عاجل

الجمعة 19/أبريل/2024

القدس قبلة المقاومة.. عمليات متصاعدة وترقّب 3 أشهر ساخنة

القدس قبلة المقاومة.. عمليات متصاعدة وترقّب 3 أشهر ساخنة

مرةً جديدة تكرر القدس المحتلة ذاتها واجهةً في الصراع مع الاحتلال وعنواناً لرفض واقع “إسرائيل” العدواني على الأرض والإنسان الفلسطيني.

وتشكّل القدس المحتلة التي تتعرض لحملة استيطان وتهويد متصاعدة قبلةً للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وعنواناً لهبات وانتفاضات فلسطينية متلاحقة منذ وقعت نكبة فلسطين عام 1948م.

ومنذ الأربعاء الماضي، شهدت القدس 4 عمليات طعن، أدت إلى 6 إصابات في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين، إلى جانب سلسلة من عمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة.

أحدث هذه العمليات، وقع مساء الاثنين، عندما نجح فلسطيني في طعن اثنين من أفراد شرطة الاحتلال في سوق القطانين بالبلدة القديمة، قبل أن يصيبه الجنود الصهاينة بجروح وسط تضارب الأنباء عن مصيره.

وفجر الأحد استشهد كريم جمال القواسمي (19 عامًا) من بلدة الطور بمدينة القدس المحتلة، بعد تنفيذه عملية طعن أدت لإصابة شرطيين إسرائيليين عند باب “حطة”، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك. 

ومساء اليوم نفسه (الأحد) أعدم الاحتلال الطفل فادي جفال (16 عاما) بإطلاق النار المباشر تجاهه في بلدة أبو ديس بالقدس المحتلة، بزعم إلقاء زجاجات حارقة تجاه قوات الاحتلال.

والأربعاء والخميس شهدت بلدة حزما في القدس تنفيذ عمليتي طعن أدتا لإصابة مستوطن وأحد جنود الاحتلال، وتمكّن المنفذ من الانسحاب، ومساء الخميس زعم الاحتلال اعتقال شاب من مخيم شعفاط اتهمه بالمسؤولية عن عمليتي الطعن.

وتكثف سلطات الاحتلال في السنوات الأخيرة عدوانها على القدس المحتلة ضمن مشروع تحويل القدس موحدة عاصمةً لـ”إسرائيل”، ومنحها الطابع اليهودي الذي يسعى لإفراغ المدينة من الوجود والتأثير الفلسطيني.

تحدٍّ متجدد

في كل مرحلة من تهويد المدينة المقدسة بتعزيز الاستيطان والعدوان على أحيائها مثل الشيخ جراح والبلدة القديمة يجد الفلسطيني نفسه مضطراً للدفاع عن هويته بجسده العاري وصموده القسري.

وتعد انتفاضة الأقصى التي انطلقت في سبتمبر عام 2000م واحدة من أهم محطات المقاومة الشعبية الفلسطينية التي انطلق قطارها عقب زيارة استفزازية لـ”شارون” رئيس وزراء الاحتلال السابق للقدس.

يقول حسام الدجني، المحلل السياسي: إن تهويد المدينة المقدسة يمضي وفق إستراتيجية منظمة تواصلها حكومات الاحتلال “الإسرائيلي” لطرد الفلسطيني من القدس فيجد نفسه مضطراً لاتخاذ موقف باهظ الثمن.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إسرائيل تزرع الشوك في القدس، وتمارس أبشع جرائم الاحتلال والاستيطان والأبارتهايد لتغيير واقع المدينة الجغرافي والديمغرافي”.

ورغم خصوصية ملف القدس في الصراع الفلسطيني إلا أن المدينة تعيش واقعاً تراكمياً نحو تفريغها لمصلحة مشاريع الاحتلال التهويدية والاستيطانية بعد أن انصرفت أنظمة عربية عديدة نحو التطبيع، وقفزت عن عدالة قضية فلسطين.

وتقرأ “إسرائيل” أي عملية مقاومة في القدس المحتلة باختلاف؛ فخصوصية المكان والموقع تعني الكثير لحكومة الاحتلال التي عجزت عن كبح جماح هبات وانتفاضات متلاحقة كانت القدس دوماً قبلتها الأولى.

