الثلاثاء 16/أبريل/2024

بورين.. ثبات أسطوريٌّ أمام استيطانٍ ينهش جسدها ويخنقها

بورين.. ثبات أسطوريٌّ أمام استيطانٍ ينهش جسدها ويخنقها

يحاصر الاستيطان قرية بورين جنوب مدينة نابلس المحتلة، وينهش جسدها بكل ما أوتي من قوة عدوان متواصل على الأرض والحجر والشجر والإنسان.

يقول الناشط في مقاومة الاستيطان المواطن نمر الطيراوي: إن بورين المحاصرة بالاستيطان تعتمد على الزراعة وقطف ثمار الزيتون، إلا أن أغلب المناطق الزراعية محاذية للمستوطنات ولا يستطيع الأهالي الوصول إليها.

ويوضح أنَّ بورين تعاني كما غيرها من قرى جنوب نابلس منذ عشرات السنوات من اعتداءات متواصلة ينفذها قطعان المستوطنين القاطنين بمستوطنتي “براخا ويتسهار” المقامتين على أراضي القرية.

اعتداءات متزايدة
ونبّه الطيراوي إلى أنَّ اعتداءات المستوطنين تزداد سنة بعد أخرى، وتقترب أكثر وأكثر من بيوت السكان الآمنين في قرية بورين.

وبيّن أنَّ المزارعين توجهوا لقطف ثمار الزيتون جنوب قرية بورين الموسم الجاري، فوجدوا أغلب محاصيلهم قد أحرقت وعددا كبيرا من أشجارهم قد قطعت، وجرّفت الأراضي بفعل المستوطنين.

وأشار إلى أنَّ جزءًا من اعتداءات المستوطنين على القرية، تتمثل بحرق المحاصيل الزراعية وإغراق الأراضي بالمياه العادمة والمبيدات القاتلة للأشجار، ومحاولة حرق البيوت والمدرسة والمسجد، وتكسير أشجار الزيتون، وتخريب السيارات.

ويمنع الاحتلال والمستوطنون المواطن الفلسطيني في أغلب الأوقات من الوصول لأرضه، وسط الاعتداءات بالضرب وإطلاق النار وقنابل الغاز والصوت على كل من يقترب.

يقول الطيراوي: “يمعن المستوطنون في الاعتداءات، فعندما يحضر المواطن وعائلته إلى أرضهم ويقطفون الزيتون يسرقه المستوطنون وكأنه ملكهم، أو يقطفون ثمار التين ويبيعونه على مفرق “يتسهار”.

تقصير السلطة
ونبّه إلى تقصير الجهات الفلسطينية الرسمية، والنقص الكبير في دعم صمود المواطنين في التصدي للاستيطان، ودعم المزارعين، وقال: “لا يُسمع منهم إلا التصريحات والكلام الفارغ الذي لا رصيد له على أرض الواقع”.

“للأسف الشديد ما في مسؤولين تيجي تهتم بالمزارعين، ما في وزير زراعة يقول إن بورين منطقة منكوبة يجب أن يزورها، حتى رئيس هيئة الجدار والاستيطان لم يزرها بتاتا”، يقول الطيراوي.

بيت أم أيمن
وأشار نمر الطيراوي إلى أن بيت المرحومة أم أيمن صوفان أكثر المنازل تحديا للاحتلال ومستوطنيه، ويقف قلعة شامخة وحصنًا ثابتا في وجه المخططات الاستيطانية.

وذكر أنَّ المنزل الواقع على أطراف البلدة وحيدا يفصله عن البلدة شارع استيطاني التفافي، مبينا أنه ولأكثر من 10 سنوات كان المنزل أيقونة للدفاع والصمود في وجه الاستيطان.

وأشار إلى أنه وبعد الساعة 5 مساءً، لا يستطيع أحد الوصول إلى المنزل، أو الخروج منه، وإذا حدثت أي حالة مرضية يحتاج إلى ثلثي ساعة للوصول إلى البيت.

وحسب الطيراوي؛ فإن بيت “أم أيمن” يحمي آلاف الدونمات الزراعية في المنطقة، وقد حاول المستوطنون السيطرة عليه بكل جهد، وقال: “إذا سقط هذا البيت يوما فإن كل الأراضي التي حوله وتقدر بآلاف الدونمات سوف تسقط في يد المستوطنين”.

معركة مع الاستيطان
وبيَّن المزارع أكرم عمران أنَّ هناك معركة حقيقية متواصلة منذ سنوات بين المواطن الفلسطيني في بورين وبين المستوطنين المدعومين من قوات الاحتلال.

وأوضح أنَّ الجهات كافة في بورين تعاني من اعتداءات المستوطنين، فالمنطقة الجنوبية تتعرض لحرق أشجار الزيتون، والمنطقة الشمالية تتعرض للاعتداءات على المنازل والمدرسة والمسجد، في حين لا يستطيعون الوصول للمنطقة الشرقية جميعها منذ سنوات عديدة.

وأضاف عمران أنَّ المزارعين ومجموعات شبابية تشكلت عبر سنوات لصدّ اعتداءات المستوطنين، ونتحرك عادةً جماعيًّا للتصدي لاعتداءاتهم.

وسلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جزءًا من أراضي قرية بورين لمصلحة بناء مستوطنتين إسرائيليتين، 233 دونمًا أقيمت عليها مستوطنة “يتسهار” عام 1983م جنوب القرية.

أما في شمال القرية، فقد سلبت سلطات الاحتلال 621 دونمًا لتقيم عليها مستوطنة “براخا” في عام 1983م، وتتبع هذه المستوطنة لحركة “غوش أمونيم”.

وأقيمت هذه المستوطنة في البداية كنقطة عسكرية (ناحال) عام 1982؛ وبعد ذلك تحولت إلى مستوطنة دائمة عام 1983، وتقع على أجزاء من جبل جرزيم، تحديدًا على أراضي قرى: كفر قليل، وبورين، وعراق بورين.

ويوجد في المنطقة الشرقية أيضاً بؤرة استيطانية تعرف باسم “جفعات رونيم”.

وعلاوة على اعتداءات مستوطني “براخا”، تنطلق أيضا من “يتسهار” أكثر الهجمات عنفاً بحق المواطنين في قرى نابلس، وشكّلت المستوطنة حاضنة لما يعرف بـ”فتيان التلال”، وهي مجموعة من المستوطنين ارتكبت عدة جرائم منها حرق عائلة دوابشة وقتل المواطنة عائشة الرابي وحرق مساجد ومركبات.

وترتبط مستوطنة “يتسهار” بعدة شوارع ضخمة، وبطرق التفافية، يمنع المواطنون من المرور منها، أو حتى الوصول إليها.

حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات