الخميس 25/أبريل/2024

المقاومة تضبط إيقاع الميدان برسائل النار

المقاومة تضبط إيقاع الميدان برسائل النار

لا تريد “إسرائيل” تقديم شيء من حقوق الفلسطيني الإنسانية والقانونية بغزة المحاصرة والضفة المحتلة، وتحتال لشراء الهدوء من المقاومة بغير ثمن، ما يجعل المشهد موشكاً على الانفجار في أي لحظة.

غزة لم يتغير حصارها، ولم تنل تقدماً في ملف الإعمار، والاستيطان والتهويد بالضفة المحتلة ماض على قدم وساق، وسط تصاعد الهبّة الشعبية، واستمرار العدوان على الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

منذ انتهاء عدوان مايو 2021م، والمقاومة بغزة توجه رسائل مباشرة وغير مباشرة للكيان سواء بإطلاق صواريخ تجريبية أو بإجراء مناورات صد عدوان ميداني على حدود غزة، أو بتصريحات صحفية تحذر من مواصلة الحصار في غزة، والعدوان بالضفة والقدس المحتلة.

اللقاء الأخير بين عباس رئيس سلطة رام الله و”غانتس”  ردّت عليه المقاومة بأن ما يجري مجرد عبث، وأنها ماضية في صدِّ أي عدوان في مشهد  لا تريد فيه “إسرائيل” إلا الحفاظ على مقعد المجرم في كل المحافل.

رسائل بالنار

تُعد استعدادات المقاومة المتراكمة في الإعداد والتجهيز لصدِّ عدوان إسرائيلي مستمر رسائل بالنار ترسلها مباشرة وغير مباشرة لقيادة حكومة الكيان التي تربط أي جديد في غزة بذريعة ملف جنودها الأسرى لدى المقاومة.

في الساعات الأولى من العام الجديد، زعمت “إسرائيل” سقوط صاروخين قبالة سواحل “تل أبيب” وتكرر المشهد الليلي بقصف مواقع للمقاومة لحفظ ماء الوجه الإسرائيلي مع حكومة تريد نيرانا مقيدة لا تصل لحدِّ تصعيد كبير.

ويؤكد اللواء يوسف شرقاوي، الخبير في الشئون العسكرية، أن المقاومة بغزة تثبت دوماً أنها مقاومة غير مردوعة، وتمتلك جرأة رغم بساطة أدواتها القتالية، تفوقت على جبهات أخرى مثل سوريا وجنوب لبنان وحتى إيران.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “مقاومة غزة أثبتت مصداقيتها أنها غير مردوعة، وعلى قدر التحدي، ورسائلها في تحذير الاحتلال متكررة، وما تكرار إطلاق صواريخ تجريبية والمناورات إلا رسائل بالنار، فلا يجرؤ أحد بجوار الكيان على إجراء مناورة إلا غزة”.

رسائل حماس واضحة المعالم بالصواريخ التجريبية، والمناورات، وإطلاق النار على جنود يقتحمون الحدود، متصلة بدرجة أولى بموقفها المعلن من رفض الكيان فك الحصار، ووقف العدوان على الأسرى، والتنكيل والاستيطان بالضفة والقدس.

ويقول محمود العجرمي، المحلل السياسي، إن رسائل المقاومة تثبت أنها جاهزة، وصبرها بدأ ينفد، والكرة اليوم في ملعب الاحتلال، هل يلتزم بوقف العدوان، ويفي بالتزاماته من فك حصار وإعمار ووقف قتل وإعدام وتهويد وتنكيل بالأسرى، أم يتفجر المشهد.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “مهلة المقاومة تنتهي منتصف يناير الجاري، وحذرته إن لم يستجب ستكلفه غالياً، وقالت إن جداره الحدودي بغزة لن يحميه، وتملك هي ما يتخطاه”.

عام جديد

وصلت القضية الفلسطينية عام 2022م في مرحلة من الصراع تترفع فيه “إسرائيل” عن الوفاء بحقوق الفلسطيني، وهو عام سيكون حاسماً في الأيام المقبلة إن بقي المشهد على حاله.

القذائف الصاروخية التي وصلت قبالة سواحل “تل أبيب” أثارت حفيظة “إسرائيل” وهي منذ فترة تتحدث عن تطور في قدرة صواريخ المقاومة من حيث المديات وقوة التفجير، وقد أطلقت بعد أيام من قنص جندي على حدود غزة.

ويشير الخبير شرقاوي، أن القيادة الفلسطينية بكل أطيافها؛ خاصّة في الضفة المحتلة، وعلى رأسها السلطة الفلسطينية، لا بد أن تغير اتجاه قيادة الكفاح الوطني، وإلا ستخسر مزيدا من نقاط الصمود.

إنهاء الانقسام، وعقد تفاهم بين المقاومة الشعبية بجميع أشكالها في الضفة وغزة، من شأنه أن يزيد من الضغط على احتلال يرفض تقديم شيء جديد في القضية سوى امتيازات مدنية محدودة يعبث بها مع قيادة السلطة بالضفة لشراء الوقت والهدوء.

وكانت المقاومة بغزة شددت مراراً بعد انتهاء عدوان مايو 2021م أن سيف القدس لم يغمد، وأنها تواصل الاستعداد لمراكمة تجهيز طريق طويل على صعيد التحرير الوطني.

ويرى المحلل العجرمي، أن غزة تحمل خصوصية تختلف بها عن كل الجهات، فمعها سلاح إرادة تتحلى به كما كل حركات التحرر التي قاومت محتلا ومستوطنا أقوى منها عدةً وعتاداً.

تتدخل أطراف عربية ودولية لتأجيل الانفجار دون الضغط الجدّي على “إسرائيل” التي يتولى حكومتها ائتلاف هشّ يقع بين ضغط اليمين الحريصة على إرضائه وانشغالها بملفات التطبيع وملف إيران النووي.

الطريق إلى مزيد من الهدوء بغزة والضفة مع استمرار المقاومة في إرسال رسائل غير مباشرة خلال معركة الاستعداد، أو مباشرة بتصريحات صحفية معلنة، لن يكون إ لا بترجمة قناعة الاحتلال للوفاء بالتزاماته، وإلا فإن انفجار المشهد مجدداً مسألة وقت فقط.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات