الخميس 12/ديسمبر/2024

حماس.. هكذا امتلكت أدوات البقاء وأوراق القوة رغم التحديات

حماس.. هكذا امتلكت أدوات البقاء وأوراق القوة رغم التحديات

كانت لاستراتيجية مراكمة القوة التي تبنتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ انطلاقتها في الرابع عشر من ديسمبر عام 1987م وإصرارها على اختراق الأزمات ومحاولات العرقلة من خلال استهداف قياداتها والبنية العسكرية لها وفرض الحصار الشامل على قطاع غزة لسنوات -لم تنته بعد- كان لذلك كله الأثر في أن تصبح الحركة اليوم رقمًا صعبًا لا يمكن كسره أو تجاوزه.

في هذا التقرير الذي نشره الموقع الرسمي لحركة “حماس” تبرز أهم جوانب المراحل التي مرت به الحركة عبر مسيرتها وأهم عوامل القوة التي مكّنتها من الوصول إلى تحقيق مالم يكن في حسبان مراقبيها من صمود وقدرة على ردع العدو.

وفي ذكرى انطلاقة حركة حماس الخامسة والثلاثين شكلت الحركة اليوم رافعة للمشروع الوطني الفلسطيني عبر استمرار تطورها ومراكمتها للقوة بأشكالها كافة وتقدمها نحو معركة التحرير القادمة.

تخطي الصعاب

وعلى الرغم من الحصار المشدد على قطاع غزة منذ 16 عامًا ومحاولات الاحتلال الدائمة لمنع المقاومة من التزود بالسلاح إلا أنها تخطت العقبات وكسرت الصعاب وفاجأت العدو والصديق بالتطور الكبير الذي وصلت إليه.

وبعد القفزة النوعية الكبيرة في العمل المقاوم أصبحت كل مدننا وقرانا المحتلة عام 1948 على مرمى صواريخ المقاومة وطائراتها المُسيّرة وباطن الأرض يعرف رجال الأنفاق في عمليات الإنزال خلف خطوط العدو والاقتحام من مسافة صفر وساحة الحرب الإلكترونية تقودها العقول الفذة في كتائب القسام.

المنظومة الصاروخية

وشكلت صواريخ كتائب القسام محلية الصنع نقلة نوعية في مسار الصراع مع الاحتلال فمنظومة الصواريخ لدى المقاومة تشكلت من صاروخ القسام في أولى مراحله مروراً بصاروخ المقادمة M75 في معركة حجارة السجيل عام 2012 وصاروخ سجيل 55 والجعبري J80 والرنتيسي R160 في معركة العصف المأكول عام 2014 وصولاً إلى صواريخ أبو شمالة والعطار والعياش التي لمع بريقها في معركة سيف القدس 2021م.

وصلت صواريخ المقاومة مختلف مناطق أراضينا المحتلة وقلبت موازين المعركة مع الاحتلال وفرضت المعادلات مرارا وتكرارا حتى بات قصف مدن العمق كـ”تل أبيب” ومحيطها أسهل على المقاومة من شربة الماء.

تمكنت المقاومة بما تحوزه من ترسانة صاروخية ثقيلة وبعيدة المدى من فرض معادلات عدة وبددت أمن الاحتلال وكسرت هيبته ورسخت معادلات “القصف بالقصف” “وإن زدتم زدنا” “استهداف الأبراج السكنية يقابله قصف تل أبيب” في كل جولة من جولات القتال.

سلاح الأنفاق

إلى جانب عمل الحركة الدؤوب على تطوير منظومتها الصاروخية إلا أنها لم تغفل عن مراكمة القوة في مجالات الأخرى فابتكرت سلاح الأنفاق الذي غيّر موازين المعركة وكان سببا أساسيا في طرد الاحتلال من غزة عام 2005م بعد سلسلة عمليات نفذتها عبر الأنفاق الهجومية أبرزها عملية موقع ترميد وعملية محفوظة وعملية حردون وعملية براكين الغضب وعملية السهم الثاقب.

ومن وسط عتمة أنفاق المقاومة بزغ فجر الحرية لأسرانا والتي أسرت من خلالها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط عام 2006 وأرغمت العدو على إبرام صفقة تبادل تاريخية تحرر بموجبها 1027 أسيرًا من أبطال شعبنا الفلسطيني.

ومن خلال سلاح الأنفاق أيضا نفذت المقاومة سلسلة من عمليات الإنزال خلف خطوط العدو البطولية وقتلت جنود الاحتلال من مسافة صفر وكان أبرزها عمليات الإنزال خلال معركة العصف المأكول عام 2014م في موقع ناحل عوز وأبو مطيبق وصوفا وموقع الـ 16 العسكري.

مُسيّرات المقاومة

ولأول مرة كشفت كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول عن تصنيعها للطائرات المُسيرة التي أشرف عليها الشهيد المهندس التونسي محمد الزواري وأعلنت عن ثلاثة نماذج منها هي: استطلاعية وهجومية وانتحارية.

وفي سيف القدس عام 2021 أدخلت القسام إلى الخدمة طائرات شهاب الانتحارية محلية الصنع وقصفت بها مصنعا للبتروكيماويات في نيرعوز وحشودات عسكرية وتجمعا للجنود في موقع كيسوفيم ومنصة للغاز قبالة ساحل شمال قطاع غزة.

كما كشفت لأول مرة عن “طائرة الزواري” التي أسمتها تيمنا بالشهيد الزواري ونفذت بها طلعات جوية فوق أراضينا المحتلة لرصد مواقع العدو.

صراع الأدمغة

لم تكتفِ حركة حماس بتطوير قدراتها العسكرية فقط بل خاضت كل الدروب لمواجهة الاحتلال حتى تمكنت من تشكيل وحدة الحرب الإلكترونية “السايبر” والتي كشفت عنها لأول مرة عام 2022 وشنت من خلالها هجمات إلكترونية على أنظمة العدو الأمنية والعسكرية وعطلت الكثير من المراكز المهمة والحساسة.

نفذ سلاح السايبر لدى كتائب القسام عدة هجمات سيبرانية ضد مواقع العدو العسكرية المحاذية لقطاع غزة وخلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2019 نفذت وحدة السايبر القسامية هجمة كبيرة طالت 30 ألف هدف معظمها لمنشآت أمنية وعسكرية وقواعد عسكرية الأمر الذي حاول الاحتلال وقفه بكل الوسائل بما فيها القصف الجوي ولكنه فشل في ذلك.

كما تمكنت وحدة السايبر من الولوج إلى نظام صفارات الإنذار وتفعيلها في مناطق متعددة ليشكّل امتلاك المقاومة لسلاح السايبر هاجسًا مرهقًا وتحديًّا كبيرًا لدى منظومة العدو الأمنية والعسكرية.

وبعد 35 عاما على انطلاقة حركة حماس تسابق الحركة الزمن من أجل تطوير قدراتها ومراكمة قوتها إعدادًا لمعركة التحرير القادمة وطرد المحتل من أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات