آفاق التصعيد مع غزة
يرى معظم المراقبين في إسرائيل ومنهم المحلل الاستراتيجي عاموس هارئيل في هآرتس 24-12-2021 بأن الفجوات الكبيرة بين مواقف المقاومة والاحتلال في موضوع صفقة تبادل أسرى إضافة لانعدام وجود ضغط شعبي أو رأي عام إسرائيلي لصالح إنجاز الصفقة تمنع التقدم نحو هدفين استراتيجيين آخرين لأطراف المعادلة في غزة، وهما : المشاريع الكبيرة لإعمار غزة، والتهدئة طويلة المدى، بينما اعتبر أان آفاق تجاوز هذه الفجوات هي محدودة فيما يبدو، حيث يرى كغيره من المراقبين “بأن هامش المناورة في هذا المجال لحكومة بينت-لبيد هو ضيق ومحدود”، أضف إلى ذلك صواعق تفجير أخرى في جبهة غزة والموصوفة دوما بالهشة أو الهشاشة والقابلة للاشتعال في أي لحظة كممارسات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين في القدس والضفة والأسرى داخل السجون، وبالتأكيد فالاحتلال يتحمل مسؤولية أزمات المنطقة.
يتضح شيئاً فشيئاً أن أسباب التصعيد ضد غزة ما زالت قائمة وأهمها الحصار، ولا يعني هذا بأننا على أبواب جولة قتالية بالتأكيد ،إنّما تتزايد احتمالات ذلك رغم محاولات “الإطفاء” و”العلاج الموضعي” المحدود والهادفة لإدامة الوضع المأزوم في المنطقة ولكن تحت السيطرة الإسرائيلية ، فإيجاد حلول وعلى أي حال هو في الأغلب ضد سياسات الاحتلال الغاشمة ولصالح الشعب الفلسطيني المستضعف الذي يقع تحت نير الاحتلال وعدوان مستوطنيه.
قد يكون أحد أهم أسباب “إدارة الأزمة” هو الذهنية الإسرائيلية القائمة على العسكرية والمفاهيم الأمنية وضرورة وجود أو خلق تهديدات أمنية مستمرة وبعضها مبالغ به ،فالأمر يحقق فوائد جوهرية ومنها إنعاش “اللواصق” أو الروابط التي تتحكم بتماسك “مجتمع المستوطنة” المتعدد والمختلف ثقافيا وأيدولوجياً بصورة واضحة ،فالتهديد يوحّد ،”هدوء” يطلقون النار ، والتهديد يعزز القيادة “ضمن ظاهرة الالتفاف حول القائد في الأزمات” خاصة في ظل حكومة بينت-لبيد الهشة والمتناقضة جوهرياً من الناحيتين السياسية والأيدولوجية بين مكوناتها ، وعلى الطريق يمكن لمقاولي الأمن تحقيق المزيد من الميزانيات والأرباح المادية الضيقة وقد تكون استراتيجية “حروب مبم “المعركة ما بين الحروب” هي الأمثل في هذا السياق.
يدرك قادة الاحتلال أنّ مشكلة “إدارة الوضع المأزوم تحت السيطرة ” هي تزايد قدرات العدو الذي يواجهونه، أي المقاومة الفلسطينية ، وذلك من كافة النواحي الاستراتيجية والعسكرية والسياسية وقد ذاقوا شيئا من ذلك في جبهة “المعركة على الوعي” ، و”صراع الأدمغة” ، وإفشال المخططات والمبادرات الاحتلالية على العديد من الصُعد ، وهم يخشون ان تنتقل هذه الإنجازات لمجالات عسكرية وسياسية تقليدية قد لا تقل أهمية عن جبهة الوعي وميدان إفشال المخططات ، بمعنى آخر تمكن المقاومة من الإمساك والتحكم بزمام المبادرة العسكرية والسياسية وهو ما بدأت معالمه تلوح في الأفق منذ مبادرة المقاومة للدفاع عن الأقصى والشيخ جراح في مايو 2021 ، حيث تخشى إسرائيل هذه المرة مبادرة فلسطينية عسكرية لتعزيز احتمالات عقد صفقة تبادل أسرى.
هكذا إذًا تتزايد احتمالات تصعيد ومعها ضرورات الاستعداد والجاهزية الفلسطينية وما مناورات “درع القدس” في غزة عن هذا الأمر ببعيد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
بعد زيارة استغرقت 10 أيام.. مسؤول أممي يصف جرائم الاحتلال في غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام وصف دومينيك آلان ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، الوضع في القطاع بأنه جحيم إنساني بعد 6 أشهر ونصف من...
حركة حماس: نزف إلى الخلد شهداء طولكرم ونشد على أيدي المقاومين
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام زفت حركة المقاومة الإسلامية حماس لجماهير شعبنا وأمتنا كوكبة من الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في ساحات التضحية والفداء...
دفاع مدني غزة: تفاقم أزمة غاز الطهي ينذر بأزمة إنسانية وصحية جديدة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر الدفاع المدني في غزة من أنّ استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال غاز الطهي إلى قطاع غزة، وخصوصاً لمدينة غزة...
هنية يصل إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، الجمعة، إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة،...
طرد ابنة إلهان عمر من الجامعة بسبب تضامنها مع غزة
لندن- المركز الفلسطيني للإعلام أوقفت كلية بارنارد في مدينة نيويورك، ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر، إسراء حرسي، مع ثلاث طالبات أخريات، عقب...
الجهاد الإسلامي تدعو للاشتباك مع الاحتلال وإحباط مخططاته وتدين التنسيق الأمني
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت حركة الجهاد الإسلامي "بشدة الصمت العربي والعالمي إزاء الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق أهلنا في الضفة الغربية."...
سيناتور أمريكي: ينبغي ألا نغفل الكارثة غير المسبوقة في غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، الجمعة، مع "سعينا لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل ينبغي ألا نغفل الكارثة غير...