامة في تجمّع البلديات الذي يضم لاجئين فلسطينيين وذلك ضمن حملة تقوم بها البلدية “لهدم التجاوزات” الواقعة ضمن نطاقها البلدي.

وكانت البلدية قد تراجعت عن قرارات الهدم بعد عدّة اتصالات أجريت من وجهاء الحي وإعلاميين عراقيين دون إجراء أي تحسينات خدمية.

تجدر الإشارة إلى أنّ اللاجئين الفلسطينيين في العراق لا يخضعون لتعريف وكالة “الأونروا” للاجئين الفلسطينيين ولا تشملهم تقديمات الوكالة سواء الإغاثية أو الخدمية.

ويعيش في العراق نحو 3500 لاجئ متبقّ من أصل 45 ألفاً قبل العام 2003 يتركز معظمهم في حي البلديات في بغداد يعانون ظروفاً معيشية قاسية ولا سيما في ظل “فوضى القوانين” الناظمة لأوضاعهم.

الفلسطيني المقيم في الحي جمال أبو خليفة يقول: “حينما تتكرر المناشدات وشكاوي المواطنين الفلسطينين الساكنين في هذا المجمع المتعلقة بسوء الخدمات الأساسية أو انعدام الخدمات وحين تطرق كل الأبواب الحكومية المعنية بهذا الجانب وعلى مستويات معروفة ومن جهات مهمة أيضا من خلال موقعها مثل السفارة الفلسطينية وبعض رموز ونشطاء المجتمع ورغم كل هذا وذاك يبقى الوضع كما هو عليه…”.

ويضيف: “لانستطيع فهم أبعاد ما يحدث إلا أنه يقع ضمن إطار ما يتعرض له أبناء شعبنا من إهمال وتجاهل وتهميش وتضيق في كل ما يتعلق بأمور حياتهم حتى الإنسانية منها”.