الخميس 25/أبريل/2024

المرابطون والمقاومة.. معادلة كسرت منحنى مخططات الاحتلال بالأقصى

المرابطون والمقاومة.. معادلة كسرت منحنى مخططات الاحتلال بالأقصى

حقق المرابطون في المسجد الأقصى خطوات متقدمة في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه المقتحمين لباحات المسجد المبارك، ولا يتركون موطئ قدم في مقارعة الاحتلال بالصلاة والرباط والتحدي بالنفس العالي.

ذاك المشهد قابله تراجع غير معهود للاحتلال ومغتصبيه؛ في تجنبٍ واضحٍ منهم للانجرار نحو المواجهة الواسعة، حيث شهدت عملية الاقتحام تراجعاً واضحاً في أعداد المغتصبين المشاركين، وتراجعا لعملية رفع الأعلام التي كانت العام الماضي سبباً في إشعال فتيل المواجهة الشاملة مع المقاومة في غزة.

وأظهرت مقاطع فيديو مصورة نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حرص شرطة الاحتلال في القدس على مصادرة الأعلام “الإسرائيلية” التي يحملها المغتصبون في باحات الأقصى.

معركة مفتوحة

ورغم محاولات الاحتلال المتقدمة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا، إلا أنّ طبيعة الأحداث هذا اليوم لم تخرج عن إطارها الطبيعي المعروف، وذلك عقب تهديدات وتحذيرات واضحة أطلقها رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار في خطابه الشهير عشية عيد الفطر، حيث أكّد أن المعركة لم تنته بانتهاء رمضان، وقد تبدأ بعد عيد الفطر.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أكّد في تصريح صحفي مكتوب وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه، اليوم الخميس، أنّ ما جرى في المسجد الأقصى اليوم يؤكد أن المعركة ليست مرهونة بحدث، بل هي مفتوحة وممتدة زمانيًّا ومكانيًّا على أرض فلسطين، وأن لكل واقعة أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان وحماية الهوية.

وقال هنية: إنّ “هدفنا الراهن هو إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الإسرائيلي، وشعبنا الفلسطيني قادر على ذلك، والمرابطة التي يحييها شعبنا في الأقصى وبإسناد المقاومة هي تعبير ممهور بالتحدي والشجاعة على طريق التغيير الجوهري والمصيري بإذن الله الذي سيفضي إلى زوال المحتل عن قدسنا وأرضنا”.

وأبرق رئيس المكتب السياسي لحماس بالتحية لكل الذين رابطوا في المسجد الأقصى من الرجال والنساء، ويرسخون في صلواتهم وتكبيراتهم إسلامية المكان الذي سيظل شاهدًا على أعظم معجزة في التاريخ الإسلامي، مؤكّداً “إننا سنظل نواجه على أكثر من جبهة، ولن يستسلم شعبنا، بل سيسجل المزيد من الانتصارات على طريق الانتصار الكبير”.

غزة حاضرة

من ناحيته؛ أكّد الباحث في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، أنّ غزة كانت حاضرة في مشهد القدس بقوة، مضيفاً: “لولا تهديداتها لتم تقسيم المسجد الأقصى وذبح القرابين ومرور مسيرة الإعلام وغيره”.

ويعتقد الرفاتي، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ غزة كسرت المنحنى التصاعدي لمخططات تقسيم المسجد الأقصى، وأعادت قضية الاقتحامات مشكلةً لدى الاحتلال، وأحيت هذه المشكلة لدى الفلسطينيين بعد سنوات من اعتقاد بعض الناس أنها عادت أمرا عاديًّا.

وأوضح المحلل السياسي أنّ التهديدات التي أطلقتها المقاومة خلال المدّة الأخيرة إلى جانب صمود المرابطين في المسجد الأقصى، دفعت الاحتلال للتراجع عن اقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، واقتصر عدد المقتحمين على مجموعات صغيرة؛ بهدف إبقاء الأمور تحت سيطرة الشرطة، ودون السماح بحالة من الاشتباك والاستفزاز الكبيرة للفلسطينيين والمسلمين.

وأضاف: “أمام الخوف من توتر الأوضاع سعى الاحتلال لتجنب الاشتباك مع الشبان الفلسطينيين كي لا يكون هناك إسالة للدماء؛ ما يؤدي لمزيد من التوتر، خشية من ردة فعل المقاومة، في حين حيّد جنود الاحتلال المستوطنين عن أي ممارسات استفزازية خلال الاقتحام وخاصة رفع الأعلام داخل المسجد الأقصى، حيث عمدت إلى سحب الأعلام من المستوطنين الذين حاولوا رفعها داخل الحرم”.

وأشار الرفاتي إلى أنّ المقاومة استطاعت أن تراكم نقاط القوة في مواجهة الاحتلال، ووقفت في وجه التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مبيناً أنّها جعلت الاحتلال يحسب ألف حساب بعدم ارتكاب خطأ في عمليات الاقتحام، “وهذا يفتح الباب أمام المقاومة خلال المدّة المقبلة للضغط على الاحتلال لإنهاء عملية الاقتحامات ووقف مخططاته تجاه المسجد الأقصى”، وفق قوله.

دفاع متقدم

بدوره؛ وصف الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، ما جرى في الأقصى، اليوم الخميس، بعملية دفاع فلسطيني متقدم عن المسجد الأقصى رغم حالة الألم الكبير.

وأضاف: “مثل هذه الاقتحامات كانت تمر خلال السنوات العشر الأخيرة دون وجود الكثير من المعيقات بالنسبة للمسـتوطنين”، مبيناً أنّ التراجع والتردد كان واضحاً اليوم؛ حيث إنّ مجموعات المغتصبين الصهاينة المقتحمة كانت صغيرة جدًّا، رغم المطالبات الكبيرة من المستـوطنين أن تكون المجموعات كبيرة.

وبيّن أبو عواد أنّ كل ما جرى في الأقصى يؤكد مخاوف حكومة الاحتلال من تفجر الأوضاع، وتشير الأحداث إلى تراجع “إسرائيلي” كبير أمام تهديدات المقاومة من جهة وصمود المرابطين من جهة أخرى.

وأكد الباحث الفلسطيني أن من أسباب التقدم في الدفاع عن الأقصى، ما تقوم به المقاومة من تثبيت لمعادلةٍ محورُها القدس والمسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات