الجمعة 19/أبريل/2024

أخت شهيدين وأسير.. تالا صلاح تقهر الظروف وتتفوق

أخت شهيدين وأسير.. تالا صلاح تقهر الظروف وتتفوق

في حين كانت الطالبة تالا صلاح -من جنين المحتلة- تتجهز لتقديم امتحان الفيزياء للثانوية العامة لهذا العام، نزلت على قلبها صاعقة نبأ استشهاد شقيقها “يوسف صلاح” برصاص الاحتلال الصهيوني.

لم تستوعب النبأ؛ رحل شقيقها الأقرب إلى قلبها بلا عودة، وذلك بعد أقل من خمس سنوات على استشهاد شقيقها “سعد”، إلا أنّ تالا لم تستسلم للظروف والحزن الذي حلّ في بيتها من جديد في مرحلة حساسة من حياتها.

تقول تالا التي باتت تلقب بـ”أخت الشهيدين”: إنّ الفرحة بالتفوق والنجاح في الثانوية العامة كانت منقوصة؛ حيث كان هذا الأمر حلمًا يراود شقيقيها “يوسف” و”سعد” قبل استشهادهما، اللذيْن كانا يعدانها بالكثير من الهدايا والمفاجآت وإدخال الفرحة إلى قلبها وقلب عائلتها، إلا أنّ رحيلهما كان أسرع من هذا التفوق الذي أهدته إلى روحيْهما.

وحصلت الطالبة صلاح على معدل 92.7 في الثانوية العامة لهذا العام، وقالت: “كنت أتمنى أن أرى الفخر ودموع الفرح بعيونهما، لكن الاحتلال الغاشم يصر على حرماننا من هذه الفرحة. سنواصل الطريق وننجح، ونقهر الاحتلال برغم كل الظروف”.

ولم يكن “يوسف” الشهيد يتوانى في رفع معنويات شقيقته الطالبة في كل مناسبة، تقول: كان يقول لي: “يلا هانت رح أخلي كل الحارة تعرف بنجاحك، أنا فخور فيكِ”.

وتضيف: “يوسف أهداني هدية التفوق قبل رحيله؛ فقد كان لديه هاتف آيفون اعتُقل فور اقتنائه في سجون الاحتلال ثلاثة أشهر، وحين عاد قال لي: رح أعطيك التلفون، وهاد هديتك لأنك جدعة ومجتهدة يختي”.

وكان يوسف قد خطّ قبل استشهاده ورقة يذكّر شقيقته بالجد والاجتهاد إكراماً لروح شقيقها الشهيد سعد، وقالت: “كتب لي قبل رحيله بأشهر ورقة.. ادرسي لعيون أخوكي الشهيد سعد”.

وتضيف: “بعد استشهاد يوسف أضفت اسمه إلى الورقة لأزداد قوة وعزيمة أكثر، فقد كان زادي وسندي قبل استشهاده وبعده أيضاً، إضافة إلى دعاء والديّ الذي لم يتوقف طوال العام”.

ولا تخفي تالا سرًّا أنّها كانت متأثرةً أيضاً بغياب شقيقها “أسامة صلاح” الذي غيبته سجون الاحتلال، لكنّ اتصالاً هاتفيًّا منه كان كافياً أن يعيد فيها الروح، ويعيد لها الأمل بأنّه لا يزال هناك متسع من السعادة.

وأبرقت تالا برسالة إلى نظرائها من الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح أو المقدمين على مرحلة الثانوية العامة، وقالت: “لا تستسلم؛ أنت باستسلامك تخدم الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات