الأربعاء 24/أبريل/2024

هدايا سوليفان.. وصواريخ العام الجديد

حازم عياد

تأكيد المقاومة الفلسطينية، على رأسها حركة “حماس” في قطاع غزة، بأن سقوط صاروخين بالقرب من “تل أبيب”، كان نتيجة للأحوال الجوية، وليس عملاً متعمداً أو تجربة صاروخية؛ لم يكن كافياً لإقناع قائد هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وأجهزته الاستخبارية والعسكرية.

“كوخافي” يعد لرد ولو شكلي على سقوط الصاورخين، على مرأى من أعين المستوطنين صباح السبت الأول من كانون الثاني/ يناير 2022.

فسقوط الصاروخين بالقرب من “تل أبيب”، جاء بعد أيام قليلة من إصابة متعاقد مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من السياج الحدودي لقطاع غزة؛ وبعد ساعات من تحذيرات تكررت من حركة الجهاد الإسلامي، باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال تدهورت صحة الأسير هشام أبو هواش الذي قارب إضرابه 140 يوماً.

العام الجديد افتتح بصواريخ المقاومة، لتنشط الوساطة المصرية التي سارعت للتواصل مع المقاومة في غزة، لنقل رسائل تؤكد أن الضربة الصاروخية نتيحة للأحوال الجوية؛ فالصواريخ تعيد الحيوية للنشاط السياسي والأمني، كما تعيد الأضواء للفاعلين المؤثرين في المشهد الفلسطيني والإقليمي؛ خاطفة الأضواء من مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ووزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، بعد أن قدّما أنفسهما كـ”بابا نويل” للسلطة ومسؤوليها.

الصواريخ سواء كانت على سبيل الخطأ أو التجربة أو المناورة المحسوبة، فإنها بالتأكيد أعادت الأنظار إلى الفاعلين الأساسيين؛ إذ لا يمكن أن يختتم العام 2021 بمجرد لقاءات ونشاطات أمريكية، يقودها “سوليفان” و”غانتس”؛ دون التذكير بالحقائق الفعلية على الأرض؛ التي نجحت الأحوال الجوية في إعادة الأضواء والاعتبار لها؛ فهدايا “سوليفان” و”غانتس” المقدمة للسلطة نهاية العام 2021، دُفعت من دماء الفلسطينيين قبل أن تُدفع من جيوبهم.

المواجهة القادمة، من الممكن يكون المناخ السياسي والاقتصادي سبباً فيها، كالقدس والأسرى واعتداءات المستوطنين، أو الحصار والمعاناة؛ ومن الممكن أن تكون الأحوال الجوية، بما فيها من أمطار ورياح وبرق، سبباً فيها. عوامل ما زال “سوليفان” عاجزاً عن التحكم فيها أو إخفائها بهدايا زائفة؛ وحقائق الأجدر أن تدفع الإدارة الأمريكية إلى سياسة أكثر واقعية من “سياسة بابا نويل” للتعامل مع الملف الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات