السبت 20/أبريل/2024

الدفاع المدني بغزة.. أعباء كبيرة وإمكانيات متهالكة

الدفاع المدني بغزة.. أعباء كبيرة وإمكانيات متهالكة

يبذل جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة جهداً مضاعفا بسبب توالي الحروب والمآسي الإنسانية والكوارث الطبيعية على قطاع غزة فهو كالمحارب على جبهات عدة لا يكاد ينتهي من جبهة حتى تباغته أخرى.

يتوالى كل ذلك في إطار إمكانيات محدودة لا تتناسب مع التطور العملي الذي وصل إليه العالم في أدوات الوقاية والسلامة التي تمتلكها أجهزة الدفاع المدني حول العالم.

ويُعد جهاز الدفاع المدني جهازاً خدماتيًّا إنسانيًّا يقدم الخدمة لكل أبناء الشعب الفلسطيني في أرجاء قطاع غزة كافة عبر 18 مركزاً للإطفاء موزعة على خمس محافظات رئيسية.

ويشكو جهاز الدفاع المدني من قلة الإمكانيات والأدوات اللازمة للإنقاذ وهو ما يجعله أمام تحديات كبيرة في إطار الحروب والكوارث الإنسانية والطبيعية.

إمكانيات متهالكة
الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الرائد محمود بصل أكد في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً يلقي بظلاله بشدة على الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه أهالي قطاع غزة ما يفاقم من تضاعف حجم الكوارث والتي تؤدي إلى المزيد من الضحايا كما حدث في فاجعة عائلة أبو ريا الخميس الماضي في معسكر جباليا للاجئين.

وكشف “بصل” أنّ آخر دعم تلقاه الجهاز كان من ماليزيا العام الماضي في أعقاب معركة “سيف القدس” بقيمة مليون دولار توزعت على إنشاء مركز للإطفاء بخان يونس واستحداث 5 سيارات للإطفاء بشكل محلي سبقها دعم قطري بسيارات صغيرة ومعدات مختلفة.

ويؤكّد أنّ الأمر لا يتعلق بدعم لمرة واحدة وانتهى الأمر مبيناً أنّ كل مهمة وخاصة في موضوع الحرائق تحتاج إلى أدوات ومهمات ومواد جديدة من خراطيم وفلاتر تتعرض للتلف مباشرة مع كل مهمة.

وقال إن سيارات الدفاع المدني المتهالكة التي تعود من مهمتها لا تعود إلى مكانها المعتاد بل إلى مركز الصيانة مبيناً أنّ جميع سيارات الإطفاء التي يملكها الجهاز في جميع محافظات غزة تالفة وبحاجة إلى تجديد “ولو كانت في بلاد أخرى لخرجت من الخدمة منذ سنوات طويلة”.

ممتلكات الدفاع المدني
ويشير الناطق باسم الدفاع المدني إلى أنّ الجهاز يمتلك في قطاع غزة 18 مركزاً للإطفاء وهو عدد غير كافٍ من المراكز مبيناً أنّ أقل مركز يقدم الخدمة لما يزيد عن 80 ألف نسمة.

وبين أن الجهاز يمتلك 30 سيارة إطفاء وسيارة صهريج واحد فقط تقدم الخدمة لكل قطاع غزة وأربعة من السلالم المتخصصة للإطفاء والإنقاذ مبيناً أنّ واحدًا من هذه السلالم معطل بالكامل والثلاثة تعمل بجودة متدنية جدًّا وهي في عداد منتهية الصلاحية.

ويؤكّد بصل أنه ورغم الاستعدادات والجهوزية العالية لرجال الدفاع المدني في كل الميادين إلا أنّهم يعملون بسيارات إطفاء تالفة ومفروض أن تخرج جميعها من الخدمة وتستبدل بسيارات حديثة ومؤهلة بما في ذلك السلالم والصهاريج وغيرها من المعدات التي تعمل بجودة متدنية جدًّا.

ويوضح المسؤول الفلسطيني أنّ تعطل السيارات يزيد من حجم الكوارث وخاصة فيما يتعلق بموضوع الحرائق على وجه التحديد مبيناً أنّ بعض السيارات وربما جميعها معرضة للتوقف في منتصف الطريق أثناء خروجها للمهمة وهو ما يزيد من حجم الكارثة حيث يتم الاستعانة بمركز إطفاء أبعد مسافة عن مكان الحدث وهو ما يستغرق وقتاً أطول للوصول للحدث.

ويلفت الرائد بصل إلى أنّ قطاع غزة يتسم بتكدس سكاني وازدحام مروري كبير جدًّا؛ وهو ما قد يساهم في تأخر الدفاع المدني من الوصول للمهمة ومكان الحدث أيضاً.

الدعم المطلوب
ويؤكّد الرائد بصل أنّ الدعم المطلوب يكمن في توفير سيارات حديثة سهلة التنقل وسريعة الحركة ولديها الإمكانيات التي تسعى إلى محاصرة الحدث بأسرع وقت ممكن مطالباً بضرورة استحداث خمسة مراكز إطفاء على الأقل لكل محافظة من محافظات القطاع حتى تلبي حاجة المواطنين بشكل أفضل وأسرع.

وكرر بأنّ موضوع الدعم لمرة واحدة لا يلبي الغرض على الإطلاق إلا في موضوع السيارات التي يمكن تجديدها كل 10 سنوات مرة واحدة أما الدعم الخاص بالمواد والأدوات والمعدات فهو بحاجة إلى دعم مستمر حتى يقدم الدفاع المدني خدمة أفضل للمواطن.

ودعا الناطق باسم الدفاع المدني المواطنين إلى ضرورة المسارعة للاتصال بالدفاع المدني على الرقم 102 في أي حدث يستدعي الإنقاذ مهما كان حجمه مبيناً أنّ ما يزيد من حجم الكارثة في بعض الأحيان أن بعض المواطنين يحاولون التعامل مع الحدث بمفردهم وإذا ما كبر الأمر يسارعون بالاتصال بالدفاع المدني والمفترض أن يتم الاتصال بالدفاع المدني ثم التعامل وفق حدود السلامة والحماية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات