الجمعة 19/أبريل/2024

ما خيارات الفصائل لمواجهة اختطاف منظمة التحرير؟

ما خيارات الفصائل لمواجهة اختطاف منظمة التحرير؟

في حين يجد رئيس السلطة الفلسطينية وزمرته دعماً “إسرائيلياً” منقطع النظير في تسلطهم على قيادة السلطة ومنظمة التحرير، لا تنعدم خيارات الفصائل الأخرى المعارضة لهذه القرارات.

وتخضِع السلطة منظمة التحرير وقراراتها لمزاج سياسي منفرد يغرد خارج سرب الإجماع الوطني الفلسطيني.

وفي إطار مقاطعة الفصائل الفلسطينية المؤثرة لجلسات المجلس المركزي للمنظمة مع حالة الهيمنة والتسلط من قيادة السلطة، يذكر محللون ومراقبون لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ حالة المقاطعة لم تعد كافية في سياق رفض كل محاولات الإصلاح للمنظمة.

وأكدوا أنّ المطلوب تشكيل حالة من التبلور والتكتل والاصطفاف في منظومة وطنية موحدة تشكل جبهة إنقاذ وطني، والترويج لها أمام الرأي العام الفلسطيني داخلياً وخارجياً.

الخيارات لا تُعدم
يقول المحلل السياسي تيسير محيسن: “الخيارات لا تُعدم؛ خاصة أنّ الغالبية العظمى من الفصائل لها مواقف تتعارض مع السلوك الذي تذهب إليه قيادة المنظمة والسلطة من ناحية التحكم بالقرارات الخاصة بمنظمة التحرير وتوظيف مؤسساتها لتوجهات سياسة معينة بعيداً عن الإجماع الوطني العام”.

ويوضح محيسن أنّ ما يشجع قيادة السلطة على الاستمرار في التسلط على المنظمة هو ارتكازها إلى محددات في موقف النظام العربي الذي لا يزال يؤيد قيادتها الحالية ويرى فيها أنّها تمثل الشعب، في حين أنّ المجتمع الدولي لا يزال يؤيد ما يسمى بـ”عملية التسوية” التي لا تزال السلطة تتبناها وتلتزم باستحقاقاتها المختلفة.

ويشير المحلل السياسي إلى أنّ مساحة الفعل المؤثر المباشر لدى الفصائل على قيادة السلطة ليس حاضراً بالقدر الذي يكفي لإرغامها على الانصياع للإجماع الوطني العام، “إلا أنّ الاستمرار في النقر على الخزان هو الذي لا يجب ألا يتوقف، بما في ذلك تحشيد الرأي العام والذهاب إلى أبعد مستوى لإحداث حالة من التكتل السياسي الذي يحمل وزنًا مؤثرًا في الساحة الفلسطينية داخلياً وخارجياً والتحرك بهذا التكتل لهذا العنوان”.

ويدعو محيسن لضرورة تشكيل الفصائل حالة من المزاحمة مع هذه القيادة المتنفذة بشأن التعامل مع القضايا الوطنية، مبيناً أنّ ذلك متاح ولا معوق إستراتيجيًّا أمامه، “لكن الفصائل تبدو متحرجة من ذلك حتى اللحظة، لأسباب متعددة”.

ويضيف: “من الأمور التي يجب تحشيدها إثارة الرأي العام ومزاحمة القيادة (السلطة) على الرأي العام الفلسطيني سواء في الشتات أو الداخل، وحتى في الداخل المحتل، من خلال التظاهرات واستقطاب الكفاءات، وعقد المؤتمرات المتواصلة، وإضفاء حالة من التعرية على سلوك قيادة المنظمة والسلطة”.

وبيّن أنّ ذلك يجب أن يتم بفعل وطني جامع، وليس منفرداً من فصيل بعينه؛ حتى يتم الحصول على أوسع حالة تأييد في الداخل والخارج، فضلاً عن الترويج في المحيط العربي والعالم.

التحرك والكارثة
واتفق الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة مع سابقه؛ أنّ حركات التحرر الوطني الفلسطينية وهي تصمت على خطوات الانقلاب على الشرعية الوطنية والقانونية والشعبية التي يقودها أبو مازن وفريقه ولا تحرك ساكنا إلا من خطوات شكلية لا تعكس حجم الكارثة الوطنية التي وصل لها المشروع الوطني الفلسطيني نتيجة تفرد قيادة فتح بالقرار الوطني ولا سيما بعد تولي أبو مازن هذه القيادة.

ويشير أبو شمالة إلى أنّ منظمة التحرير الفلسطينية تحولت إلى بيت لكل من يؤمن بالتنسيق الأمني مع الاحتلال ويجرّم أي اشتباك شعبي أو عسكري مع العدو بعد أن كانت البيت المعنوي للفلسطينيين.

ويدعو المحلل السياسي إلى ضرورة العمل دون إبطاء على إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الحفاظ على الثوابت وإسقاط كل مخرجات أوسلو وكل المشاريع التصفوية، في سياق حالة الإنهيار التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في التحرير والعودة.

وتتوافق رؤية أبو شمالة مع سابقه، بضرورة الذهاب إلى تشكيل جبهة إنقاذ وطني عبر الانتخابات حيثما أمكن أو التوافق وعبر إجراء مؤتمرات شعبية وطنية في كل أماكن وجود شعبنا الفلسطيني، لتعرية فريق السلطة ومنظمة التحرير أمام الرأي العام في إطار اختطاف المنظمة.

منظمة مختطفة
وكانت عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” خالدة جرار، أكّدت في تصريح صحفي سابق، أنّ منظمة التحرير الفلسطينية مختطفة، وتعاني من هيمنة وتفرد في القرار، وتهميش لإشراك الآخرين في صناعته.

وأكدّت جرار أن المنظمة تحتاج لإعادة بناء وإصلاح؛ عبر مجلس وطني منتخب أو انتقالي لحين انتخاب الوطني، يؤسس لإستراتيجية نضالية وطنية تضم الجميع، داعيةً لإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني للمنظمة عبر إعادة بنائها.

وشددت على رفضها المطلق لفرض أي قيادة على الشعب دون انتخابات، مشددة على أن الكل الوطني يصر على استرداد المنظمة وإعادة بنائها وتفعيلها، ولن تذهب لبدائل عنها.

وحثت القيادية الفلسطينية على ضرورة الاستمرار في النضال واستخدام كل وسائل الضغط لإجبار الفريق المختطِف للقرار بعقد مجلس وطني توحيدي.

وتصدّر هاشتاق “خطفوا المنظمة” قائمة الأكثر تداولاً عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ رفضاً لعمليات الإقصاء المتعمدة الممارسة بحق منظمة التحرير الفلسطينية وتجاهل دعوات الفصائل التي تنادي بإصلاحها، واختيار قياداتها من خلال الانتخاب.

وعدّ ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن منظمة التحرير تعيش أزمة عميقة تتطلب الإسراع في التحرك من الفصائل الفلسطينية لإصلاحها قبل فوات الأوان؛ كي تكون حاضنة للكل الوطني وتعبر عن آمال وطموحات شعبنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...