السبت 20/أبريل/2024

دلالات ورسائل تبني القسام عملية سلفيت البطولية

دلالات ورسائل تبني القسام عملية سلفيت البطولية

لم يكن تبني كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، لعملية سلفيت البطولية أمرًا عاديًّا؛ فهي عادة لم يتعود عليها القسام منذ سنوات خلت، وهي التي كانت تترك تبني العمليات إلى ما بعد سنوات، إلا أنّ الأمر ينبئ بتطورٍ جديدٍ على معادلة الردع والتحدي وخاصة في ساحة الضفة الغربية، سيما أنّ القسام توعدت في بيان التبني أنّ العملية هي جزء من سلسلة عمليات بطولية قادمة.

ولم يُخفِ مراقبون ومحللون أنّ هذا الإعلان يأتي خطوة واضحة وصريحة من القسام بتدشين مرحلة جديدة في مقاومة ومقارعة الاحتلال في الضفة الغربية التي تُعد ساحة مواجهة مفتوحة مع الاحتلال.

وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، مُعقبًا على هذا الإعلان، إنه، “بمنزلة تدشين مرحلة جديدة في مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة انتصارًا للمسجد الأقصى”.

وأضاف القانوع في تصريحات لإذاعة صوت الأقصى، مساء أمس الاثنين، أن كتائب القسام بالإعلان عن تنفيذ عملية سلفيت، تؤكد من جديد على جاهزيتها لحماية المسجد الأقصى، وإفشال كل محاولات تقسيمه.

واقع جديد

بدوره، قدّر الكاتب والمحلل السياسي أحمد حمدان، أنّ بيان القسام يدشن مرحلة جديدة، ويفرض واقعًا جديدًا على الكيان، ويضعه أمام تحدٍّ كبير يوجب على قادة الاحتلال إعادة الحسابات حول ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمناطق 67 على الأقل، ومن ضمنها مدينة القدس.

وأوضح حمدان، أنّ إعلان كتائب القسام عن عمليتها الأولى في هذا العام بمناطق الضفة الغربية – عملية  سلفيت فيما يسمى “أريئيل” المغتصبة على أرض فلسطين- وذلك ضمن جدول عمليات عسكرية نوعية سيتم تنفيذها، تهدف للوصول إلى تفكيك المستوطنات في الضفة الغربية على غرار ما حدث في قطاع غزة، وكذلك لجم تغول الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

ويعتقد المحلل السياسي، أنّ بيان القسام يمثل نقلة نوعية في العمل العسكري، وتطبيقا عمليًّا لخطاب القائد السنوار أمس الأول، مبينًا أنّ الأيام القليلة القادمة حاسمة، وستحدد من سيثبت المعادلات، وينفذ خططه على الأرض.

وأضاف: “نحن أمام مرحلة عض الأصابع بشدة في ظل ظروف دولية ضاغطة، ومتغيرات جيوسياسية عميقة، وإقليم رخو في واقع الحالة الأمنية”.

وكان الإعلام العبري قد دخل في دوامة إعلامية ممتدة حول هدف القسام من تبني هذه العملية في هذا التوقيت؛ حيث عدّ الأمر غير اعتيادي، وقال الصحفي الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، اليؤور ليفي: “أعلن الذراع المسلح لحمـاس على غير المعتاد مسؤوليته الرسمية عن عملية أريئيل، وقال إنها ليست سوى جزء من سلسلة ردود بعد أحداث الأقصى. إن تبني حماس رسميًّا العملية في الضفة هو أمر لم يحدث منذ فترة طويلة”.

أما هاليل روزين لقناة 14 العبرية فقال: “حماس تعلن مسؤوليتها عن عملية أريئيل. ردًّا على ذلك فإن المتوقع من وزير الحرب غانتس على الأقل فرض عقوبات على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس”.

وعقب الصحفي الإسرائيلي رون نوتكين – “القناة 13″ بأن: تبني حماس المسؤولية عن عملية أريئيل، هو أمر لم يحدث منذ فترة طويلة، والسؤال: هل هذا التبني يبرر لنا الردَّ ضد قطاع غزة، أم أن إطلاق الصواريخ فقط هو المبرر للرد؟ حسب رأيي المتواضع، يجب علينا الردّ”.

تطور نوعي

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، وصف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إعلان كتائب القسام عن تبني “عملية سلفيت” بـ”التطور النوعي”، مضيفًا: “هذا ليس أمرًا عاديًّا، ويحمل رسائل وتوجهات جديدة، ويعد سابقة منذ فترة طويلة، وكما لاحظنا نمط تنفيذ العملية، أنها لم تكن فردية، بل منظمة ومرتبه شارك فيها أكثر من شخص، من رصد الهدف واتخاذ القرار والتنفيذ”.

وأشار المدهون، أنّ العملية تعد انتقالاً واضحًا في الضفة الغربية، من العمليات الفردية الذاتية إلى العمليات الفصائلية، والإعلان الرسمي فيه تحدٍّ للاحتلال، وينبئ بتمكن المقاومة وثقتها على الأرض، ويعدُّ بداية مرحلة جديدة، ويهدف لتشجيع الفصائل الأخرى والشباب المستعد، للتنافس في هذا الميدان.

ومضى يقول: “قد يتبع العملية موجات أخرى، وفيها ردع للاحتلال، وتحذير أن المقاومة الفلسطينية قد تضرب الاحتلال في أي لحظة، وفي حال فكر بالعدوان والاعتداء على شعبنا، ولهذا لا أظن أن كتائب القسام أعلنت عن العملية دون أن تكون قد مكنت لنفسها موقعًا متقدمًا لتوجيه الضربات المتتالية للاحتلال”.

وأشار المحلل السياسي، إلى أنّ الإعلان يؤكّد أنّ محاولات الاحتلال خنق المقاومة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية باءت بالفشل، وفيه رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن حماس ترفع سقف التحدي، وتتحرك اليوم بوضوح وتركيز.

رسالة واضحة

أما المحلل السياسي عماد أبو عواد، فقد أكّد لمراسلنا أنّ الإعلان يحمل رسالة واضحة على قدرة كتائب القسام إعادة ترتيب صفوفها بالحد الأدنى على الأقل، وتأقلمها مع الإجراءات الأمنية المعقدة في الضفة الغربية.

وأشار إلى أنّ الإعلان يحمل رسالة تحفيزية داخلية للقيام بعمليات مماثلة، وتؤكد أنّه في الوقت ذاته، أنّ الحرب مع غزة تعني إشعال الضفة، وبالتالي وجود أكثر من جبهة.

ويؤكّد أبو عواد أنّ الإعلان هو رفع سقف تحدي الاحتلال فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، وتأكيد الجهوزية التامة، مبيناً أنّه يحمل رسالة تحذير قوية أنّ “هناك ما هو قادم، وربما أكثر خطورة مما كان”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات