الجمعة 19/أبريل/2024

الكيان الإسرائيلي ودلائل الانهيار

د. عصام شاور

أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة إسرائيلية أن 69% من المستوطنين يخشون على مصير (إسرائيل)، وأظهر أن 66% من الإسرائيليين لا يثقون بشرطة الاحتلال، رئيس الكيان الإسرائيلي علّق على ذلك بالقول: إن تراجع مستوى الثقة بجميع مؤسسات (الدولة) مقلق للغاية.

ماذا يعني خشية اليهود على مصير كيانهم غير الشرعي وماذا يعني انعدام الثقة بالجيش والشرطة؟ ما جاء في استطلاعات الرأي الاسرائيلية حول مصير الكيان وما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات متشائمة بل وفاقدة للأمل من رئيس الحكومة ورؤساء حكومة سابقين وتصريحات سياسيين وتحليلات إعلاميين، كل ذلك يعد من العلامات الكبرى للانهيار، والمؤكد أنه عندما تنهار الجيوش أو الدول أو الحضارات لا يمكن استدراك الأمر وإنقاذها، يكون الأمر أشبه بانهيار برج أمام آلاف المتفرجين ولا أحد يستطيع فعل شيء.

فقدان الثقة والأمل من جانب المجتمع الإسرائيلي يحتم عليهم أخذ التدابير اللازمة لحماية أمنهم الشخصي ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، هناك من سيفكر بالبقاء محاولًا التعايش قدر الإمكان وهناك من سيفكر قطعًا بالرحيل، مع كل انتفاضة فلسطينية ومع كل حرب يفر الغزاة و يعود آلاف الإسرائيليين من حيث أتوا أو من حيث جاء آباؤهم؛ سواء الى أمريكا أو أوروبا أو آسيا بحثًا عن أمنهم ومستقبلهم، لا يمكنهم الاستمرار في حياة مرعبة؛ المستوطنون في غلاف غزة يسمعون الحفر تحت بيوتهم ويخشون ظهور المقاوم الفلسطيني في أي لحظة.

 غالبية الإسرائيليين أصابتهم الهستيريا سواء من صواريخ المقاومة أو حتى من صفارات الإنذار الخاطئة فضلًا عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بهم، حتى سكان تل أبيب وغيرها يعيشون أجواء مرعبة بمجرد ظهور مسلح فلسطيني يلاحقهم في الشوارع والمقاهي وفي مركباتهم، مثل هذه الأمور ترعبهم ولا يمكنهم استيعابها رغم أنها لا تقارن بالجرائم التي ترتكبها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني، ولكن الفرق أن الفلسطيني هو صاحب الأرض والحق ولذلك هو لا يخاف ومستعد لتقبل كل التضحيات من أجل وطنه ومقدساته.

إن حالة الرعب التي يعيشها الكيان الإسرائيلي تعني رحيل الإسرائيليين عن هذه الأرض حتى قبل اندحار الاحتلال بشكل رسمي، الإسرائيليون يخفون خسائرهم البشرية في كل الحروب والمواجهات مع الفلسطينيين، وهم أيضا يفعلون ذلك فيما يخص الفارين من فلسطين دون أي تفكير بالعودة، وهذه هي الخسائر الحقيقية التي يتكبدها الاحتلال مع كل حرب مع قطاع غزة ومع كل عملية مقاومة ومع كل تصريح لقائد إسرائيلي يشكك فيها بقدرة كيانهم على الصمود والبقاء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات