الثلاثاء 16/أبريل/2024

تآكل الردع الإسرائيلي.. بين مطرقة المقاومة وسندان المعارضة

تآكل الردع الإسرائيلي.. بين مطرقة المقاومة وسندان المعارضة

لا تتعلق معادلة الردع بين المقاومة بغزة و”إسرائيل” بالقدرات العسكرية بين طرفين لا يمكن المقارنة بين إمكاناتهما؛ فهناك عوامل داخلية وخارجية أثرت مؤخراً في تراجع الردع الإسرائيلي.

مجبرة حكومة “بينيت”، التي تتولى زمام الأمور في مشهد “إسرائيل”، على التكيف مع واقعها المحلي الذي توجه فيه المعارضة بقيادة “نتنياهو” أسهم الانتقاد بقوة تهدد بإسقاطها، ورؤية أمريكية لا تفضل نشوب حرب.

الجدل المتسلل لمنصات الإعلام الإسرائيلية، انتقد بعنف قبل أيام تراجع حكومة “بينيت” عن دعم مسيرة الأعلام وذبح القرابين قرب المسجد الأقصى، وصوّر الحكومة أنها أسيرة تهديدات مقاومة غزة.

عوامل داخلية وخارجية

قدرة الحسابات السياسية والميدانية لطرفي الصراع على امتصاص تدهور المشهد قد لا تصمد طويلاً إذا تدحرج الميدان ووصل التصعيد لحالة حرب لا تعرف نهايتها.

تضرر قوة الردع الإسرائيلية لا يمكن اختصارها بغياب صوت النيران في ساحة المعركة؛ فللردع مفهوم شامل وأوجه عديدة تقتضي المصلحة معه أحياناً التصعيد وأحياناً الصمت.

ويؤكد محمد مصلح، الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن مفهوم الردع فضفاض ويرتبط بالنسبة لـ”إسرائيل” الآن بعوامل داخلية أكثر من العوامل الخارجية، ويتعدى مسألة المفهوم العسكري البحت.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “البيئة تلعب دورا مهما في الردع الذي تؤثر فيه عوامل داخلية، وقد استفادت المقاومة منها، وخفضت من قوة الردع الداخلية والذاتية ووظفتها لصالحها”.

وتعاني حكومة “بينيت” من انتقاد دائم تتزعمه معارضة يمينية قوية يترأسها “نتنياهو” رئيس الحكومة السابق، لذا تخشى من اندلاع حرب تطيح بها بعد فشل مرجح.

ويرى طلال عوكل، المحلل العسكري، أن ميزان الردع لا يحسب بين طرفي الصراع بكمية الأدوات القتالية التي يملكها كل طرف في المواجهة العسكرية. 

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “يوجد الآن ردع فلسطيني مقاوم وخشية إسرائيلية؛ لأن السياسة الإسرائيلية تقتضي تجنب انفجار غزة، لأن حكومة بينيت آيلة للسقوط”. 

ولا يمكن فصل الصراع في فلسطين المحتلة عن المشهد الإقليمي والدولي الذي تفضل فيه الولايات المتحدة هدوء المنطقة وسط اشتعال الحرب في أوكرانيا. 

نقاط مؤثرة

 لا يجب المبالغة في تعظيم قدرات المقاومة أمام دولة تملك أسلحة دمار شامل، وتتزعم المنطقة بهيمنة تدعهما الولايات المتحدة الأمريكية، وعلاقات تطبيع عربية آخذة في النمو.

الحرب اللامتماثلة التي تخوضها المقاومة مع “إسرائيل” تكشف نقاط ضعف لمؤسساتها وجيشها بالإمكان الاستفادة منها حسب التوقيت والموقع وسط صراع أبدي. 

ويلفت الخبير مصلح إلى نصيحة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الذي حذر قبل أيام من تدهور المشهد بغزة حتى لا يصل لحالة حرب ستضر بالحكومة لامحالة. 

ويتابع: “هناك ردع داخلي إسرائيلي يخشى الحرب، وقوة للمقاومة ومعارضة إسرائيلية تخشى من خطة نتنياهو التي تدفع الحكومة للحرب حتى تسقط بعد فشل”. 

انطلاق شارة العدوان في غزة، من شأنه صب الزيت على ساحات الضفة والقدس المحتلة، والأخطر هو امتداد ألسنة النيران لأرض 48، عندها ستكون “إسرائيل” في ورطة كبيرة.

ونسجت حكومة “بينيت” في العام الماضي علاقات مع دول عربية من خلال التطبيع، وهي دول لا تفضل حسب رؤية المحلل عوكل، اندلاع حرب الآن مراعاة لظروف سياسية عربية ودولية.

ويشير المحلل عوكل أن حكومة “إسرائيل” قد لا تبقى في موقع من يرغب تهدئة الميدان، وربما تشن العدوان إذا تدحرجت الأمور، عندها سيتحقق مشهد الحرب الذي هو ممكن في كل مرحلة. 

التعامل مع معادلة الردع يلزمه التحلي بحكمة الشيوخ وعنفوان الشباب في المقاومة والسياسة؛ لأن الحرب ليست غاية، لكن مراكمة الأهداف في مرمى الاحتلال واجبة بطول نفس وعمق رؤية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان بهجوم للمستوطنين جنوب نابلس

شهيدان بهجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطنان وأصيب اخرون، مساء اليوم الإثنين، خلال هجوم للمستوطنين في خربة الطويل شرقي بلدة عقربا جنوب شرق نابلس....