ويرى اللواء يوسف شرقاوي، الخبير في الشؤون العسكرية، أن عملية الطعن في القدس -فجر الأحد- تعبر عن حالة تحدٍّ وصمود من الشبب الفلسطيني، مرجحاً أن تزداد العمليات في شهر رمضان.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “ما يجرى مؤخراً في الشيخ جراح ونابلس وجنين يعد أكبر حافز لعودة العمليات الفردية وارتفاع نسبة التحدي بين الشبان الفلسطينيين وسلطات الاحتلال”.

وانطلقت عام 2015م انتفاضة القدس مجدداً متجسدة في سلسلة عمليات فردية نفذها شبان بأدوات قتالية وأسلحة خفيفة للدفاع عن الوجود الفلسطيني أمام هجمة الاستيطان والتهويد.

ورغم تفوق أجهزة الاحتلال التقني والأمني والعسكري إلا أنها تدرك استحالة وقف العمليات الفردية التي يكون صاحبها صاحب الخطة الأولى والقرار الأخير حين يقرر الدفاع حتى الموت.

مستقبل القدس

تواصل الهجمة على حي الشيخ جراح عام 2021م كان صاعق تفجير لهبة فلسطينية شملت جميع الضفة وغزة وأرض 48 توّجتها المقاومة بالتصدي للعدوان على غزة في معركة “سيف القدس”.

تصرّ “إسرائيل” على استثناء القدس من أي حوار فلسطيني حول الحقوق في الأرض والثوابت والمقدسات في عملية التسوية، وكانت تؤجل المباحثات حولها للمرحلة النهائية الأمر الذي اغتال عملية التسوية بخنجر “إسرائيلي”.

ويشير المحلل الدجني إلى أن مواصلة الاحتلال سياسة التهويد والاستيطان وطرد الفلسطيني من منزله يشكل حالة ضغط متصاعدة ستؤدي لانفجار الشعب الفلسطيني في وجه محتله بكل مكان.

حسم واقع غربي القدس لقبضة الاحتلال لم يوقف شهوة “إسرائيل” -حسب رؤية المحلل الدجني- للدخول في مرحلة حسم واقع شرقي القدس لتحقيق حلم الكيان الصهيوني “قدس موحدة وكبرى”.

وتمعن سلطات الاحتلال في طرد سكان القدس وتحويل أحيائها لمناطق معزولة مكتظة ومحاصرة من جميع الاتجاهات، وقد رفضت ممارسة الفلسطيني في السنوات الأخيرة لحق الانتخاب والترشح وممارسة العمل المدني والسياسي بالقدس.

ويقول المحلل شرقاوي: إن إسرائيل لا تستفيد من دروس القدس وهي تمضي في سياسة كسر إرادة الفلسطيني الذي يجد ظهره دوماً للجدار، فلا يملك إلا الدفاع عن ذاته وهويته في القدس.

أخْذ “إسرائيل” بمبدأ “ما لا يطبق بالقوة يطبق بيمين القوة” في القدس يغري الفلسطيني الذي يعيش واقعاً عدوانياً في القدس للاستماتة في الدفاع عن حقه في الحياة الأمر الذي يبشر بتكرار انفجار المشهد دوماً تحت عنوان وحيد هو القدس.

سيناريو تصعيد أمني
على وقع هذه التطورات كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن استعدادات داخل منظومة الاحتلال الأمنية سعيًا لمواجهة عدة تحديات قادمة مع حلول شهر رمضان والذكرى السنوية الأولى لمعركة “سيف القدس” (مايو) وما رافقها من مواجهات في بلدات الداخل.

وقالت الصحيفة: إن شرطة الاحتلال ترى في الأشهر الثلاثة المقبلة تحديًا، وصُنفت أشهرًا ذات فرصة لتفجير الأوضاع خاصة في صفوف فلسطينيي الداخل والقدس.

وبينت الصحيفة أن تزاحم الأحداث خلال الأشهر المقبلة ولاسيما مع حلول شهر رمضان وتزامنه مع الأعياد اليهودية جعلت من المدة القادمة تحديًا كبيرًا للأمن “الإسرائيلي”.

وتعتقد شرطة الاحتلال أن “الأمور تتجه إلى موجة جديدة من العمليات في القدس” بعد تنفيذ عملية طعن صباح أمس (ومساء اليوم) داخل البلدة القديمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...