الأربعاء 27/مارس/2024

تقلب صرف الدولار.. عامل إرباك جديد في حياة فلسطينيي لبنان

تقلب صرف الدولار.. عامل إرباك جديد في حياة فلسطينيي لبنان

يضطر اللاجئ عبد الله إسماعيل (55 عامًا) من مخيم صبرا، لمتابعة أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية؛ لكي يستطيع تدبر أمور بيته ومصاريفه؛ لأن أسعار الصرف لها تأثيرات مباشرة على السلع والخدمات.

يقول إسماعيل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن تذبذب سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة يعمل على ارتفاعات ملحوظة وآنية لأسعار الخدمات والسلع والخضراوات وخلافه، وإنه يتابعها دومًا كي يستطيع تدبر المصروف.

ويصرف الدولار الأمريكي الواحد، اليوم، مقابل 35.500 ليرة لبنانية في السوق السوداء.

ويقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحوالي 463664 نسمة، وفق إحصاءات أونروا للعام 2017، والعدد الأكبر منهم يعيش داخل المخيمات والتجمعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال في لبنان.

ويُشكّل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عُشر سكان لبنان الذي يتراوح تعداده حول 47 مليون نسمة، ويعيشون حياة صعبة للغاية بنسب بطالة وفقر شديدة.

ويمنع القانون اللبناني الفلسطينيين من العمل في العديد من المهن المختلفة، في حين أن معظم فلسطينيي لبنان يعملون في مهن المياومة بأجر زهيدة زادها بؤسًا تآكل العملة المحلية وانهيارها.

الحاج إسماعيل يضيف أنه يعمل في الزراعة بأجرة تقدر بـ100 ألف ليرة لبنانية يوميًّا (3 دولارات تقريبًا)، يؤكد أنه لا يستطيع شراء طبق بيض بها (سعر طبق البيض 115 ألف ليرة).

يشير إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار يؤدي فورًا لارتفاع ملحوظ في الأسعار؛ لكون السلع كلها تستورد من خارج لبنان بالدولار الأمريكي.

يقول: قبل الأزمة التي ضربت لبنان كنت أتلقى يوميًّا 13 دولارًا، ومع تآكل العملة المحلية، أصبحت أتقاضى 3 دولارات فقط. كنا بحال صعب جدًّا، وأصبحنا “معدمين”.

انعكاسات

علي هويدي -رئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان- يقول: تقلب سعر صرف الدولار ينعكس على جميع سكان لبنان، لا سيما على سكان المخيمات الفلسطينية في إطار تقرير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، حول تراجع حصول اللاجئ الفلسطيني على الشيء الأولي من السلع الأولية، ويعيش حالة إرباك حقيقي بموضوع المصروف اليومي.

يضيف في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: يرتفع الدولار فورًا ترتفع الأسعار، وبعد انخفاضه تبقى الأسعار مرتفعة، وهذه الحالة تعمل إرباكًا لتنظيم المدخول الفلسطيني.

وأكد أن هذا الأمر يخلق إرباكًا في ترتيب الأولويات لديه، بما يخص الشراء وغيره، وهذا يكون على حساب احتياجاته الأساسية، مشيرا إلى أن جميع الأسعار باتت تخضع لسعر صرف الدولار المتقلب.

وأشار إلى أن نسبة الفقر في لبنان بلغت 86% وفق آخر تقديرات نشرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وقال: هناك مساعدات تقدمها الجهات المختلفة ولكن حجم الاحتياج كبير جدًّا، وسط أوضاع صعبة يحياها اللاجئ الفلسطيني.

اللاجئ نزار رشيد من مخيم البص، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” تشتري السلعة بسعر معين مثلا بـ100 ألف ليرة لبنانية، وبعد ساعات قليلة تجدها بـ120 ألفًا، وعند السؤال يقول لك بسبب ارتفاع سعر الدولار الأمريكي.

وهذا ينطبق على جميع الأسعار والخدمات في البلد، يؤكد أنها أمر مربك، ولا يكاد المواطن يتدبر مصاريف بيته بسبب هذا التقلب الشديد والارتفاعات التي تصاحبه.

ويتحدث رشيد أن هناك من كان يودع في البنك 50 مليون ليرة لبنانية، تعادل 33 ألف دولار أمريكي، ومع تآكل العملة المحلية وانهيارها، أصبح المبلغ المودع له يساوي 1500 دولار، ما تسبب بمشاكل صحية ونفسية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات