الأربعاء 19/مارس/2025

قلقيلية .. مدينة فلسطينية يخنقها الاحتلال بالاستيطان والجدار

قلقيلية .. مدينة فلسطينية يخنقها الاحتلال بالاستيطان والجدار

عبر ثلاثة محددات “إسرائيلية” يستشري الاستيطان في قلقيلية في الضفة الغربية؛ ليحاصرها، ويحول أجزاء عديدة منها إلى نقاط تماس ساخنة ومواجهة متفجرة مع الاحتلال ومستوطنيه.

وفي أرجاء المحافظة تنغرس غصبًا 13 مستوطنة، و15 بؤرة استيطانية، و6 معسكرات، و5 حواجز عسكرية ثابتة، و10 مكبات للنفايات الصلبة والسائلة، بالإضافة لجدار الفصل العنصري، ما أوجد بيئة جغرافية معقدة، مزقت الأحياء والقرى الفلسطينية، وحولتها إلى جزر معزولة، يسهل التحكم بها.

وتعاني من تداعيات التقسيم الذي فرضته اتفاقية أوسلو على الضفة، وتوزيعها بين مناطق “أ” و”ب” و”ج” دون أي ترابط ومرجعيات إدارية مختلفة، ليستغل الاحتلال الاتفاقية، ويضع أغلب أراضي قلقيلية تحت سيطرته الأمنية، من خلال تصنيفها مناطق (ج).

الموقع والتسمية
تقع قلقيلية عند نقطة التقاء السفوح الغربية لسلسلة جبال نابلس والطرف الشرقي للساحل الفلسطيني، في نقطة متوسـطة بين التجمعات السكانية والحضارية الممتدة على طول الساحل الفلسطيني، وتقع في المنطقة الوسطى من فلسطين التاريخية، في حين تقع في الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية، وفقًا لكتاب محافظة قلقيلية الإحصائي.

وتضم قلقيلية 34 تجمعًا سكنيًّا على مساحة 166 كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي 110800 نسمة، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حتى منتصف العام 2015.



محددات البناء الاستيطاني
وتحدد دراسة لمركز رؤية للتنمية السياسية، حملت عنوان واقع الاستيطان والجدار في محافظة قلقيلية، تابعها مراسلنا، ثلاثة محددات للبناء الاستيطاني في قلقيلية؛ أولها قرب المدينة من أراضي 48، والثاني جلب أكبر قدر ممكن من المستوطنين إلى غرب الجدار، وأخيرًا بسط السيطرة على أوسع مساحة من الأراضي الزراعية، وتمثل ذلك بالسيطرة على 74٪ من أراضيها؛ بدعوى أنها مصنفة (ج).

مراحل التوسع الاستيطاني
وأظهرت مراجعة مراسلنا لمجموعة من المصادر حول الاستيطان، أن الاحتلال لم يباشر ببناء المستوطنات في قلقيلية فور احتلالها عام 1967، إذ كان قراره التمكن من القدس ووسط الضفة أولًا، ثم الانتقال ليضع أقدامه الاستيطانية في شمال الضفة وجنوبها.

وفي عام 1975 بدأ الاحتلال ببناء المستوطنات في محافظة قلقيلية؛ فبنى مستوطنة “كدوميم”، والتي تصنف على أنها مستوطنة مدنية سكنية، فيها الكثير من اليهود المتدينين المتطرفين، ومن اليهود “الفلاشا”.

وبلغ التوسع الاستيطاني ذروته بين عامي 1980-1985؛ حيث بنى الاحتلال 8 مستوطنات على أراضي محافظة قلقيلية، وفقًا لمعطيات نشرتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”.

ويقدر عدد المستوطنين في المحافظة بنحو 44 ألف مستوطن حتى عام 2018، حسب مركز رؤية للتنمية السياسية.

المستوطنات والبؤر
في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، يؤكد مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، محمود الصيفي، أن عدد المستوطنات في محافظة قلقيلية 13 مستوطنة، منها أربع مستوطنات تقع على أراضي محافظتي قلقيلية وسلفيت، وهي: كرني شمرون، وقصر موشي زوهر، وعمونوئيل، وعيتص أفرايم، في حين بلغ عدد البؤر الاستيطانية 15 بؤرة، وبلغ عدد المناطق الصناعية فيها منطقتين.

ويشير الصيفي، إلى أن سلطات الاحتلال أقامت 15 بؤرة استيطانية في محافظة قلقيلية، وهذه البؤر غير معترف بها على أنها مستوطنات شرعية من حكومة الاحتلال، لكنها تخضع لحماية جيش الاحتلال.


مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس.. محمود الصيفي

المناطق الصناعية

ووفق المصادر المتطابقة؛ يقيم الاحتلال منطقتين استيطانيتين، هما: المنطقة الصناعية ألفيه منشة، وتقع في جنوب غرب مستوطنة ألفيه منشة، ومساحتها حوالي 100 دونم حتى العام 2014، وكذلك المنطقة الصناعية كرنيه شمرون، وأقامتها سلطات الاحتلال في عام 1978، وتقع شرق قرية كفر لاقف، إلى الشمال من مستوطنة قرنيه شمرون، وتحيط بشارع قلقيلية/ نابلس من الجهة الشمالية، وتقدر مساحتها بحوالي 57 دونمًا.

وهذه المنطقة الصناعية تتسبب في تلويث البيئة الفلسطينية، بسبب مجاري المياه العادمة التي تصب في الأودية، كما تتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة، وانبعاث الروائح الكريهة، وتشكل طبقة هوائية عازلة فوق المنطقة، إضافة إلى المخلفات الصلبة الناتجة عن هذه المنطقة الصناعية، وفق مركز أبحاث منظمة التحرير.


null

جدار الفصل العنصري
يمتد جدار الفصل العنصري بطول 53 كم على أراضي قلقيلية، وبعرض يتراوح من 55-120 مترًا، مدمرًا 5323 دونمًا، كما عزل 29354 دونمًا، وفق مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس.

وجاءت خطة جدار الفصل العنصري لتخلق مناطق عزل كاملة تحيط بقلقيلية من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، بحيث يصبح الخروج والدخول لا يتم إلا من المخرج الشرقي لها، تحت مراقبة شديدة واستفزازية من جيش الاحتلال.

ولجدار الفصل العنصري قسمان، كما يوضح الصيفي، وهما: سياج يحيط بالمدينة من ثلاث جهات يتراوح عرضه من 55 إلى 115 مترًا، وجدار إسمنتي يحيط بالمدينة من الجهة الغربية، ويبلغ طوله 3 كم وارتفاعه 8 أمتار، ويقع هذا الجدار على أراضي المدينة التي احتلت عام 1967.

الأضرار والخسائر جراء الجدار
الأرض الزراعية:
يوضح مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، أن جدار الفصل العنصري دمر 5323 دونما زراعيا، كما تضرر نتيجة إقامة الجدار 17 تجمعًا سكنيًّا في المحافظة؛ حيث كان الجدار يسير متعرجًا في أراضي هذه القرى، بهدف سلب أكبر قدر ممكن من أراضيها.


null

كما أدى إلى عزل 7 تجمعات سكنية خلف الجدار وهي: الرماضين الشمالي، والرماضين الجنوبي، وأبو فردة، وراس طيرة، وواد الرشا، والضبعة، ومعزل عزون عتمة.

الوضع الاقتصادي:
يقول الصيفي: نتيجة لإقامة الجدار أغلقت حوالي 55% من المحلات التجارية، ونزحت إلى خارج المدينة (أكثر من 600 محل تجاري)، وحرمت المدينة من دخلها الزراعي الذي يشكل 45% من اقتصادها العام.

الوضع الصناعي:
أدت سياسة الحصار إلى إغلاق ونزوح أكثر من 60% من منشآت قلقيلية الصناعية، وتدمير 7 منشآت صناعية في المدينة تدميرًا كاملًا، وفقًا لمحمود الصيفي.

العمال:
وأدى ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الحركة العمالية في مدينة قلقيلية لتصل إلى حوالي 65%. (مركز أبحاث منظمة التحرير، مصدر سابق).

الهجرة من المدينة:
بلغ عدد المواطنين الذين تركوا المدينة 4 آلاف مواطن (10% من عدد السكان)، وهناك ألفا مواطن اغتربوا عن المدينة؛ بحثًا عن مصادر رزق لهم ولأسرهم، وفق مركز أبحاث منظمة التحرير.

البوابات العسكرية
يدعي الاحتلال أنه يحافظ على حق المزارعين في الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم المعزولة خلف الجدار، من خلال إقامته بوابات زراعية يتحكم من خلالها بوصول المزارعين إلى أراضيهم، وفي الوقت نفسه يحدّد الأعمار وينتقي أمنيًّا في منح التصاريح للمزارعين، من خلال شروطه التعجيزية.


null

يوضح مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، محمود الصيفي، أن سلطات الاحتلال تضع مجموعة من الشروط على المواطنين للحصول على التصريح الزراعي، تشمل تحديد مدة المكوث للمزارع من الساعة 5 صباحًا حتى 7 مساء، وكل من يتأخر يعاقب.

ويضيف الصيفي أن سلطات الاحتلال ترفض في كثير من الأحيان منح التراخيص، رغم أن المتقدم يكون قد استوفى الشروط كافة، وتهدف من خلال هذه السياسة لأن يهمل المزارع أرضه ولا يعود لها، فتسلبها منه.

كما تحدد سلطات الاحتلال رقم البوابة الواجب على المزارع المرور منها وصولًا لأرضه على التصريح، ويمنع عليه التنقل من بوابة لأخرى لا تتطابق مع رقمها على التصريح، وفق مركز أبحاث منظمة التحرير.


null

الطرق الالتفافية
يعرف الجهاز المركزي للإحصاء الطرق الالتفافية على أنها الطرق التي أقامتها قوات الاحتلال لخدمة مستوطناتها في الضفة، وقد كان لمحافظة قلقيلية نصيبها من هذه الطرق التي تقطع أوصالها لتسهيل حركة المستوطنين، وتُسهِّل سيطرة جيش الاحتلال على الأرض، خاصة مع أهميتها الإستراتيجية.

ووفقًا لمدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، محمود الصيفي، فقد بلغ طول الطرق الالتفافية 45 كم، وهو ما أدى لتدمير 4528 دونما.

المواقع العسكرية
يوجد في محافظة قلقيلية 6 معسكرات لجيش الاحتلال، و5 حواجز عسكرية ثابتة، وفقًا لمحمود الصيفي.

وأقيمت هذه المعسكرات على أراضي الفلسطينيين، حيث سلبت سلطات الاحتلال مئات الدونمات من أراضي المحافظة لإقامتها وتوسيعها، من أجل إحكام القبضة العسكرية على محافظة قلقيلية، وخدمة المستوطنين وحمايتهم أثناء تنقلهم على الطرق والشوارع الالتفافية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد و3 إصابات برصاص الاحتلال غرب نابلس

شهيد و3 إصابات برصاص الاحتلال غرب نابلس

نابلس-المركز الفلسطيني للإعلاماستشهد شاب وأصيب آخرون -فجر اليوم الأربعاء- برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات العين وبلاطة وعسكر في محافظة...

إسرائيل تجدد عدوانها على سوريا

إسرائيل تجدد عدوانها على سوريا

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات إسرائيلية غارت على مواقع في محافظة حمص الواقعة وسط سوريا، واستهدفت تحصينات للجيش بقريتي شنشار ​​وشمسين...