المقاوم الثائر صدام بني عودة.. المهم أن يبقى الوطن

ليس مهما كيف وأين أموت.. المهم أن يبقى الوطن.. كانت هذه عبارة سابقة للشهيد صدام بني عودة من بلدة طمون قضاء مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، والذي ارتقى شهيدا صباح الثلاثاء ( 16-11-2021) إثر اشتباكات مع قوات الاحتلال في طوباس.

دخلت وحدات خاصة من جيش الاحتلال طوباس، وداهمت منزلا لاعتقال مطلوبين، لكن صدام ورفاقه كانوا لهم بالمرصاد، حيث التحق صدام بالصف الأول للمواجهات وخاض اشتباكا  مع قوات الاحتلال ووحداته الخاصة في محيط المنزل المستهدف.

عزام بني عودة، شقيق الشهيد صدام، يقول لمراسلنا إن الشهداء يعبدون الطريق نحو التحرير، وصدام أحدهم، فهو يعشق فلسطين منذ صغره، وكان دائم التمني للشهادة.

وأضاف عزام أن صدام يعمل مزارعا، وتخرج في كلية الروضة قسم التمريض، ويبلغ 25 عاما، لكنه في المقابل كان مندفعا نحو خطوط المواجهات حبًّا منه للجهاد والشهادة.

ونعى القيادي في حركة حماس الشيخ مصطفى أبو عرة، الشهيد صدام كأحد شباب حماس المقاومين الذين أخذتهم الغيرة للدفاع عن الأرض والعرض والقيام بواجبهم الجهادي في هذا الظرف الصعب.

ويعدّ أبو عرة أن صدام ورفاقه يعملون في اللحظة الصعبة من أجل ألا ينعم الاحتلال بالأمان، ويدفعون ثمنا مؤلما وصعبا من دمائهم وحياتهم من أجل إعادة جذوة الجهاد والمقاومة.

يعد صدام أحد نشطاء حركة حماس في المنطقة، وهو أسير محرر عرف بحبه للمقاومة وانخراطه فيها، ما جعله يتصدر المواجهات غير آبه للموت متمنيا الشهادة.

يقول أحد المقربين من صدام لمراسلنا: إن صدام انخرط في الأشهر الأخيرة التي تلت معركة سيف القدس في المواجهات المتصاعدة مع قوات الاحتلال، حيث كان أحد عناوين المواجهات أينما وقعت في طوباس.

وأضاف: أصبحت طوباس كما جنين مؤخرا عنوانا لعدد من الاشتباكات  والمواجهات العنيفة التي ترافق اقتحامات قوات الاحتلال الليلية للمنطقة، وكان صدام أحد أبطال هذه الاشتباكات.

يعرف صدام بجرأته الكبيرة، وعدا عن تدينه المعروف، وانخراطه في أنشطة وفعاليات حماس، والتي كلفته الملاحقة، فإنه كان مصرا على أن يكون جزءا من تغيير الحالة الراهنة في الضفة الغربية، وأن يسهم في تشكيل الحالة الجديدة التي تكسر وجود احتلال يقتحم ويقتل دون تكلفة، وهي الظاهرة المقلقة للاحتلال.

يشير القيادي في حركة حماس عدنان حمارشة لمراسلنا إلى أن صدام هو أحد مقاومي حماس الذين تطوعوا للدفاع عن أرضهم، وهو من جيل الشبان الذين يرفضون الضيم، حيث ارتقى شهيدا لينضم لقافلة الشهداء الذي ارتقوا في الأشهر الأخيرة في جنين ورام الله ونابلس وغيرها من بؤر مقاومة الاحتلال.