السبت 20/أبريل/2024

العواودة: سيطرة الصهيونية الدينية على الكيان تنذر بتصاعد المقاومة

العواودة: سيطرة الصهيونية الدينية على الكيان تنذر بتصاعد المقاومة

أكّد الخبير والمحلل السياسي صلاح الدين العواودة أنّ التغييرات التي شهدها الكيان الصهيوني أيديولوجيًّا وسياسيًّا بسيطرة الصهيونية الدينية المتطرفة على الكيان تنذر بتصاعد وتوسع الاعتداءات على المسجد الأقصى.

وقال في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام ;“إنّ الصهيونية الدينية تستشعر أنها باتت تسيطر على الدولة وبالتالي لم تعد متسرعة ولم تعد تتصرف بغباء وحماقة في مواجهة الدولة كما كان في السابق.

وأشار العواودة إلى أنّ هناك حالة مقاومة شعبية متصاعدة تشهدها الضفة الغربية مع فقد الاحتلال السيطرة على الشباب الفلسطيني الذين باتوا يواجهون الاحتلال فرديًّا مرجحًا “تزايد أعمال المقاومة بالضفة وأن تتسع بقعة الزيت وأن نشهد نوع انتفاضة جديد”.

وأكّد الخبير السياسي الفلسطيني أنّ ما يعزز الالتفاف حول خيار المقاومة وخصوصًا بالضفة الغربية هو تراجع ما يسمى “خيار التسوية” وقال: “خيار التسوية انتهى وأصبح من الماضي والسلطة من الناحية السياسية لا تستطيع أن تعبر عن نفسها وتعيش على التنفس الاصطناعي من الاحتلال وبالتالي لا يوجد أي أفق سياسي أو أي مشروع سياسي يمكن أن يلفت نظر ولو جزء بسيط من الشعب الفلسطيني”.

من ناحية أخرى؛ أشاد الخبير العواودة بقدرة حركة حماس على اختراق جدار الصد في علاقاتها مع الدول العربية والأجنبية مبينًا أنّ الخيارات أمام الحركة محدودة ومحصورة جدًّا فهي تذهب إلى ما يعزز دور مقاومة الاحتلال وتبتعد عما يتناقض معه.

وفيما يلي نص الحوار:

– كيف تتابع مجريات الأمور في القدس والمسجد الأقصى في إطار تسارع التهويد لكل ممتلكات المسجد الأقصى؟

بخصوص القدس والمسجد الأقصى من الواضح أن التغيرات التي شهدها الكيان أيديولوجيًّا وسياسيًّا؛ بحيث سيطرت الصهيونية الدينية الاستيطانية المتطرفة على الكيان فأصبحت لا تتشكل حكومة بدونها وعليه كل الاعتداءات على الأقصى ستتصاعد وتتوسع لتحقيق هدفهم في النهاية وهو تهويد الدولة والقدس والمسجد الأقصى وإقامة مشروعهم الديني الأيديولوجي.

الآن الصهيونية الدينية تستشعر أنها تسيطر على الدولة وبالتالي لم تعد متسرعة ولم تعد تتصرف بغباء وحماقة في مواجهة الدولة كما كان في السابق فهي تتغلغل في كل المؤسسات وبالتالي تأتي بقرارات محكمة لكل ما تقوم به وتحشد الرأي العام ورأي المؤسسات الحكومية الرسمية وبالتالي نحن أمام واقع حقيقي تفرضه الصهيونية الدينية في القدس درة تاجه القضاء على أي وجود إسلامي في القدس والتخلص من المسجد الأقصى وبناء الهيكل هذا حقيقة ما يجري في القدس والمسجد الأقصى.

كيفية إيقافه فقط بالتعويل على ثورة شعبية وعلى تغيير في الواقع السياسي الفلسطيني والعربي وهو أمر ليس من السهل توفيره وليس في متناول اليد في المدى المنظور.

ظاهرة نضالية جديدة

– كيف تتابع حالة المقاومة بالضفة الغربية واستفراد الاحتلال بالمدن التي يخرج منها المقاومون؟

واضح أن هناك حالة مقاومة شعبية تنمو وتتصاعد في الضفة الغربية نتيجة فقد الاحتلال السيطرة على الشعب الفلسطيني استطاع الاحتلال وفق النظريات والاستراتيجيات الأمنية التي اتبعها تحييد عدد كبير من المناضلين وتحييد الفصائل والسيطرة على الأجهزة الأمنية والمنظومة السياسية الفلسطينية لكن لم يستطع السيطرة على الشباب الفلسطيني الذين يواجهون الاحتلال فرديًّا؛ حيث كانوا سابقًا من خلال السكاكين وعمليات الدهس والطعن والآن من خلال المجموعات المسلحة التي تنمو فرديًّا وأصبحت تشكل ظاهرة نضالية جديدة في نابلس وجنين وتتوسع في الضفة الغربية.

هذا التحدي ليس من السهل على الاحتلال مواجهته وفي التاريخ يحتاج إلى انتفاضة جديدة وبعدها يضع الاحتلال استراتيجيات ونظريات جديدة لمواجهته أما الآن في بدايته فلا يستطيع الاحتلال مواجهته ويضطر إلى استخدام الأساليب التقليدية من القمع والاعتقال وفرض القيود على الفلسطينيين وهو ما يزيد الطين البلة والاشتعال لذلك من المتوقع والمرجح أن تتزايد أعمال المقاومة بالضفة وأن تتسع بقعة الزيت وأن نشهد نوع انتفاضة جديد.

– كيف ترى طبيعة الالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة مقابل خيار التسوية؟

;لا شك في النهاية أنّ روح الجمهور الفلسطيني تحب المقاومة وتكره الاحتلال وقمع الاحتلال يُرى بكل زاوية في فلسطين والشعب الفلسطيني ليس بحاجة لمن يقول له بأنّ هذا احتلال ويحتاج لمقاومة.

بالتالي من الطبيعي أن الجمهور الفلسطيني يلتف حول خيار المقاومة لاسيما أن خيار التسوية انتهى وأصبح من الماضي والسلطة من الناحية السياسية لا تستطيع أن تعبر عن نفسها وتعيش على التنفس الاصطناعي من الاحتلال وبالتالي لا يوجد أي أفق سياسي أو أي مشروع سياسي يمكن أن يلفت نظر ولو جزء بسيط من الشعب الفلسطيني حتى جماهير فتح والسلطة لم يعد أمامها أي خيار تتحدث عنه في إطار المشروع السياسي أو المشروع الوطني كما كانوا يسمونه فالاحتلال من جهة والعالم من جهة يتجاهل وجود السلطة تماماً وهي أيضًا لم تعد موجودة سياسيًّا لأن دورها بات يقتصر على القضايا الأمنية والحياتية للشعب الفلسطيني والتي هي في تراجع.

علاقات حماس

– ما هي رؤيتك لاختراق حماس جدار الصَّدِّ مع عدد من الدول العربية والأجنبية؟

لا يخفى على أحد أنّ هناك حصارا خانقا فُرض على حماس من النظام العربي الرسمي الذي ذهب مهرولاً نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني كان هدفه الأول والأخير هو جرّ حركة حماس للتطبيع والتسوية مع الاحتلال ومسار أوسلو جديد لذلك قام بنفس السياسات التي استخدمها مع منظمة التحرير سابقًا وقادها من خلالها إلى اتفاق أوسلو وهي سياسة تجفيف المنابع والتضييق على الفلسطينيين بحيث لا يجدون أرضًا يقفون عليها ولا تمويلاً لمقاومة الاحتلال أو حتى للبقاء إلا من خلال الاحتلال والتعاون معه.

لكن المقاومة تدرك وتتعلم من تجارب الآخرين فبداية الثمانيات بعد إخراج منظمة التحرير من لبنان وإرسالها إلى تونس ولم يكن إرسالها لتونس لبدء مقاومة جديدة بل لإبعادها عن فلسطين أولاً ثم عن المقاومة ومن ثم جرها إلى مربع التسوية.

في عام 1982 كان أمام السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير خياران إما الذهاب إلى سوريا وإيران الداعم للمقاومة أو الذهاب إلى كامب ديفيد وأوسلو ولكن قيادة المنظمة اختارت الذهاب إلى كامب ديفيد وعلى إثرها انجرّت إلى اتفاقية أوسلو.

هذه المرة حركة حماس أدركت الأمر جيدًا وتعلمت من التاريخ واختارت بوضوح ما يعينها على طريق المقاومة. بالإضافة إلى ضرورة حفاظها على علاقاتها الحالية مع كل الدول الداعمة للقضية الفلسطينية. ; ;
; ; ;
كما أنّ فتح ثغرات في الجدار العربي الرافض للمقاومة أيضا هي خطوات في مصلحة المقاومة نسبيا وبالتالي ستبقى حماس تعمل على توسيع هذه الاختراقات والتوسع والانفتاح أكثر وأكثر على كل الأطراف العربية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات