السبت 20/أبريل/2024

هكذا تستغل إسرائيل الصناعات العسكرية والتقنية لبسط نفوذها!

هكذا تستغل إسرائيل الصناعات العسكرية والتقنية لبسط نفوذها!

هذا هو شهر العسل الممتد في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي تفتح منذ عدة شهور أبواباً مقفلة أمام منتجاتها التقنية والصناعية مع دول مترامية الانتشار في العالم.

يوماً بعد آخر تسجل الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية تقدماً وتفتتح  لها أسواقاً جديدة مع دول عديدة منها دول عظمى ذات تأثير على ساحة السياسة الدولية.

ويعزز نشاط الصناعة العسكرية والأمنية الإسرائيلية من مكانة إسرائيل السياسية والأمنية التي تكسب المال من زبائن كبار وتكسب مزيدًا من النفوذ السياسي.

قبل أسابيع  قرر سلاح البحرية الأمريكي شراء منظومات من شركة “سمارت شوتير” الإسرائيلية، لزيادة دقة النار لقطع الأسلحة الخفيفة المنصوبة على القطع البحرية للتصدي للطائرات المسيرة.
 
كما وقّع الاحتلال وجمهورية التشيك صفقة ضخمة بمبلغ 620 مليون دولار، ستبيع فيها “إسرائيل” لها أربع بطاريات للدفاع الجوي من نوع “سبايدر” من صنع شركة “رفائيل” للصناعات العسكرية.
 
أما الجيش البريطاني فقد استلم معدات رؤية ليلية متطورة من إنتاج شركة “البيت” الإسرائيلية في أول توريد لمعدات رؤية ليلية من طراز XACT اللازمة للاستخدام العملياتي في الجيش البريطاني بعد صفقة بقيمة 11.5 جنية إسترليني لعام ونصف. 

زبائن كبار

عند الحديث عن زبائن مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية ودول عظمى فإن هذا يشكل نفوذاً ومكاسب إسرائيلية في عدة مجالات تعزز مكانتها كدولة مؤثرة في العالم.

تعد “إسرائيل” من أكثر دول العالم تطوراً وتصديراً لتقينات “الهايتك” وأنظمة التجسس وطائرات بدون طيار ومنتجات أمنية وعسكرية عديدة باتت تشكل محور تنافس عالميًّا في مجال الجيوش والعمل الاستحباري.

ويقول اللواء يوسف شرقاوي -الخبير في الشؤون العسكرية-: إن “إسرائيل” كان لها قديماً برنامج مشترك مع السويد لإنتاج منظومة رؤية ليلية فوق طائرات بدون طيار قبل أن تصل لإنتاجها منفردة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “قريباً قد تكون عوضاً عن أندونيسيا في مجال صناعة الغواصات، وتصدّرها لأوروبا، وهذا ضغط غير مباشر على أندونيسيا التي رفضت التطبيع مع إسرائيل”.

التطبيع العربي مع “إسرائيل” شمل اتفاقيات في مجالات أمنية وعسكرية ترى منه دول عربية فائدة لها في حين ترى “إسرائيل” فيها مجالاً جديداً لبيع المنتجات واستثمار قد يكون برأس مال عربي.

سابقاً فتح الاحتلال له مجالاً في دول أفريقية لبيع منتجات عسكرية وأمنية، ومنذ أشهر ثارت فضيحة برامج التجسس الإسرائيلية التي سلطتها على دول وشخصيات دولية وصلت لدرجة رؤساء.

ويؤكد رامي أبو زبيدة -الباحث في الشأن العسكري- أن تقدم الاحتلال في مجال “الهايتك” والتقنيات الأمنية والعسكرية يصاحبه ترويج دائم لجذب انتباه أسواق وبسط نفوذه.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “برنامج القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ وجدار غزة الحدودي جرى ترويجه وجلب زوار للحدود، وهناك تعاون مستمر مع دول أوروبية وأفريقية في مجال السلاح”.

يجني الاحتلال ثمارًا عديدة من هذ التطور؛ فهو عامل قوة وتفوق ويبرر طلب جيشه في زيادة ميزانتيه لمراكمة قوته في مواجهة تحديات خارجية وداخلية أهمها ملف إيران النووي ومنظومة صواريخها الباليستية.

 إرادة وقوة

الفساد وصل قيادة المؤسسة الأمنية والعسكرية، ولا أحد ينسى ملف الغواصات التي تورّط فيها “نتنياهو” وشخصيات رفيعة في “إسرائيل” شكلوا فيها دور السمسار خارج القانون والبروتوكول الرسمي.

 ورغم تفوق “إسرائيل” العسكري والأمني إلا أنها تبدو عاجزة أمام حالة الغضب الفلسطيني والمقاومة الشعبية التي تقل عنها في القوة التدميرية لكنها تشكل عامل إزعاج دائم.

ويرى الخبير شرقاوي أن تفوق الاحتلال الأمني والعسكري الذي وصل لحد تصدير منتجاتها للعالم أجمع يشكل تفوقًا هشًّا أمام قوة الإرادة الفلسطينية المتصاعدة مؤخراً في الضفة المحتلة.

جرأة الشباب الأعزل الغاضب أمام آلات “إسرائيل” العسكرية الذي وصل لحد مواجهتها بالصدور العارية يقرأ فيه الخبير شرقاوي بداية انهيار جيش الاحتلال “الذي صعد اليوم لآخر درجات سلم مجده”.

ويتابع: “بقاء السلطة الفلسطينية دون برنامج عملي إستراتيجي للصراع سيشجع المستوطنين على التغوّل، وستتحجج إسرائيل بعجزها عن كبحهم لأن إسرائيل المتفوقة عسكرياً تمتهن قتل وتجارة البشر”.

وأضرت ممارسات الاحتلال في عدوان غزة المتكرر وأفعال الاحتلال بالضفة المحتلة من قتل وتدمير واستيطان بـ”صورته الأخلاقية” حتى أصبح عاجزا عن تبرير مواقفه مع شركاء لهم معه مصالح أمنية وسياسية.

ويقول الباحث أبو زبيدة: إن كل التقدم التقني والأمني العسكري الإسرائيلي هدفه غزو العالم بمنتجات إسرائيلية لحماية أمنها القومي ودعم موقفها في مواجهة المقاومة وإيران في المنطقة.

ورغم التفوق الصناعي العسكري على الساحات والأسواق العالمية إلا أن “إسرائيل” لا توفر من خلاله أمناً واستقراراً على ساحتها الداخلية؛ فهي كلما زادت قوةً زاد التهديد على مستقبلها في الصراع مع أهل فلسطين التاريخية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات