منفذ عملية حومش ..الفتى ذو الـ17 ربيعا وجيل المقاومين الجدد
على الرغم من أنه لم يتجاوز الـ17 ربيعا حمل سلاحه النظيف “الكارلو المصنع” وكمن لمركبة المستوطن الحاقد الذي اعتاد ورفاقه من فتية التلال الاستيطانية على التنكيل بأهالي المنطقة المحيطة بموقع المستوطنة السابقة “حومش”.
شكلت الضربة التي وجهها الفتى غيث أحمد جرادات ضربة أمنية للمستوطنين أخرجتهم عن طورهم، فانفلت عقالهم في مختلف المستوطنات المجاورة، واستنفرت أجهزة أمن الاحتلال ليتبين لاحقا أن المنفذ المباشر في الخلية فتى في الـ17 وبكل هذا الاتقان.
يعرف غيث بأنه فتى صلب وجريء رغم صغر عمره، فيما لم تكن والدته بأقل صلابة منه حين قالت فور اعتقال نجليها: “إذا كان ابنيّ قد نفذا العملية فهذا شرف لي ويجعلني أرفع رأسي”، ولم يكن موقف الوالد والوالدة أقل صلابة خلال اقتحام الاحتلال للمنزل، واعتقالهما وإخبارهما من ضابط الاحتلال بأن غيث هو قاتل المستوطن.
وقالت والدة غيث لمراسلنا: نتوقع إجراءات عنيفة من الاحتلال، نعرف أن منزلنا سوف يهدم، ولكن هذا لا يهم، وبالنسبة لنا لا تهزنا كل تهديدات الاحتلال.
وأضافت: نحن لا ننكسر، منذ الانتفاضة الأولى وأخواني وكل عائلتي معتادون على التناوب على السجون، وتعرضنا لكل شيء من الاحتلال، وأشارت بأنفة كبيرة إلى أنها استودعت الله ابنيها عمر وغيث وشقيقها الشيخ محمد كبير العائلة، والقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الذي اعتقل معهما، ويتهمه الاحتلال بأنه مسئول الخلية، ولا تخشى عليهم فهم رجال.
تغيظ هذه الأنفة الاحتلال كثيرا، فهو يعتمد في استهدافه للفلسطينيين على كي الوعي، ولكن ما يجري هو أن الوعي العميق في المقاومة متجذر، رغم كل ما جرفته السنوات الأخيرة من حالة أمنية معقدة في الضفة الغربية المحتلة.
شهدت الأشهر الأخيرة في السيلة الحارثية حالة من الاحتقان الداخلي، وتنامي عمليات الثأر وانحراف في البوصلة، كانت تمهد لفتنة كبيرة، ولكن كثيرين في السيلة الحارثية قالوا لمراسلنا: إن هذه العملية كانت رسالة لإعادة البوصلة لمسارها الصحيح، ورسالة لكل أجندة الفتن.
يوم واحد بعد الاعتقال والكشف عن خلية “حومش” حتى كان الاحتلال مرة أخرى في السيلة الحارثية، لكن نشوة المقاومة كانت حادّة ومختلفة هذه المرة؛ حيث حولها أهالي السيلة لليلة ساخنة وضارية الاشتباكات مع القوة المقتحمة، في رسالة بأن المقاومة توحدنا.
وعدّ أحد أعضاء غرفة العمليات المشتركة للمقاومة بجنين لمراسلنا: أن عملية “حومش” رسالة واضحة بأن سياسة “جزّ العشب” التي كانت قاسية على الشباب المقاوم خاصة في جنين لم تُجدِ نفعا، فالأرض ولّادة، والشباب متعطش للانخراط في المقاومة.
أعاد الفتى غيث جرادات ببندقيته المصنعة التي أربكت دولة الاحتلال الجدال القديم الحديث في الشارع الفلسطيني عن الفرق بين سلاح وسلاح، وعن الكارلو بيد بطل في مواجهة البنادق الحديثة في يد صناع الفلتان الأمني والفتن، وأنه ورغم كل المؤامرات؛ فإن الحاضنة الحقيقية في الضفة هي فقط للمقاومة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: ندعو العالم لتحركٍ عاجلٍ لوقف عمليات القتل الممنهج لأبناء شعبنا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء: إنّ المشاهد التي بثّتها قناة الجزيرة، والتي توثق جريمة جنود...
خطاب الضيف يستنهض الشعوب العربية مجددًا لكسر “الخذلان”.. فهل تستجيب؟
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بعد 173 يومًا من العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، وما قدمه أهلها من عشرات آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن الأمّة ومسرى...
مشاهد مروعة توثق إعدام جنود إسرائيليين لمدنيين فلسطينيين شمال غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أظهرت مشاهد حصرية حصلت عليها الجزيرة إعدام جنود إسرائيليين، مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة لشمال قطاع غزة عبر...
45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 45 ألف مصل فلسطيني، الأربعاء، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود التي تفرضها سلطات...
الإعلام الحكومي بغزة: كابوس المجاعة في الشمال لن يزول إلا بإدخال مساعدات مستدامة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، اليوم الأربعاء إنّ كابوس المجاعة في شمال القطاع سيبقى قائماً،...
استشهاد الشاب وليد الأسطة متأثرا بإصابته بقصف إسرائيلي في جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب فلسطيني، مساء اليوم الأربعاء، متأثرًا بإصابته بقصف إسرائيلي لمخيم جنين للاجئين، غربي مدينة جنين،...
العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن: آن أوان منع “الإبادة” في غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام رحبت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، بتقرير أممي خلص إلى ارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية" في غزة، قائلة إنه "آن...