الخميس 25/أبريل/2024

دبلوماسية حماس الناعمة.. حضور رغم التحديات

دبلوماسية حماس الناعمة.. حضور رغم التحديات

طريق حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الدبلوماسي زاخر بالتحديات؛ فرغم تمتعها بشرعية مقاومة الاحتلال حسب القانون الدولي والشرائع الدولية إلا أنها تغرّد خارج سرب أقطاب السياسة الدولية المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتمارس حركة حماس منذ انطلاقتها قبل 35 عاماً عملاً دبلوماسيًّا مع المتجمع العربي والدولي وهي تحمل عدالة القضية الفلسطينية للشعوب والدول في الإقليم والعالم رافعةً شعار المقاومة الشعبية في الصراع مع الاحتلال.

ونشطت دبلوماسية حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006م حين أضحت أغلبية في المجلس التشريعي دخلت بعدها لمؤسسات الحكومة والقطاع العام وتولت إدارة قطاع غزة بكامله عقب أحداث الانقسام عام 2007م.

وعززت حماس كحركة فلسطينية من ممارسة العمل الديمقراطي داخل أروقتها التنظيمية جديًّا وبمسؤولية بدءًا من قاعدتها حتى قيادتها ما عزز فكر وتطور حماس مع واقعها بكل الأصعدة فتجنبت انشقاقات أفقية ورأسية عانت منها فصائل فلسطينية سابقة.

دبلوماسية حماس

الجمع بين المقاومة العسكرية والعمل الدبلوماسي يشكل ضرورة مستمرة لحركة حماس وهي تقارع إجرام احتلال في العصر الحديث خاصّة مع حرص كثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على وصفها “حركة إرهابية”.

ويشكّل العمل الدبلوماسي ركيزة أساسية في عمل حركات التحرر في العصر الحديث حين باتت المقاومة الشعبية بحاجة لمساندة دبلوماسية تحمل نهجها وشرعيتها للشعوب والحكومات في العالم.

يقول د. محمود العجرمي -الخبير الدبلوماسي والمحلل السياسي-: إنَّ حماس نجحت منذ انطلقت عام 1987م في تحديد إستراتيجيتها بوضوح أنها حركة وطنية فلسطينية إسلامية مستقلة تحشد طاقات الفلسطينيين في الداخل والخارج لرفع شعار تحرير أرض فلسطين جميعها أرضَ وقف.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “وثيقة حماس عام 2017م عززت ثوابت حماس وفتحت مجالا لإدارة العلاقات مع كل من يمكنه تقديم دعم مادي وسياسي للقضية دون شروط وحماس شكلت نقلة نوعية في العمل الميداني الوطني الداخلي منظمة إسلامية وطنية بلون لم يسجله التاريخ منذ نكبة 1948”.

ويرى العجرمي أن حماس كانت جادة في إدارة علاقاتها الدبلوماسية الرسمية خلال الحكومة العاشرة ومناقشة قرارات غير قانونية اتخذها رئيس السلطة عباس من بعدُ بحل الحكومة والمجلس التشريعي.

وشدد خطاب حماس الدبلوماسي منذ انطلاقتها على أنَّ بوصلة مقاومتها وعملها السياسي متجهة نحو الاحتلال فقط فلم تتدخل في شؤون الدول العربية والإقليمية بخلاف فصائل فلسطينية سابقة خرجت عن تلك القاعدة ومارست دورًا كفاحيًّا في مواضع أضرت بالقضية الفلسطينية في دول أخرى قبل أن تعترف بالخطأ وتتراجع معظمها.

ويؤكد د. حسام الدجني -المحلل السياسي- أنَّ العمل الدبلوماسي أضحى أهم الأسس الناظمة للعلاقات الدولية وأنَّ النظريات الحديثة أدرجت حركات التحرر ضمن نظريات العلاقات الدولية الحديثة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “مارست حماس العمل الدبلوماسي منذ انطلاقتها قبل 35 عامًا وزادت وتيرة دبلوماسيتها بعد وصولها للحكم ولعل آخر رسالة تهنئة من إسماعيل هنية لرئيس دولة الإمارات المتحدة محمد بن زايد باليوم الوطني مثال حيّ لتواصل دبلوماسيتها”.

تحديات

وتقف في طريق حركة حماس الدبلوماسي حزمة تحديات وهي تخاطب المجتمع العربي والدولي بعدالة قضية فلسطين وحقها حركةَ تحرر بممارسة المقاومة الشعبية بأدواتها كافة ضد احتلال يمارس الاستيطان والتفرقة العنصرية وتهويد المقدسات وقتل البشر.

وشكلت انتخابات 25 يناير عام 2006م نقلة نوعية في عمل حماس السياسي والدبلوماسي حين انتقلت من خانة عدم المشاركة إلى الانخراط الكامل محاولةً تغيير المسار الذي وقعت فيه القضية الفلسطينية عقب اتفاق “أوسلو”.

ويشير المحلل العجرمي أن عدداً من الدول والبرلمانات الدولية تجمعها علاقات غير معلنة رسميًّا مع حركة حماس وهذا نتاج قناعة راسخة أن حماس هي عنوان القضية الآن ولا تمر مسألة مهمة في فلسطين إلا من خلالها.

ومنح الشعب الفلسطيني ثقته حين صوَّت بأغلبية في المجلس التشريعي لمصلحة حركة حماس فعززت الحكومة العاشرة العمل الدبلوماسي الشعبي وحاولت جمع الفلسطينيين في الداخل والشتات وتعزيز بناء قواعد على المستوى الدولي.

يقول المحلل الدجني: إن أهم تحديات حماس الدبلوماسية تتركز في تصنيفها كـ”حركة إرهابية” وإدراجها ضمن “قوائم الإرهاب” وهذا يعيق تواصلها مع أي دولة تصنفها “إرهابية”؛ لأنها ترفض التواصل والاتصال معها.

ويتابع: “نجاح حماس في رفع اسمها من قوائم الإرهاب سيسهل عملها في نقل قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني للعالم وهي تقاوم الاحتلال حقًّا مكفولًا قانونًا وشرعًا”.

ورغم تمتع نهج حماس في المقاومة الشعبية والعمل السياسي بإسناد قانوني دولي في مقاومة الاحتلال إلا أن الرؤية السياسية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم “إسرائيل” تحاول تجريم نشاط حماس الوطني والسياسي؛ ما دفعها للتركيز على إقناع الشعوب ومنظمات إقليمية ودولية بفتح قنوات دبلوماسية هادئة لفضح الاحتلال وملاحقته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

عمان – المركز الفلسطيني للإعلام  أكدت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن...