قراوة بني حسان.. من كتيبة القسام الأولى إلى عملية أرئيل

 بين سبع مستوطنات يحاصر الاحتلال قراوة بني حسان غرب سلفيت، التي التهم الاستيطان أراضيها وضيّق على سكانها.

واقعٌ جعل من القرية حاضنة للمقاومين الذين خلّدهم التاريخ بعملياتهم البطولية التي لا تنسى.

قراوة بني حماس

 وتشكل “قراوة بني حسان” قلقًا أمنيًّا مستمرًا لقوات الاحتلال وأمنه حتى أطلق عليها اسم “قراوة بني حماس”؛ نظرًا لانخراط أبنائها في مقاومة الاحتلال عقب اندلاع انتفاضة الحجارة الشعبية أواخر العام 1987.

 وألقى اعتقال الاحتلال الشابين يوسف عاصي ويحيى مرعي من قراوة بني حسان بعد تنفيذهما عملية أرئيل البطولية، الضوء مجدداً على القرية وتاريخها المشرف في مقاومة العدو.

 والأسيران مرعي وعاصي في الـ20 من عمرهما، تربطهما صلة قرابة “أبناء خالة”.

null

خادم الياسين ورفيق العياش

  محمد مرعي (أبو يحيى) أسير محرر كان خادماً ومرافقاً للشيخ أحمد ياسين في سجون الاحتلال، واعتقل لعلاقته بالمهندس يحيى عياش لسنوات طويلة.

وأطلق مرعي اسم يحيى على نجله الذي نفذ عملية “أرئيل”؛ تيمنا بالشهيد المهندس يحيى عياش.

 ومحمد مرعي رجل أعمال أمضى 12 عاماً متنقلا بين مختلف سجون الاحتلال، وحكم في إحداها 9 سنوات متواصلة بسبب إيوائه أحد الاستشهاديين.

الفريق الرباعي القسامي

ولعائلة مرعي تاريخ من البطولة والجهاد وخاصة في صفوف كتائب القسام؛ فعام 1993 خاض القائد القسامي عدنان مرعي -من قراوة بني حسان- اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال قتل خلاله جنديين وأصاب آخرين.

وكان مرعي من أعضاء الكتيبة الأولى المؤسِّسة لكتائب القسام في شمال الضفة والتي عرفت “بالفريق الرباعي”، وتكونت من المجاهدين: عدنان مرعي، وعلي عاصي، وزاهر جبارين، والمهندس يحيى عياش، وكانت لها اليد في العديد من العمليات الاستشهادية تخطيطاً وتنسيقاً والعديد من عمليات إطلاق النار المباشر التي أدت لمقتل جنود إسرائيليين.

درب آل عاصي

 أما الأسير الشاب يوسف سميح عاصي فسار على الدرب ذاته الذي سلكه من قبله قادة القسام محمود وعلي عاصي.

 ونفذ المجاهد القسامي محمود عثمان عاصي عام 2008 عملية إطلاق نار استهدفت سيارة للمستوطنين قرب مستوطنة “ياكير” المقامة على أراضي بلدة ديراستيا غرب سلفيت.

أما شقيقه القائد القسامي علي عاصي، فاستشهد بعد اشتباك مع قوات الاحتلال.

 وإلى جانب هؤلاء الأبطال يقضي عبد العزيز مرعي من بني حسان حكما بالسجن 35 عاما بتهمة مساعدة الشهيد مهند الحلبي بتنفيذ عملية طعن عام 2016 في القدس وقتل إسرائيليين.

واعتقلت قوات الاحتلال والد يوسف وشقيقيه: عُمير (16 عاما) وبلال (15 عاما)، ووالد يحيى وشقيقه منتصر (16 عاما).

 كما أجرت قوات الاحتلال مسحًا هندسيًّا لمنزلي منفذي عملية مستوطنة “أرئيل” التي وقعت مساء الجمعة وأسفرت عن مقتل حارس أمن المستوطنة.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة قراوة بني حسان، وداهمت منزلي الأسيرين وأخذت قياساتهما تمهيدا لهدمها لاحقاً.

وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت -مساء السبت- اعتقال منفذي عملية “أرئيل” وسلب السلاح المستخدم في العملية.