الخميس 25/أبريل/2024

66 عامًا على مجزرة كفر قاسم.. شاهد على تاريخ إسرائيلي دموي

66 عامًا على مجزرة كفر قاسم.. شاهد على تاريخ إسرائيلي دموي

تمر الأشهر والأعوام وتبقى مجزرة كفر قاسم في ذكراها الـ 66 شاهدة على التاريخ الدموي للاحتلال الذي لم يتوقف عن محاولاته للقضاء على شعب ليحل عصابات ومجموعات استجلبها من العالم بأسره ليقيم كيانه الصهيوني الغاصب.

و”كفر قاسم” في فلسطين المحتلة هي البلدة التي اختارتها العصابات الصهيونية في ذلك اليوم لسفك دماء عشرات الأبرياء ضمن عشرات المجازر التي اقترفها الاحتلال وعصاباته على مدار سنِي إجرامه.

هدف المجزرة
وهدفت المجزرة التي وقعت في 29 أكتوبر عام 1956م -وفق مؤرخين- إلى ترحيل فلسطينيي منطقة “المثلث الحدودي” بين فلسطين 1948 والضفة التي كانت آنذاك جزءًا من الأردن التي تقع فيها بلدة كفر قاسم بواسطة ترهيب سكانها على غرار مذبحة دير ياسين ومجازر أخرى.

ويؤكدون أنَّ كيان الاحتلال لم يحتمل العدد الكبير لسكان هذه المنطقة من العرب فقتل في سلسلة مجازر خلال 1949-1956 ثلاثة آلاف فلسطيني معظمهم ممن حاولوا العودة بعد تهجيرهم إلى بلدان الجوار وقد تولت تنفيذ هذه المجازر وحدة خاصة بقيادة أرئيل شارون عُرفت باسم “101”.

مجازر مسبقة
وفي أجواء القتل هذه وهيمنة عقلية المجازر في “إسرائيل” جاءت مذبحة كفر قاسم التي نفذتها قوات الاحتلال وقبلها مجزرة يوم 11 سبتمبر/أيلول 1956؛ حيث قتلت 20 جنديًّا أردنيًّا في هجوم على معسكرهم ثم قتلت 39 فلسطينيًّا بقرية حوسان في قضاء بيت لحم و88 آخرين في قلقيلية في الشهر نفسه.

بدء المجزرة
وبدأت المجزرة عندما أعطت قيادة جيش الاحتلال أمرًا بفرض حظر التجول على القرى العربية في “المثلث الحدودي” الذي يمتد من أم الفحم شمالا إلى كفر قاسم جنوبا بدءًا من الخامسة مساء 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956 وحتى السادسة من صباح اليوم التالي.

وكان القرار حازما؛ إذ أرفِق بقرار أمني يخوّل الجنود بإطلاق النار وقتل كل من يتجول بعد سريان الحظر -وليس اعتقاله- حتى ولو كان خارج بيته لحظة إعلان منع التجول لأن قيادة جيش الاحتلال كانت تقول: “إنها لا تريد التعامل مع السكان بالعواطف”!

ووُزعت قوات من جيش الاحتلال على القرى الفلسطينية في المثلث (منها كفر قاسم وكفر برا والطيرة وجلجولية والطيبة وقلنسوة) وكان يقودها آنذاك الرائد شموئيل ملينكي الذي يتلقى الأوامر مباشرة من قائد كتيبة الجيش الموجودة على الحدود وهو المقدم يسخار شدمي.

كما توجهت مجموعة من جنود الاحتلال إلى بلدة كفر قاسم وقُسمت إلى أربع فرق بحيث بقيت إحداها عند المدخل الغربي للبلدة وأبلغ قائدُها الضابطُ يهودا زشنسكي “مختارَ” البلدة في ذلك الوقت وديع أحمد صرصور بقرار منع التجول وطلب منه إبلاغ السكان بالتزامه ابتداء من الساعة الخامسة.

أخبر صرصور الضابط زشنسكي بأن هناك أربعمائة شخص يعملون خارج القرية ولم يعودوا بعد فأعطاه وعدًا بأن هؤلاء سيمرون بسلام لدى عودتهم ولن يتعرض لهم أحد بسوء.

لكن مساء ذلك اليوم شكّل مرحلة مفصلية في تاريخ كفر قاسم والشعب الفلسطيني عامة ففي تمام الخامسة مساء دوّى صوت رصاص كثيف داخل البلدة فصمّ آذان معظم سكانها إثر إطلاق الجنود النار على مجموعة من الأهالي كانوا عائدين من حقول زراعتهم في المساء إلى بلدتهم فقتلوا منهم 49 شخصا وأصابوا العشرات بجروح بالغة بذريعة خرق منع تجول لم يعلموا بإعلانه المفاجئ.

كان من شهداء مجزرة كفر قاسم مسنّون و23 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8-17 عاما و13 امرأة ولم يكن عدد سكان كفر قاسم آنذاك يتجاوز ألفيْ نسمة وقد سقط عند المدخل الغربي للبلدة وحده 43 شهيدًا.

أسماء مقترفي المجزرة المجرمين
وارتبطت المجزرة بأسماء عدد من العسكريين الإسرائيليين أمثال الضابط يسخار شدمي الذي استدعى شموئيل ملينكي وأبلغه بقرار تكليفه بمهمة حراسة الحدود وفرض منع التجول في قرى منها كفر قاسم ثم أعطى التعليمات بارتكاب المجزرة.

وقد حاولت حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” برئاسة ديفد بن غوريون إخفاء حقيقة مذبحة كفر قاسم إذ نُشر أول خبر عنها في الصحف بعد أسبوع من وقوعها أي يوم 6 نوفمبر/ تشرين الآخِر أما تفاصيلها فمنعت الحكومة وصولها إلى الرأي العام إلى يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 1956.

لكن النائبيْن الشيوعييْن في الكنيست توفيق طوبي وماير فلنر تمكنا من كشف ملابسات الحادث بعد تسللهما إلى البلدة لاستقصاء الحقائق مباشرةً من الشهود والمصابين وإعداد وثائق طرحت داخل الكنيست الإسرائيلي كما أُرسلت وثائق خاصة بالواقعة إلى وسائل الإعلام والسفارات الأجنبية وجميع أعضاء الكنيست (البرلمان).

واضطرت جهودُهما الحكومة إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والبدء في إجراء تحقيق أسفر عن محاكمة من عدّتهم الحكومة الإسرائيلية مسؤولين مباشرين عن المجزرة فأجريت محاكمة صورية لهم حُكم فيها على الضابط شموئيل ملينكي بالسجن 17 عاما وجبرائيل دهان وشالوم عوفر بالسجن 15 عاما وعلى الجنود الآخرين بالسجن ثماني سنوات.

أما قائد حرس الحدود المقدم شدمي -الذي أعطى الأوامر بالقتل- فقد برئ من ارتكاب الجريمة وغُرّم بدفع قرش واحد وقد قال -في حديث لصحيفة هآرتس الإسرائيلية- إنه نفذ “أوامر عليا” حين أمر جنوده بقتل المدنيين قائلا: “احصدوهم”.

ثم غُيّرت الأحكام الصادرة بحقّ مرتكبي الجريمة حيث خُففت بعد الاستئناف لتصبح 14 عامًا بحق ملينكي وعشرة أعوام لدهان وتسعة أعوام لعوفر. ثم خُفضت مرة أخرى باتجاه إلغائها نهائيا إذ تدخل رئيس الدولة وخفض الأحكام إلى خمسة أعوام لكل من ملينكي وعوفر ودهان وأطلِق سراح آخرهم مطلع عام 1960.

;

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

مقررة أممية تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

عمان – المركز الفلسطيني للإعلام  أكدت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن...