الخميس 28/مارس/2024

منفذ عملية حومش ..الفتى ذو الـ17 ربيعا وجيل المقاومين الجدد

منفذ عملية حومش ..الفتى ذو الـ17 ربيعا وجيل المقاومين الجدد

على الرغم من أنه لم يتجاوز الـ17 ربيعا حمل سلاحه النظيف “الكارلو المصنع” وكمن لمركبة المستوطن الحاقد الذي اعتاد ورفاقه من فتية التلال الاستيطانية على التنكيل بأهالي المنطقة المحيطة بموقع المستوطنة السابقة “حومش”.

شكلت الضربة التي وجهها الفتى غيث أحمد جرادات ضربة أمنية للمستوطنين أخرجتهم عن طورهم، فانفلت عقالهم في مختلف المستوطنات المجاورة، واستنفرت أجهزة أمن الاحتلال ليتبين لاحقا أن المنفذ المباشر في الخلية فتى في الـ17 وبكل هذا الاتقان.

يعرف غيث بأنه فتى صلب وجريء رغم صغر عمره، فيما لم تكن والدته بأقل صلابة منه حين قالت فور اعتقال نجليها: “إذا كان ابنيّ قد نفذا العملية فهذا شرف لي ويجعلني أرفع رأسي”، ولم يكن موقف الوالد والوالدة أقل صلابة خلال اقتحام الاحتلال للمنزل، واعتقالهما وإخبارهما من ضابط الاحتلال بأن غيث هو قاتل المستوطن.

وقالت والدة غيث لمراسلنا: نتوقع إجراءات عنيفة من الاحتلال، نعرف أن منزلنا سوف يهدم، ولكن هذا لا يهم، وبالنسبة لنا لا تهزنا كل تهديدات الاحتلال.

وأضافت: نحن لا ننكسر، منذ الانتفاضة الأولى وأخواني وكل عائلتي معتادون على التناوب على السجون، وتعرضنا لكل شيء من الاحتلال، وأشارت بأنفة كبيرة إلى أنها استودعت الله ابنيها عمر وغيث وشقيقها الشيخ محمد كبير العائلة، والقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الذي اعتقل معهما، ويتهمه الاحتلال بأنه مسئول الخلية، ولا تخشى عليهم فهم رجال.

تغيظ هذه الأنفة الاحتلال كثيرا، فهو يعتمد في استهدافه للفلسطينيين على كي الوعي، ولكن ما يجري هو أن الوعي العميق في المقاومة متجذر، رغم كل ما جرفته السنوات الأخيرة من حالة أمنية معقدة في الضفة الغربية المحتلة.

شهدت الأشهر الأخيرة في السيلة الحارثية حالة من الاحتقان الداخلي، وتنامي عمليات الثأر وانحراف في البوصلة، كانت تمهد لفتنة كبيرة، ولكن كثيرين في السيلة الحارثية قالوا لمراسلنا: إن هذه العملية كانت رسالة لإعادة البوصلة لمسارها الصحيح، ورسالة لكل أجندة الفتن.

يوم واحد بعد الاعتقال والكشف عن خلية “حومش” حتى كان الاحتلال مرة أخرى في السيلة الحارثية، لكن نشوة المقاومة كانت حادّة ومختلفة هذه المرة؛ حيث حولها أهالي السيلة لليلة ساخنة وضارية الاشتباكات مع القوة المقتحمة، في رسالة بأن المقاومة توحدنا.

وعدّ أحد أعضاء غرفة العمليات المشتركة للمقاومة بجنين لمراسلنا: أن عملية “حومش” رسالة واضحة بأن سياسة “جزّ العشب” التي كانت قاسية على الشباب المقاوم خاصة في جنين لم تُجدِ نفعا، فالأرض ولّادة، والشباب متعطش للانخراط في المقاومة.

أعاد الفتى غيث جرادات ببندقيته المصنعة التي أربكت دولة الاحتلال الجدال القديم الحديث في الشارع الفلسطيني عن الفرق بين سلاح وسلاح، وعن الكارلو بيد بطل في مواجهة البنادق الحديثة في يد صناع الفلتان الأمني والفتن، وأنه ورغم كل المؤامرات؛ فإن الحاضنة الحقيقية في الضفة هي فقط للمقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات