الأربعاء 27/مارس/2024

فلسطينيو الخارج وتحديات 2022.. عينٌ على العام الجديد وكيفية المواجهة

فلسطينيو الخارج وتحديات 2022.. عينٌ على العام الجديد وكيفية المواجهة

مع نهايات العام 2022 بدأت تداعيات التحديات التي سيفرضها ما تبقى من هذا العام على الوضع الفلسطيني بصورة عامة وعلى وضع فلسطينيي الخارج خاصة كونهم شريحة مهمة وكبيرة يمكنها إحداث تغيير في شكل العلاقة مع دول العالم والضغط على اللوبي الصهيوني المنتشر.

وتقف فلسطين أمام تحديات ثقيلة تحتاج في أغلبها إلى تضافر الجهود من الجميع وتحتاج إلى حلول خلاقة وإبداعية لتجاوزها من أبرز هذه الحلول هو الاهتمام بفلسطينيي الخارج وتحويلهم إلى مراكز قوى داعمة لقضيتهم سواء على الصعيد الإعلامي أو السياسي أو الخيري.

ولا يحظى فلسطينيو الخارج بأولوية اهتمام الفاعلين السياسيين الفلسطينيين رغم أنهم يشكِّلون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني وباستمرار تراجع عملية السلام وتطور المواجهة الفلسطينية – الإسرائيلية يمكنهم أن يحتلوا موقعًا أكثر تقدمًا من ذي قبل لكن يعوزهم عدد من التحديات.

تنوع التحديات

من جهته قال زياد العالول المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج إن هناك تحديات كبيرة تواجه الفلسطينيين المنتشرين في دول مختلفة؛ حيث إن العمل ليس في جغرافيا واحدة وهناك تنوع واختلاف بين الفلسطيني الذي يعيش في أوروبا أو الذي يعيش في أمريكا أو الفلسطيني الذي يعيش في دول الطوق كلبنان والأردن وسوريا.

وأكد العالول في حديث لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن التحديات التي يواجهها الفلسطيني خاصة الذي يعيش في لبنان كبيرة؛ فمعظمها تحديات لها علاقة بالوضع الإنساني والقانوني للاجئين الفلسطينيين؛ ففي لبنان لم تنجح كل المحاولات الشعبية أو الرسمية في التخفيف عن معاناة الفلسطينيين هناك.

وذكر أن هامش الحريات في الدول العربية محدود على عكس دول أوروبا التي يوجد بها عمل كبير وهناك مؤسسات فلسطينية منتشرة في الغرب.

وأكد أن هناك تحديات طبيعية يواجهها الفلسطينيون في الخارج مثل: الاحتلال واللوبي الصهيوني المنتشر في الغرب “والذي يعدُّنا أعداءً حتى لو أننا نعيش خارج الأرض المحتلة فهو يتعامل معنا كخصم ويحاول الحد من أنشطتنا”.

كما أشار إلى أن الاحتلال واللوبي الصهيوني يسعى إلى تعريف معاداة السامية وأن يجعل من مجرد نقد “دولة الاحتلال” جريمة موضحًا أن مثل هذه الملاحقات قد تخيف بعض المتعاطفين مع قضيتنا عبر تعطيل حركتهم واتهامهم وتوقيف عضويتهم في الأحزاب السياسية.

وأضاف: “رغم كل ما يقوم به الاحتلال إلا أن العمل متصاعد؛ فالعمل الشعبي لم تخفّ جذوته سوى في بعض الدول العربية أو الأوروبية” مستشهدًا بما حصل في معركة سيف القدس التي بينت أن العالم ما يزال يتفاعل مع قضية فلسطين ويعدها قضية عادلة.

وتابع: “لاحظنا كيف استطاعت الجالية الفلسطينية في دولة قطر استغلال حدث رياضي عالمي لصالح القضية الفلسطينية ما ساهم في رفع صوت فلسطين والتسويق لعدالتها والانتشار بين الجماهير ورفع الرايات الأمر الذي يعبر عن دور فلسطينيي الخارج”.

ونبه العالول إلى أن العام 2023 يحمل تحديات كبيرة وأن أهم المشاريع التي سيتم العمل عليها هو ملف كسر الحصار عن قطاع غزة الذي تم بدء العمل به على جميع الأصعدة سواء القانونية والسياسية والحقوقية والإغاثية والشعبية بما فيها تسيير أسطول بحري أو بري.

كما أشار إلى أن هناك ملفًّا آخر سيتم العمل عليه وهو ملف التمثيل لفلسطينيي الخارج “لأن صوتنا غائب عن صنع القرار وغير ممثلين في أروقة منظمة التحرير”.

وحدة الانتماء للقضية

من جانبه قال إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي إنه يوجد في الخارج أكثر من 7 مليون فلسطيني موزعون في دول الطوق مثل الأردن وسوريا ولبنان في مخيمات اللاجئين وأيضًا في كل مكان من العالم.

وأوضح المدهون في تصريح خاص لمراسلنا أن ما يميز فلسطينيي الخارج أنهم جميعًا منتمون للقضية ومتمسكون بهويتهم ويتفاعلون مع أحداث فلسطين وكل شخص فلسطيني يعتز بفلسطينيته ويبحث كيف يعمل لفلسطين وبالتالي تحول فلسطينيو الخارج إلى مراكز قوى داعمة لقضيتهم سواء على الصعيد الإعلامي أو السياسي أو الخيري أو غيرها من المجالات.

وقال المدهون: “اليوم هناك حالة من مراكمة الجهد لتجميع الفلسطينيين في الخارج لزيادة مشاركتهم وتفاعلهم وفاعليتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني”.

ولفت إلى أن تشتت الفلسطينيين في دول العالم من أبرز التحديات التي قد تواجههم مستدركًا أن الفلسطينيين في الخارج يعملون على تقليل هذه الإشكالية والمعضلة والتحدي ويحاولون تحويل هذا التحدي إلى فرصة من أجل تفعيل المكونات الفلسطينية في أماكن التواجد سواء في الشرق الأوسط أو القارات المختلفة.

أما التحدي الثاني فيتمثل بالواقع المعيشي الصعب الذي يعانيه الفلسطيني في الخارج وخصوصًا في مخيمات سوريا ولبنان مشيرًا إلى أن هناك حالة صعبة يعيشها الفلسطيني وهناك قصد حقيقي من الولايات المتحدة الأمريكية للمحاصرة والتجفيف من أجل إنهاك الفلسطيني للضغط عليه من أجل التخلي عن هويته ودفعه للهجرة والابتعاد.

وأكد المدهون أن هذه المحاولات تفشل المؤامرات من كسر الحالة الفلسطينية وتشتيتها وإرغام الفلسطيني على الابتعاد والتخلي عن قضيته فهو ما زال يتمسك بهويته وقضيته ويرفض التخلي عن دوره في هذا المشروع الوطني.

غياب دور المنظمة

أما التحدي الثالث فيتمثل بغياب منظمة التحرير الفلسطينية واهتراء مؤسساتها وضعف تواجدها وفاعليتها في الخارج إضافة إلى عدم إصلاح المنظمة بإدخال القوى الوطنية الجديدة الأمر الذي يجعل المجلس الوطني غير منتخب ولا يمثل الحالة الفلسطينية الحقيقية إلى جانب عدم اهتمام اللجنة التنفيذية بالمنظمة بشؤون الفلسطينيين في الخارج والتي تخلت عن دورها الحقيقي وتركت فراغًا كبيرًا.

وتابع: “اليوم هناك محاولات لإنشاء مؤسسات فلسطينية ترعى الحالة الفلسطينية وتدقق في الواقع الفلسطيني بالخارج لمتابعة شؤونه وتجميع قواه” مؤكدًا أن هذا الملف مهم جدًّا عبر تفعيل قوى المقاومة وعلى رأسهم حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وأجزاء من حركة فتح من أجل إعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية الفلسطينية التي تجمع الداخل بالخارج.

وعن كيفية تفعيل دور فلسطينيي الخارج ذكر أنه يأتي عبر إحياء المؤسسات لافتًا إلى أن مؤتمر فلسطينيي الخارج هو مشروع فلسطيني طموح يمكن تعزيزه وتقويته بالإضافة إلى إصلاح منظمة التحرير.

وأوضح أن أهم ما يمكن فعله لتفعيل دور فلسطينيي الخارج هو بناء مؤسسات قوية وفاعلة تقود دور فلسطينيي الخارج وتعزيز صورتهم وإعادة مأسستهم من جديد من أجل تمثيل الشعب الفلسطيني وإعادة الاعتبار للميثاق الأول للشعب الفلسطيني في منظمة التحرير والذي يتمثل بالتمسك بالثوابت ورفض التفريط بأي حق للشعب الفلسطيني وأي حلول وتسويات يمكن أن تضيع وتميع الحق الفلسطيني.

وطالب المدهون بالبدء بتقوية مؤسسات حقيقية والبدء بتجييش الحالة الفلسطينية الخارجية عبر تعزيزها سياسيًّا واقتصاديًّا والنهوض بالمستوى المعيشي خصوصًا في دول الطوق في مخيمات اللجوء بالإضافة إلى القدرة على إبراز الحالة الشبابية الفلسطينية المنتشرة في كل بقاع الأرض وتجميعها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: “ما يطمئن اليوم أن منحى الشعب الفلسطيني في تصاعد وبات أكثر قدرة على التفاعل مع قضاياه وتحشيد الحالة الفلسطينية من أجل تثبيت الحق وظهر ذلك جليًّا في مونديال قطر الأخير حينما استطاعت الجالية الفلسطينية في الخارج إبراز القضية الفلسطينية في محفل دولي بهذا المستوى”.

بدوره أكد عضو الأمانة العامة في المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج الكاتب ياسر علي أن التحديات التي واجهت فلسطينيي الخارج في 2022 ليست موحدة؛ فكل شريحة منهم وكل قُطر منهم واجه تحديات مختلفة وإن كان السبب الأساسي واحدًا والنتيجة واحدة.

تعميم روح المقاومة

وأولى التحديات وفق حديث لمراسلنا هي الحفاظ على القناعات السياسية والعمل على تعميم روح المقاومة في أوساط شعبنا.

أما التحدي الثاني فيتمثل بالفقر والأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في حين تمثل الهجرة التحدي الثالث والذي بات خيارًا وحيدًا رغم صعوبته.

وأوضح أن هناك تحديًّا رابعًا يتمثل في المساهمة بالوحدة الوطنية والمصالحة كما أن هناك تحدي دعم الداخل الفلسطيني بكل ما أوتي فلسطينيو الخارج من وسائل متاحة وخصوصًا في القدس وغزة.

وفيما يتعلق بتفعيل عمل فلسطينيي الخارج أشار إلى أنه يحتاج الى استنهاض ودعم لتحريك الشارع الفلسطيني في الشتات.

وأكد أن المؤتمر الشعبي يسعى بمختلف الوسائل إلى هذا الأمر من خلال الفعاليات الشعبية والمؤتمرات النخبوية والعمل الشعبي والسياسي والسعي إلى تجميع القوى الوطنية والشعبية في ملتقيات جامعة لتحقيق التفاهم والتنسيق بينها على الهدف الأساسي والاستراتيجي وهو تحرير فلسطين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في مناطق متفرقة من...