الأربعاء 24/أبريل/2024

لمصلحة من يُحَدَّد شكل وتوقيت الاعتكاف بـالأقصى؟!

بمبادرة وبهمة الشباب الفلسطيني المقدسي وقبل نحو 15 عاماً فُتح باب الاعتكاف طيلة أيام شهر رمضان المبارك أمام كل راغب في الاعتكاف، وألا يقتصر فقط على العشر الأواخر من شهر رمضان.

وقبل أيام، طالبت دائرة الأوقاف الإسلامية عبر نداء وجهه مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، المصلين المعتكفين في المسجد بالخروج منه بدعوى إتاحة الفرصة للسدنة لتنظيفه تمهيداً لإغلاقه.

وأشار الكسواني في ندائه، إلى أنّ الاعتكاف في الأقصى يبدأ فقط من العشر الأواخر من رمضان، وليس قبل ذلك، ومُوجِّهاً من يرغب في الاعتكاف بالذهاب إلى مساجد البلدة القديمة، وفي وقت كانت فيه شرطة الاحتلال تقيد وتشدد قيودها على الداخلين للمسجد الأقصى.

ورغم نداء الكسواني، إلا أن العشرات من الرجال والنساء لم يستجيبوا للقرار، وظلوا يواجهون قرار منع الاعتكاف، داعين إلى تكثيف التواجد والاعتكاف خلال الليالي القادمة.

بين الراحة والقيد!

بالرغم من الدعوات العلنية والمؤتمرات التي عقدتها ما تسمى بـ”جماعات المعبد” معلنة نيتها إقامة صلوات وفعاليات في المسجد الأقصى خلال الأسبوع القادم فيما يسمى بـ”عيد الفصح”؛ لا تترك دائرة الأوقاف الإسلامية للمعتكفين الحرية في تحديد آلية الاعتكاف وتوقيته حسب رغبتهم، وهو ما يشجع الاحتلال ومستوطنيه على تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم الاستيطانية، مقابل قمع المعتكفين والمسلمين من أداء عبادتهم بأريحية في مسجدهم الأقصى.

ويقول المختص بشؤون الأقصى والقدس صالح الشويكي، إنّ عملية منع الاعتكاف مرتبطة ارتباطا وثيقا بزيارة الملك الأردني إلى رام الله، داعياً إلى رفض كل الدعوات التي تنادي بمنع الاعتكاف، بل وتكثيف عملية الاعتكاف طوال ليالي شهر رمضان في ظل المحاولات الاستيطانية لتكثيف الاقتحامات خلال الفترة القريبة القادمة.

ويؤكد الشويكي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ موافقة دائرة الأوقاف على منع الاعتكاف هو تماهٍ ومشاركة حقيقية للاحتلال في جرائمه ضد المسجد الأقصى، وتنفيذ لأوامره.

ويعتقد المختص المقدسي، أنّ أهالي القدس يرفضون هذا القرار، وسيواجهونه بمزيد من الاعتكاف  طوال ليالي شهر رمضان، وهو ما يمكن أن يستدعي تدخل الاحتلال وحصول اشتباكات بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال كما حصل في مراتٍ سابقة.

وحاولت الأوقاف منع الاعتكاف خلال ليالي شهر رمضان بطرق مختلفة خلال السنوات الماضية، حيث تعمل عن طريق دفع بعض موظفيها بدفع المعتكفين نحو المغادرة وترك الاعتكاف، أو تقييد حركتهم داخل المسجد فيما لو أصروا على الاعتكاف والتضييق عليهم كأن تقطع الكهرباء عن أباريز المصلى القبلي.

ويتخذ الفلسطينيون من الحضور البشري المكثف في المسجد الأقصى وسيلة فعالة من أجل إحباط اقتحامات المستوطنين الصهاينة للمسجد، ووقف الاستفزازات والاعتداءات بحقهم وبحق المسجد، فكلما كان الحضور الفلسطيني أكبر تعثرت المشاريع والاقتحامات.

ومن المتوقع أن ينفّذ المستوطنون في “عيد الفصح” اليهوديّ القريب سلسلة اقتحاماتٍ نوعية، بدءاً من السابع عشر من أبريل/ نيسان الجاري، وذلك على مدار أسبوع “وهو يصادف 15 رمضان، أي في وقت لا تبدأ فيه الاعتكافات حسب رؤية الأوقاف”.

الدعوة للاعتكاف

المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، أكّدت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه لا يمكن القبول بهذا القرار من الأوقاف، داعية إلى تكثيف الدعوات من أجل دفع الشباب المقدسي إلى الاعتكاف بكثافة خلال الليالي القادمة في المسجد الأقصى.

وقالت حلواني: “الاعتكاف حق وواجب ديني وأمر إسلامي، ولا يمكن لأي كائن من كان أن يحدد طبيعة أو توقيت هذا الاعتكاف الذي يعد حرية دينية للمسلمين في شتى بقاع الأرض، وخاصة في المسجد الأقصى الذي يشكو ويعاني من هجمات استيطانية شديدة على مدار العام”.

وتعتقد المرابطة المقدسية، أنّ القرار لا يصب إلا في مصلحة الاحتلال، وللأسف، أن تتقيد الأوقاف بشروط وقرارات الاحتلال، مضيفة: “وإلا ماذا يعني أن يتم إغلاق المسجد الأقصى أمام الشباب المقدسي للاعتكاف في ظل محاولات ودعوات صهيونية صريحة وعلنية لتنفيذ أكبر عمليات اقتحام للمسجد الأقصى بالتزامن مع “عيد الفصح اليهودي”.

وأكّدت حلواني، أنّها ستقوم بدورها كمرابطة، وتدعو كل من حولها للتحشيد للاعتكاف في كل الليالي في المسجد الأقصى، لافتةً إلى أنّ هذا حق يجب أن ينتزع انتزاعاً ولا يتم المطالبة به.

وأشارت إلى أنّ الاحتلال يسعى إلى تحويل دائرة الأوقاف إلى مجرد جسم يدير حضور المصلين في المسجد، ويحافظ على حالة الهدوء، مبينةً أنّ دائرة الأوقاف بهذه الوضعية، تقف حائط صدٍّ أمام الفلسطينيين في الدفاع عن حقهم بالصلاة والعبادة والاعتكاف بالمسجد الأقصى.

رفض شعبي

وأثار قرار دائرة الأوقاف حالةً من الغضب من الشباب المقدسي والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وجهوا انتقادات واسعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة.

ونشر أستاذ الشريعة الإسلامية سعيد دويكات عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي على “فيسبوك” يقول: “قرار منع الاعتكاف في المسجد الأقصى تفوح منه رائحة السياسة النتنة، ولا علاقة له بالدين من قريب ولا من بعيد، وهو قرار يحزن المؤمنين ويسعد المحتلين، والحل برفضه تماماً والإصرار على الاعتكاف في المسجد الأقصى لمن استطاع إليه سبيلا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات