الجمعة 19/أبريل/2024

صفوة الحفاظ.. حدث قرآني ضخم بغزة لختم كتاب الله في جلسة واحدة

صفوة الحفاظ.. حدث قرآني ضخم بغزة لختم كتاب الله في جلسة واحدة

لم يمنع المرض وقلة الحركة وتقدم العمر الستينية “أم جهاد” من القدوم فجر الثلاثاء، إلى مسجد الإمام الشافعي شرق حي الزيتون بغزة للمشاركة في برنامج “صفوة الحفاظ” الذي تطلقه دار القرآن الكريم لتسميع القرآن الكريم لأكثر من 581 حافظا وحافظة خلال جلسة واحدة تنطلق من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة المغرب.

الحاجة “أم جهاد” كانت تبدو سعيدة وهي تؤكد لمراسلنا، فرحتها بوصولها إلى اللحظات الختامية لاختتامها حفظ كتاب استطاعت حفظه على مدار عام كامل.

وشددت على أنها شجعت الكثير من جاراتها وقريباتها للإقبال والإقدام على حفظ كتاب الله: “تقدم العمر، والأمراض، ليس مبرراً لترك حفظ القرآن الكريم” وفق قولها.

“أم جهاد” واحدة من ضمن عشرات المجموعات التي انتشرت في صحن المسجد الإمام الشافعي الذي خُصِّص للحافظات من النساء للتسميع على جلسة واحدة.


وجاءت النساء يحملن أطفالهن الرضع من أجل إتمام هذه اللحظة الحاسمة في حياتهن.

وتراوحت أعمار المشاركين من الرجال والنساء في مشروع “صفوة الحفاظ” ما بين 9 سنوات إلى 60 عاماً، وهو أبرز المشاريع الفريدة من نوعها في قطاع غزة لحفظ القرآن الكريم.

أما الحافظة الثلاثينية “ختام” وهي أم لأربعة أطفال ورضيع، فلم تتوان عن استثمار كل دقيقة من وقتها من أجل حفظ القرآن الكريم على مدار عامٍ كامل.

وظهرت الحافظة الفلسطينية وهي تحمل رضيعها خلال تلاوتها للقرآن على محفظتها، داعية الفتيات والأمهات الفلسطينية إلى استثمار أوقاتهن في حفظ وتلاوة وتدبر القرآن الكريم خير لهن من اللهو على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تفسد البيوت والأنفس.

الرجال الحفظة
وفي مشهد مماثل ومتزامن وفي صوت كدوي النحل، استقرت واطمأنت له أفئدة العابرين إلى مسجد التقوى الواقع بحي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، والذي تم تخصيصه للحافظين من الرجال لسرد تلاوتهم على مشايخهم في جلسة واحدة، لم يقتصر الأمر على الحفظة من الشبان، بل تنوعت فئة الحفظة ما بين الشيوخ كبار السن، وبين الأطفال حديثي السن.

الطفل أنس أبو حويلة تصادف يوم ميلاده الثاني عشر مع جلسته الختامية لتسميع القرآن الكريم على جلسة واحدة.

ورغم بعد المسافة بين بيته الكائن في حي الزيتون ومسجد التقوى المخصص لبرنامج “صفوة الحفاظ” فإن الحافظ الصغير لم يتأخر، وبدا ملتزماً كغيره من الحفظة بكل الإرشادات التي يمليها عليه القائمون على البرنامج، وقد حضر باكراً إلى المسجد المذكور ليكون من أوائل المشاركين في حفظ القرآن الكريم.

وانطلق المشاركون من الحفاظ من محافظات قطاع غزة كافة من بيوتهم قبيل صلاة الفجر متجهين نحو المساجد التي خُصِّصت لهذا اليوم، وأدوا جميعهم صلاة الفجر في جماعة، ثم انطلقوا في تلاوة القرآن كلٌّ على حدة على محفِّظه، أو محفظتها، ليسجل كأعظم مشهد قرآني يشهده قطاع غزة، وفي سابقة فريدة ونوعية ومختلفة في تلاوة وحفظ وسرد القرآن الكريم.

581 حافظا وحافظة
وعدّ رئيس مجلس إدارة دار القرآن الكريم والسنة في قطاع غزة، الدكتور عبد الرحمن الجمل، أنّ هذا اليوم من أيام أهل الله، الحفاظ والقُرَّاء للقرآن الكريم، وهو يوم عزة لأهل قطاع غزة.

وأكّد الجمل في تصريحات صحفية، أنّ 581 حافظاً وحافظة يسردون القرآن على جلسة واحدة في أضخم مشروع على مستوى العالم، وقال: “أحسب أن الله أراد أن يكافئنا على تضحياتنا هنا في قطاع غزة، وبهؤلاء الحفاظ نستنزل رحمات الله ونصره، وهذه هي الصورة الحقيقية لغزة”.

وأشار إلى أنّ مشروع “صفوة الحفاظ” يهدف لنشر ثقافة تعاهد القرآن الكريم عند حفاظه، موضحاً أنّه سيكون هناك مكافأة رمزية لكل من سيسرد القرآن الكريم، وجائزتهم العظمى عند الله عز وجل.

وأضاف: “لن نترك الحفظة، وسنواصل دعمهم بمشاريع مميزة ليستمر تعاهد القرآن”.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي احتفاءً واسع ومنقطع النظير بالحفاظ والمشروع الكبير الذي يتم بهذا الشكل والتكامل في الأداء والإتقان، وبدأ الكثير من النشطاء ومواقع التواصل الاجتماعي بنشر عشرات الصور للحافظين والحافظات من مختلف الأعمار على المواقع المختلفة.

وتُخّرج دار القرآن الكريم –إحدى الجمعيات الخيرية المتخصصة بالقرآن والسنة-أكثر من 1000 حافظ وحافظة، عدا عن المؤسسات والجمعيات الأخرى التي تخرج نحو 500 حافظ وحافظة، ليكون مجموع الحفظة خلال العام الواحد نحو 1500 حافظ وحافظة، ليكون العدد الإجمالي للحفظة في القطاع على مدار السنوات الماضية أكثر من 50 ألف حافظ وحافظة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات