الأربعاء 27/مارس/2024

مونديال قطر 2022.. هل قبرت الجماهير العربية التطبيع مع الاحتلال؟!

مونديال قطر 2022.. هل قبرت الجماهير العربية التطبيع مع الاحتلال؟!

على مدار سني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يحاول كيان الاحتلال إيجاد موطئ قدمٍ في المنطقة العربية والإسلامية ولعله يبحث أكثر عن قبول ضائع في أوساط الجماهير العربية.

القبول الذي تبحث عنه “إسرائيل” لها في العالم العربي ورغم أمواج التطبيع الهائلة لم تجده بل وجدت رفضًا كبيرًا لها في مونديال قطر 2022.

وسائل إعلام الاحتلال التي أرسلت طواقمَ صحفية لها إلى العاصمة القطرية الدوحة اصطدمت بحالة من الرفض التام من المواطنين القطريين والمشجعين العرب الأمر الذي أدى لخيبة أمل واسعة.

كما أن العلم الفلسطيني كان الحاضر الأبرز في المونديال الذي أصبح تظاهرة عالمية يتبادل فيها المشجعون الثقافات والحوارات ما كان فرصة لبعض المؤثرين القطريين والعرب لنشر عدالة قضية فلسطين إلى العالم.

وأثناء مباراة تونس مع أستراليا في الجولة الثانية من دور المجموعات خرجت علينا القناة العبرية الـ12 بخبر قالت فيه إن العلم الفلسطيني الأكثر حضورًا على المدرجات.

يوتيوبر سعودي يرفض بيع علم فلسطين للمشجعين ويعطيهم إياه مجانًا وشاب قطري آخر يوزع شارة فلسطين على المشجعين ومشجعون عرب ومن مختلف الدول يحملون علم فلسطين إلى جانب علم بلادهم كل هذا كان من أبرز ملامح المونديال الذي ينظم لأول مرة في العالم العربي في قطر التي وعدت بتقديم أفضل نسخة على مر التاريخ.

كل الدلائل والشواهد تدلل أن اتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال التي حدثت في السنوات الثلاث الماضية لم تؤثر مطلقًا على الشعوب وأن ضغوط واشنطن على قطر لترتيب حضور الإسرائيليين وإعلامهم لم يعبد لهم طريقًا في الدوحة.

تيم ?? (@Shaima_Taim) November 13, 2022

طرد ورفض
الصحفي الإسرائيلي دور هوفمان وهو جزء من وفد هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني “كان 11” الذي زعم خلال بث مباشر أن سائقا قطريا كان يقلّهم من مكان لآخر لكنه حين اكتشف السائق أنهم إسرائيليون أنزلهم في مكان مجهول.

وأوضح في لقاء مع القناة 12 أن “سائق حافلة قطري كان ينقل فريقنا التلفزيوني وفي منتصف الطريق بعد أن اكتشف أننا إسرائيليون أنزلهم من حافلته مما دفعنا لتغيير سيارة الأجرة”.

وتابع: “في حادثة أخرى طردنا صاحب مطعم محلي أيضا في الدوحة حين وصلنا لبعض مطاعم الشاطئ لتصوير الأشخاص الموجودين هناك وحين اكتشف مالك المطعم أننا من إسرائيل جلب حراس الأمن لطردنا وأخذ هاتفي وطلب مني حذف كل ما صورته هناك. لقد شعرت بالتهديد”.

ومضى بالقول خلال البث المباشر: “لست مهتما بسرد هذه القصص الغريبة لكن ليس هذا ما جئت من أجله إلى قطر كنت سأكون سعيدا للتحدث إليكم عن كرة القدم لكن هذه الحوادث جزء من الأشياء التي تحدث معنا ومن المهم أيضا إخباركم بذلك”.

وأردف: “أشعر بالسوء الشديد أنا أجد نفسي كإسرائيلي في بلد معادٍ علينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأشياء ويجب أن نعلم أنه يمكن أن يحدث هنا للجميع علينا أن نكون حذرين ولا أعتقد أن أيّا منا لديه مصلحة في هذا الوضع المعقد”.

وختم بالقول؛ “إننا في مكان نشعر فيه بالجنون مقابل الكثير والكثير من الفلسطينيين قطر واحدة من الدول المؤيدة لهم ومن الواضح أنني كإسرائيلي أجد نفسي في دولة معادية إنه يوم غريب”.

فلسطين في القلب
محمد العلي وهو مشجع تونسي يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن فلسطين دومًا في القلب لم ننسها يومًا نعشق ترابها ونحلم يومًا بالعودة لها.

يضيف أنه مهما فعل الساسة والحكام من اتفاقيات للتطبيع فلن يؤدي ذلك لقبول لدى الصهاينة في المنطقة “هم قتلة ومرفوضون”.

وأكد أن ما تبثه ماكنة الاحتلال الإعلامية من سموم لن يفلح بتغيير البوصلة العربية تجاه فلسطين ففلسطين هي أم البدايات والنهايات.

وهنا المعلق الشهير العماني خليل البلوشي يغرد قائلًا: فلسطين قضيتنا الأولى.

مراسل القناة 12 في الدوحة قال: “اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل قبل عامين مع أربع من الدول العربية لم تأت بنتائجها المرجوة مع الشعوب التي ما زالت ترفضنا حتى إنني حين أبلغت أحد المشجعين العرب أنني من إسرائيل أجابني: ليس هناك شيء اسمه إسرائيل هناك فلسطين وفلسطين فقط حتى بات الإمساك بالميكروفون الذي يمثل قناة تلفزيونية إسرائيلية أمرا مخيفا”.


حضور قوي لفلسطين

جمال العسري المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع قال: مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر اتجهت الأنظار لقضايا أخرى رافقت اللعبة حيث حظيت قضايا أخرى باهتمام المتتبعين قضايا حقوقية (حقوق العمال) واجتماعية (وضعية العمال) وثقافية (المثليين) ودينية (الدعاة الدينيين) وسياسية وهي التي تهمنا اليوم وخاصة تلك المتعلقة بقضيتنا الأولى قضية فلسطين.

وأضاف في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: استرعى انتباه الملاحظين ذلك الحضور القوي لفلسطين ولرمز وحدتها العلم الفلسطيني؛ الذي زين مدرجات كل الملاعب التي احتضنت وتحتضن مباريات مختلف الفرق.

وتابع: “العلم الفلسطيني لم يحضر فقط خلال مباريات المنتخبات العربية ولا حتى المنتخبات الإفريقية أو الأسيوية بل زين كل المباريات لينتقل هذا العلم علم فلسطين من مجرد رمز للدولة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ليصبح رمزا بل أيقونة النضال ضد الإمبريالية الصهيونية.

ومضى يقول: “أيقونة الوقوف في وجه كل أنواع القهر والاستبداد والاستعباد أيقونة مواجهة كل أنواع الميز العنصري والأبارتهايد المقيت العلم الفلسطيني أصبح لحاف مناضلي العالم أي كانت جنسيتهم وديانتهم وقارتهم.

وأكد العسري أن العلم الفلسطيني يجتاح اليوم الملاعب كما اجتاح البارحة كل التعبيرات النضالية في مختلف شوارع مدن العالم العلم الفلسطيني و الكوفية الفلسطينية أصبحا بمنزلة اللغة العالمية الموحدة لكل مناضلي العالم وهذا أمر يزعج قادة الكيان الصهيوني ومعه قادة الإمبريالية العالمية الذين فشلوا في كل حروبهم الإعلامية من أجل تشويه صورة الفلسطيني ونضالات وكفاح الشعب الفلسطيني وفشلت كل محاولات إلصاق تهمة الإرهاب بهذا الشعب الأبي.


وأوضح العسري أن الفشل الثاني للكيان الصهيوني هو فشل تمرير ما يسمى باتفاقيات إبراهيم أو اتفاقات و معاهدات التطبيع مع مجموعة من الدول و الأنظمة العربية ففي الوقت الذي كان يحلم فيه قادة الكيان بجعل هذه الاتفاقيات معبرا وقنطرة للتطبيع مع الشعوب وجعلها تقبل على التطبيع كما أقبلت عليه الأنظمة؛ صدمت بهذا الرفض شبه المطلق من الشعوب رفض لكل أشكال وأنواع التطبيع.

وكانت صدمتهم قوية بقطر وقنواتهم الإعلامية تهرع للدوحة لخلق نوع من التواصل الوهمي مع مشجعي الكرة ظانين بأن مشجعي الكرة لا اهتمام لهم غير الكرة ولا قضية تعلو عندهم على قضية الانتصار في مباريات الكرة فكانت صدمتهم قوية وهم يرون كيف يسارع الجمهور من الهروب من ميكروفوناتهم وكاميراتهم بمجرد ما يعلمون بانتساب هذا الميكروفون وتلك الكاميرا للكيان الصهيوني ولا يكتفون بالهروب والامتناع عن إعطاء أي تصريح بل يبادرون برفع شعارات مساندة لفلسطين وداعمة للشعب الفلسطيني ومنددة بهمجية الكيان الصهيوني ومطالبة بقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وفق حديث العسري.

أما محمود نواجعة وهو منسق حركة مقاطعة “إسرائيل” بي دي اس فقد قال: في مونديال قطر تظهر الحقيقة الثابتة برفض شعوبنا العربية للتطبيع.

وأضاف لمراسلنا: “وتظهر أن الذباب الالكتروني الذي حاول خلق قطيعة بين الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني فشلت فشلاً ذريعاً وأن أي محاولة لتمرير التطبيع ستفشل وإن نجحت ستبقى رهينة بقاء بعض الأنظمة لا أكثر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة

الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في مناطق متفرقة من...