الأربعاء 11/ديسمبر/2024

الفلسطيني بأرض 48.. تقادم الصراع لن يسقط الهوية

الفلسطيني بأرض 48.. تقادم الصراع لن يسقط الهوية

لسبعة عقود بقي الفلسطيني بأرض 48 في بؤرة الصراع على الأرض والهوية مع احتلال سعى بكل الطرق لأسرلة المجتمع الفلسطيني ولم ينجح.

يعاني الفلسطيني في أرض 48 من تمييز عنصري، ونفي سياسي، ومحاولة تحريف لثقافته وهويته، ويشكل السكان هناك جوهر الصراع في المرحلة الحالية والمقبلة، وفق خصوصية موقعهم ومعاناتهم اليومية.

وعقدت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بقطاع غزة -السبت 12 مارس- اجتماعًا في مخيم ملكة شرقي غزة قبيل مؤتمر الإعلان عن تشكيل “الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل”.

وذكرت اللجنة، في تصريح صحفي، أنّ الهيئة المُشكّلة ستتكوّن من الفصائل الوطنية والإسلامية، ومكونات وطنية وأهلية ومجتمعية، وشخصيات اعتبارية، ووجهاء ومخاتير، وشخصيات دينية.



وغاب ملف الفلسطيني بأرض 48 غيابا شبه كليٍّ عن أجندة السلطة الفلسطينية التي لم توله اهتماماً حقيقيًّا بعد اتفاق “أوسلو”، وذوبان منظمة التحرير الفلسطينية في أروقة السلطة وتيار رئيسها المتنفذ.

وفقد الفلسطيني هناك مرجعية وطنية وسياسية موحدة تجمعه مع بقية أجزاء فلسطين التاريخية، وتعرّض لعملية هيمنة واستقواء “إسرائيلية” حاولت عزله عن تواصله الوطني والجغرافي.

تعزيز المسار
“أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي..” تشكيل هيئة وطنية لدعم وإسناد “فلسطينيي 48” أمام عدوان الاحتلال المتصاعد، مشكَّلة من فصائل فلسطينية ومؤسسات وشخصيات المجتمع المدني، ضرورية بامتياز.

يعدّ الاحتلال خطر “فلسطينيي 48″، خطرًا مختلفاً يهدد وجوده في مجتمع تضبط إيقاعه حكومة “إسرائيلية”، لكنها تمارس تمييزاً عنصريًّا بحق سكان الأرض الأوائل.

يؤكد محمود العجرمي، المحلل السياسي، أن تشكيل هيئة لدعم أرض 48 محاولة مهمة للتعاطي مع جزء من الشعب الفلسطيني يتعرض للتمييز والنفي الوطني من محتل أرضه.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “التشكيل الجديد يعزز موقعهم في حضن شعبهم، واللجنة جامعة من فصائل متعددة، يعني وحدة الشعب في كل مكان تواجده”.

توحيد الموجة الفلسطينية في كل موقع الآن بحاجة لخطط وبرامج وطنية لمواجهة عدو مشترك هو الاحتلال الإسرائيلي؛ لكن المرجعية الجديدة لابد أن تراعي خصوصية موقع وقضايا أرض 48.

ويعاني الفلسطيني في أرض 48 من عمليات تهجير وتمييز عنصري وقوانين عسكرية تحاول تغريب الفلسطيني الصامد في أرضه، وحرمانه من حقوقه الاجتماعية والسياسية.

ويمتدح، غسان وشاح، أستاذ التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية بغزة، خطوة تشكيل هيئة وطنية لدعم سكان أرض 48، للتأكيد أنهم رغم خضوعهم لسلطات الاحتلال، جزء أصيل وغير منفصل عن الشعب الفلسطيني.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، “مطلوب دوماً مرجعية كاملة ليحصل تمثيل حقيقي لكل فلسطيني في كل مكان، وسكان 48 بحاجة لدعم سياسي ومعنوي وثقافي، وهو الأهم؛ ليشعروا أن الفلسطيني بالقدس وأرض 48 نفسه في الضفة وغزة”.

ويلفت وشاح لضرورة تسويق قضايا “فلسطينيي 48” في أروقة المجتمع الدولي، وشرح التمييز العنصري ضدهم، ومحاولة تذويب هويتهم وثقافتهم على مدى عقود منذ نكبة فلسطين.

وتعددت تحذيرات قادة الاحتلال في السنوات الماضية من الخطر الذي يشكله “فلسطينيو 48” على مستقبل وجود كيان الاحتلال واستمرار بقائها كدولة، وقد صرّح “نتنياهو” رئيس حكومة الاحتلال السابق، قائلاً: إن الفلسطيني هناك هو الأزمة الأخطر التي تواجهها الدولة.

أضواء حمراء

أشعلت “إسرائيل” الأضواء الحمراء حين وقعت معركة “سيف القدس” فلم تكن غزة والضفة والقدس وحدها في الصراع بل دخل “فلسطينيو 48” لبؤرة الغضب والمقاومة دفعةً واحدة.

صحيح إن شرارة الغضب في مايو 2021م انطلقت من حي الشيخ جراح بالقدس، وبعدها وقع العدوان على غزة، لكن “إسرائيل” وجدت نفسها في مواجهة 21% من سكان كيانها (الفلسطينيون الذين بقوا في أرضهم عام 1948) نزلوا للغضب والدفاع في المدن المختلطة وذات الأغلبية العربية.

ويؤكد المحلل العجرمي أن تشكيل هيئة لدعم “فلسطينيو 48” تعني أن المقاومة والمكونات الوطنية الفلسطينية تتحمل مسئولية، وتقفز عن مسميات اتفاق أوسلو “جناحي الوطن” في إشارة للضفة المحتلة وغزة.

ويدعو المحلل العجرمي للتعاطي مع ملفات “فلسطينيو 48” وفق برامج تراعي الاحتياجات وخصوصيتهم، مشيراً أنهم افتقدوا طوال سنوات لوحدة موقف فلسطيني وبرامج موحدة تدعم صمودهم.

بقعة الزيت
كبقعة الزيت، انتشر الغضب قبيل معركة سيف القدس تدريجياً لكامل رقعة فلسطين التاريخية من وسطها إلى جنوبها وشمالها، ووجد الجيش والشرطة الإسرائيلية أنفسهم عاجزين عن كبح جماح التوتر في الشوارع والبلدات.

وعلّق “ريفلين” الرئيس الإسرائيلي الأسبق على حالة الغضب في “أرض 48” خلال معركة سيف القدس بالقول إنها حرب أهلية بعد فشل الحكومات المتعاقبة على أسرلة المجتمع العربي الذي خرج ليؤكد أنه جزء من الشعب الفلسطيني.

ويقول وشاح: إن يوم الأرض في آذار عام 1976م أكد أن الشعب الفلسطيني شمال فلسطين متمسك بأرضه وهويته، وهي مناسبة متجددة حتى اليوم تقول إن الفلسطيني لا ينسى أرضه ووحدته وهويته.

ويتابع: “الحكومة الإسرائيلية قلقة من لحمة فلسطينيي 48 مع شعبهم كما جرى في معركة سيف القدس، ومفكرون صهاينة قالوا إنهم سيكونون سبب انهيار إسرائيل لأنهم شوكة في خاصرة الاحتلال، ودورهم في مايو 2021م كان ترحيل للمعركة النهائية مع الكيان”.

وسابقاً كان “ليبرمان” الوزير الإسرائيلي قد ألمح لخطورة منح الفلسطيني دولة في أرض 67، مشيراً أن الوجود الفلسطيني في “أرض 48” يهدد بميلاد دولة أخرى هم جزء أصيل منها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات