الأربعاء 27/مارس/2024

هكذا يتحدى فلسطينيو الداخل عوائق الاحتلال في طريقهم للرباط بالأقصى!

هكذا يتحدى فلسطينيو الداخل عوائق الاحتلال في طريقهم للرباط بالأقصى!

بالدم والنار والبارود يحاول الاحتلال منع فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، من الوصول للرباط في المسجد الأقصى والصلاة فيه وخاصة في شهر رمضان.

ورغم حالة التوتر والغليان التي يشهدها المسجد الأقصى بسبب اقتحامات المستوطنين للمسجد من جهة، واعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين في مختلف مدن وقرى الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إلا أنّ الآلاف من فلسطينيي الداخل لا يتخلون عن دورهم في الرباط بالمسجد الأقصى.

ويتعمد الاحتلال وضع الكثير من العوائق والعراقيل أمام فلسطينيي الداخل بهدف ردعهم عن القدوم إلى الأقصى وإعماره بأكبر عدد من المصلين وخاصة في رمضان، وهو ما يجعل الفلسطينيين أمام تحدٍّ أكبر في الوصول للمسجد والصلاة والرباط والاعتكاف فيه بأكبر وقتٍ ممكن.

دور استثنائي

المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى جمال عمرو، أكّد أنّ فلسطينيي الداخل يحوزون على دور أساسي واستثنائي في تمكنهم من الوصول للأقصى والرباط، وهو ما يجعلهم أمام تحدٍّ كبير أمام انتهاكات الاحتلال الصارمة في منعهم بشتى السبل من الوصول إلى المسجد الأقصى.

ويشير عمرو، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أنّه بالرغم من محاولة الاحتلال وضع عراقيل والتضييق على طبيعة الرحلات إلى المسجد الأقصى، إلا أنّ الفلسطينيين في الداخل يجدون أريحية أكثر من غيرهم من مدن وقرى فلسطين بأشملها في الوصول إلى الأقصى.

ويسمح الاحتلال لفئات محددة جداً من الضفة والقدس من الوصول إلى الأقصى، وهو ما يعني أنّ الاحتلال يهدف إلى تقييد الوصول إلى المسجد للكل الفلسطيني ويحرمهم من تنظيم الرحلات الجماعية للمسجد أو الاعتكاف والرباط فيه.

ويعتقد الخبير أنّ فلسطينيي الداخل يقع على عاتقهم مسؤولية أكبر من غيرهم خاصة في قضية الرباط في الأقصى؛ “حيث يجيدون معرفة التعامل مع الاحتلال من ناحية اللغة، ويعرفون الجغرافيا جيداً، ويعرفون الطريق السليمة والطرق البديلة، ولا يوجد أمامهم حواجز رسمية للاحتلال إلا في بعض الحالات المعينة”.

ويوضح عمرو أنّ الاحتلال يرتكب جريمة كبرى في الأقصى بسماحه لآلاف المستوطنين باقتحام الأقصى وقتما يريدون دون شرط أو قيد، ويمنع آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى مسجدهم الأقصى ويسمح لفئات محددة ومشروطة بالوصول، وهو ما يؤكد كذب الاحتلال حول حرية الأديان والحركة والتحرك.

وضع العوائق

ويشير المختص في شؤون الأقصى والقدس إلى أنّ الاحتلال يمنع منذ سنوات طويلة توجه الرحلات الجماعية المنظمة للمسجد الأقصى، وهو ما يجعل الكثير من العائلات الفلسطينية في الداخل يتكبدون تكلفة السفر والتوجه للمسجد الأقصى بجهود ومبادرة شخصية.

ويؤكد أنّ الاحتلال عمل ولا يزال يعمل منهجيًّا على إزالة كل أثر للمواقف حول الأقصى؛ حيث وضع منذ مدّة ليست بالقصيرة كتلًا أسمنتية على الأرصفة في كل المناطق المحيطة بالمسجد، كما خطَّ كل الخطوط الجانبية للطرق باللونين الأحمر والأبيض والتي تشير إلى منع الوقوف والتوقف إلى جانبي الطريق، وهو ما يكبد الفلسطينيين مخالفات تتراوح من 300 إلى 500 دولار للمخالفة الواحدة.    

جزء من العقيدة

المحامي خالد زبارقة، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الرباط في المسجد جزء من العقيدة الإسلامية للفلسطينيين، مبيناً أنّها قضية أساسية فوق كل الاعتبارات السياسية والمصالح.

ويشير زبارقة إلى أنّ أهالي الداخل المحتل لا يتخلون عن دورهم في الرباط بالمسجد الأقصى قربةً لله وباباً للعبادة والقيام والصلاة والرباط، بالإضافة إلى شعورهم بأنّ هناك مخاطر محدقة بالمسجد الأقصى من الاحتلال تزداد يوماً بعد يوم.

ويعدّ المحامي وجود فلسطينيي الداخل داخل المسجد الأقصى جزءًا من محاربة وإفشال المخططات الصهيونية التي تهدف إلى تهويد الأقصى، مؤكداً أهمية شد الرحال باستمرار للرباط في الأقصى.

وكانت حراكات شبابية وشخصيات مقدسية، دعت المواطنين الفلسطينيين في القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى الرباط في الأقصى المبارك؛ من أجل التصدي لمحاولات المستوطنين المتطرفين تنظيم اقتحامات واسعة للمسجد بمناسبة ما يسمى “عيد المساخر”.

وحذرت الدعوات من تمادي المتطرفين اليهود في مخططاتهم للمس بقدسية الأقصى وتدنيسه، مؤكدين أنّ حمايته واجب وطني على جميع أبناء الشعب الفلسطيني.

ونشرت منظمة “جبل الهيكل في أيدينا” المتطرفة تسجيلاً لمجموعة من المتطرفين اليهود يتلون قبل عدة أيام “صلوات التقديس” التوراتية جماعيًّا وبصوتٍ مرتفع، متوجهين إلى قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى، عند درجات البائكة الغربية داخل الأقصى، وذلك تحت رعاية شرطة الاحتلال التي باتت تتعامل مع الصلوات الجماعية العلنية باعتبارها “حقاً طبيعياً” لليهود في الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات