الأربعاء 24/أبريل/2024

إقالة عباس لقادة أمن جنين.. غضب للشعب أم عقاب له؟

إقالة عباس لقادة أمن جنين..  غضب للشعب أم عقاب له؟

دقائق قليلة بعد مشاهدته مقاطع فيديو وصورًا زوده بها مقرّبوه بدا الغضب الشديد عليه، وأصدر قرارًا بإقالة قادة أجهزة أمن السلطة بجنين شمال الضفة الغربية في موقف غريب لم يحدث من قبل في الضفة الغربية حتى في أوج سنوات الانقسام.

يقول قيادي في حركة فتح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن مقربين في مكتب عباس أبرزوا له فيديوهات تظهر حجم المسيرة التي رافقت تشييع جثمان القيادي في حركة حماس وصفي قبها، ومقاطع لمسلحي كتائب القسام وسرايا القدس وهم يتصدرون التشييع؛ حيث استشاط غضبًا بطريقة غريبة وأطلق ألفاظًا قاسية”.

تمدد المعارضة في جنين

وأضاف المصدر أن  مقربيه أبلغوه أن “حماس” و”الجهاد” ومناهضيه في فتح يتمددون في جنين، وهم من يسيطرون عليها؛ ما جعله يصدر قرارًا بإقالة قادة الوقائي والمخابرات والاستخبارات والأمن الوطني حتى دون الرجوع إلى مسؤوليهم ورئيس الوزراء.

وتقول مصادر لمراسلنا: إن حالة من الإرباك بدت بعد القرار الذي تعمد فيه عباس إهانة قادة الأمن والحكومة من خلال تسريبه لوسائل الإعلام قبل إبلاغهم به، ما جعل مسؤولي الأمن في حالة إحراج مع وسائل الإعلام وأمام عناصرهم لعدم إبلاغهم بالقرار، وعبّر عن ذلك محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب في تصريح صحفي بأنه ليس لديه معلومات عن القرار، في حين تعمّد كثيرون عدم التعليق.

تشكل جنين حالة أمنية مستقرة من ناحية الأوضاع الداخلية، ولكنها متصاعدة في المواجهة مع الاحتلال، فهي من أقل المحافظات من حيث المشاكل العائلية والفلتان مقارنة بما يجرى في الخليل على سبيل المثال، ولكنها تشهد حالة متنامية من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال برزت في الأشهر الأخيرة.

وعلق أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية سعيد أبو معلا على القرار: “الآن عرفنا ما هي الظروف والأسباب التي على أساسها يعاقب مسؤولو الأمن لدينا”.

وبحسب المصادر؛ فإن يومين بعد القرار لم يكن لدى قادة الأمن أي تصور حول ما يجرى وما هو مصيرهم بانتظار تطبيق فعلي للقرار الذي بدأ ترجمته فعليًّا ليل الأربعاء بتعيين العقيد فؤاد بدرة مديرا لاستخبارات جنين بدل العقيد طالب صلاحات، في حين عيِّن العميد محمد الأعرج قائدًا لمنطقة جنين في الأمن الوطني بدلا من العقيد باسم رشيد، ولم يتضح بعد كيف سيكون التغيير في الوقائي والمخابرات.

غضب شعبي

أثار قرار عباس الانتقاد الكبير في الفضاء الأزرق؛ حيث إن رئيسًا لم يستوعب مشهد رايات فصيل يعدّه معارضًا ومشهدًا مسلحًا منضبطًا دون إطلاق نار في تشييعه فأصدر قرارات إقالات بالجملة، في حين يناشد المواطنون والفعاليات تشديدًا أمنيًّا لوقف فلتان العائلات في الخليل دون جدوى ودون أي ردة فعل.

بدورها، علقت القناة الثانية الصهيونية على القرار بتقرير لمراسلها المقرب من قيادة السلطة أوهاد حمو أشار فيه إلى غضب الكيان وأبو مازن من مسيرة تشييع قبها، وقال المراسل: “هذا المشهد ليس في غزة، بل في جنين، وليس في مخيم جنين، بل في قلب جنين التي تقع على مرمى حجر من العفولة”.

وأضاف أن عباس غضب جدا من المشاهد، وأصدر قرارًا بإقالة مسؤولي الأمن بجنين، مشيرًا إلى أن جنين باتت تمثل حالة أمنية مقلقة للسلطة وللاحتلال.

يتساءل كثيرون عما إذا كان رئيس يغضب بهذه الطريقة من مسيرة منضبطة لتشييع قائد وطني كبير، فهل يمكن أن يكون لديه أفق ليستوعب مصالحة وطنية مع الآخرين؟!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات