الخميس 25/أبريل/2024

تقسيم الأقصى.. محاولات إسرائيلية تفشل بصمود المرابطين

تقسيم الأقصى.. محاولات إسرائيلية تفشل بصمود المرابطين

يعيش المسجد الأقصى المبارك، حالة من المقاومة المتصاعدة لكل مشاريع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، الذي يحاولون فرض واقع جديد يسعون إلى تحقيقه منذ سنوات، متمثلاً في التقسيم الزماني والمكاني.

المشروع الإسرائيلي التهويدي، إذا تحقق، يمثل انتزاعاً ميدانياً وتاريخياً لقدسية المسجد الأقصى، والذي يعد خطاً أحمر يرفض الفلسطينيون تجاوزه، مستميتين في الدفاع عنه طيلة سنوات الاحتلال الإسرائيلي.  

وأكد خبيران مقدسيان أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكل السبل إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد، محاولاً انتزاع القدسية عن المسجد الأقصى وجعلها متمثلة في المسجد القبلي.

وشددا الخبيران، في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن صمود المقدسيين ومساندة من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى المبارك، وخلفهم قوة المقاومة الفلسطينية، يمثل الرادع الأول والأقوى للاحتلال في إفشال مشروعه.  

“تنامي الداعشية اليهودية”  
قال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات: إن ما يجرى في المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات إسرائيلية، تتمثل بمحاولة للسيطرة عليه وتطبيق عملية التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، والتي بدأ الاحتلال في استخدام مصطلحها بعد ترويجه لبناء لما يسمى “جبل الهيكل”.  

وأكد عبيدات، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لهذا المصطلح ومحاولة تطبيقه وتنفيذه واقعاً ميدانياً بقوة سلاحه، يسعى من خلاله إلى نزع القدسية الإسلامية عن المسجد الأقصى، وعدِّ القدسية فقط في المسجد القبلي الذي يعد أحد مصلياته.  

وأوضح المختص في شؤون القدس، أن سماح الاحتلال للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية وإقامة الطقوس التوراتية بزعم حرية العبادة، يمثّل تنفيذاً حقيقياً للمشروع الإسرائيلي، قائلاً: “المسلمون هم أصحاب الحق الشرعي والوحيد في المسجد الأقصى”.  

وأضاف: “هذه الخطوات المتسارعة أتت من الجماعات التوراتية في ظل تنامي الداعشية اليهودية في المجتمع الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن منع حكومة الاحتلال لتنفيذ القرابين جاء من خوفها النابع من قوة المقاومة وصمود أهالي القدس أمام مشاريع التهويد.  

وأردف بالقول: “فشل محاولة إدخال القرابين إلى ساحات المسجد الأقصى سببها حالة الصمود الأسطوري من المصلين والمرابطين والمرابطات والمعتكفين وشراسة المقاومة من المقدسيين ومن يوجد معهم من شعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني، مع من ساندهم بالتهديدات من قيادة المقاومة والفصائل وأجنحتها العسكرية في قطاع غزة”.  

وتابع: “كل هذه التطورات دفعت الاحتلال للتراجع خطوة للوراء فيما يتعلق بالسماح لتلك الجماعات التلمودية بإدخال “قرابين الفصح”، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في أيام مختلفة”.  

ردود فعل قوية  
من جهته، أكد الخبير في شؤون القدس، د. عبد الله معروف، أن الأحداث الجارية في القدس المحتلة، تنبئ بوضوح بسياسة الاحتلال في التعامل مع المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة سعيه لتغيير الوضع القائم فيه.  

وقال معروف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الفلسطيني لا يمكنه القبول بأي شكل من الأشكال بمحاولة الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وتلك المشاريع سيكون لها ردود فعل لا يستطيع الاحتلال مقاومتها”.  

وأضاف: “فشل الاحتلال في فرض تلك السياسة، جاءت بتأكيد معادلة الردع التي فرضها الشعب الفلسطيني على مدار المواجهات الكثيرة مع الاحتلال، أهمها معركة سيف القدس عام 2021م”.  

وأشار إلى أن الاحتلال لا بد أن يتعلم الدروس من هذه التجربة، قائلاً: “على الاحتلال الابتعاد عن المسجد الاقصى المبارك، وعدم التفكير في فرض تغيير الوضع القائم في المسجد، أو الاعتداء على حرمته وقدسيته ومحاولة الدخول في مشاركة المسلمين في السيادة أو إدارة المسجد”.  

وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يعاني من أزمة كبيرة في قيادة حكومته ودولته، مبيناً أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة هشة تتمثل في تفكك حكومة الاحتلال، والتي تؤثر على مكونات المجتمع الصهيوني وأحزابه المتطرفة.  

وحذر المختص في شؤون القدس من اشتعال ساحة القدس خلال مناسبات إسلامية قادمة، أهمها الأعياد الإسلامية الفطر والأضحى، والعشر الأوائل من ذي الحجة والتي قد تتزامن مع أخرى من المزاعم الإسرائيلية اليهودية.  

وشدد على أن زيادة مساحة الحرية الدينية المزعومة التي يفرضها الاحتلال لجماعاته الاستيطانية المتطرفة، والتي تعمل على زيادة محاولات تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، سيزيد تواليًا من حدة التوترات فيه والمواجهة مع الاحتلال والمستوطنين.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....