الخميس 18/أبريل/2024

الكفيفة النجار.. أضاءت العتمة بنور التفوق والنجاح

الكفيفة النجار.. أضاءت العتمة بنور التفوق والنجاح

فقدت البصر لكنها لم تفقد البصيرة.. لم تقف عاجزة أمام تحديات الإعاقة بل ثابرت وقبلت التحدي بسبب حبها للعلم والتعلم، ولتثبت للجميع أن الإعاقة ليست عائقاً أمام أي طموح.

الطالبة ياسمين النجار، من بلدة خزاعة شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، استطاعت أن تنجح في امتحانات الثانوية العامة في الفرع الأدبي بل وتتفوق وتحصل على معدل 90.8%.

وعلى أنغام الزغاريد وأهازيج الأفراح، استقبلت الطالبة الكفيفة النجار نتيجتها، بعد أن تفوقت في جميع مراحلها التعليمية طيلة مشوار حياتها، لتكلل هذا التعب والجهد بالتفوق والنجاح بعلامات امتياز.

وخلال الحديث معها، كانت السعادة لا تكاد تفارق محياها، فتقول عن فرحة النجاح: “بفضل الله وجهد والدي اللذين قدما لي كل الدعم والمساعدة استطعت التفوق والنجاح، فهي فرحة لا يمكن وصفها ولا الحديث عنها خاصة في ظل الظروف التي تحيط بي”.

وفقدت النجار بصرها منذ ولادتها، إلا أنها كانت مثالاً يحتذى به للمبصرين بأن الإرادة تصنع المستحيل، بل وتتغلب على كل الصعاب، لافتة أنها تفوقت خلال مراحل دراستها في 4 مدارس تابعة للأونروا في منطقتها.

انتقلت الطالبة النجار لدراسة الثانوية العامة في مدرسة عبد الرحمن الأغا، لتواجه صعوبات وتحديات كبيرة حينها، من أبرزها قلة الاهتمام بالطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومراعاة ظروفهم، حيث لم تكن في بعض الأحيان تستفيد من دروسها.

استطاع والدها أن يوفر لها الحاسوب الآلي الذي يمكنها من تخطي الصعاب وإكمال حلمها بالثانوية، فاستطاعت أن تكسر بإرادتها كل الصعاب وحققت التفوق.

وقالت لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إنها رفضت الاستسلام للواقع الذي كانت تعيشه، لافتة أنها اهتمت بالدراسة عبر الإنترنت لتعويض ما لا تستطيع فهمه، فثابرت واجتهدت.

كانت تتوقع الحصول على معدل 80% ولم تتوقع المعدل الذي حصلت عليه، مشيرة إلى أن هذه النتيجة كانت مفاجأة لها، مستدركة أن النجاح لا يأتي من فراغ، بل بجهد وتعب واجتهاد.

وقالت: “لم تكن إعاقتي البصرية عائق أمام طموحاتي وأهدافي مطلقًا”، مشيرة إلى أن رسالتها لكل من يعاني الإعاقات أن يواجه هذا العجز، وألا يكون هناك عائق أمام تحقيق الأهداف والطموحات.

وتابعت النجار: “أقول للمجتمعات إن الكفيف وذوي الإعاقة بشكل عام ليس معاق القدرة، بل هو معاق الإرادة، ونحن نملك الإرادة بحمد الله، ولذلك نحن لسنا ذوي إعاقة، وسنبقى مستمرين وسنظل من تفوق إلى تفوق حتى نُرِي كل المجتمعات أننا سنعمّرها وسننشر الخير فيها”. 

أما والدها سعيد النجار، فقد أشاد بالإرادة الصلبة لابنته ياسمين، والتي أثمرت عن نتيجة متوقعة له، تبعا لسجلها الحافل في الجد والمثابرة والاجتهاد طيلة مراحلها التعليمية، محققة قصة نجاح متميزة.

وأضاف النجار: منذ ولادتها فقدت ياسمين بصرها، وعاشت طوال سنوات حياتها كفيفة عاجزة عن الرؤية، ولكنها ليست عاجزة عن الإرادة والتحدي والإصرار، لا ترى الأشياء من حولها؛ ولكنها تبصر ببصيرتها قمة التفوق والأهداف العالية التي تصبو للوصول إليها في حياتها.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...