الجمعة 19/أبريل/2024

هدم قبة الصخرة.. تحريض مفضوح يكشف نوايا الاحتلال

هدم قبة الصخرة.. تحريض مفضوح يكشف نوايا الاحتلال

تتسارع حملات التحريض والإرهاب الصهيونية العنصرية ضد المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة تسارعًا غير مسبوق في سياق تصاعد حملات التطبيع العربي الصهيوني؛ تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم.

وكانت آخر حملات التحريض الصهيونية، ما نشره الحاخام الصهيوني المتطرف “يعقوب هيمن” على حسابه على “فيسبوك”؛ حيث وضع صورة له وهو بجانب مسجد قبة الصخرة، مع إعلان عن “حاجته لمهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني لإخراج مبنى القبة من ساحة المسجد الأقصى المبارك”!

هيمن هو رئيس “ائتلاف منظمات الهيكل” المتطرف، قال عبر حسابه أيضاً: “أبحث عن مهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني، وتقديم اقتراح لإزالة ونقل قبة الصخرة إلى الخارج. نرجو أن نحظى قريبًا بافتتاح المعبد” وفق زعمه.


وفي وقتٍ سابق، قدّمت جماعات استيطانية متطرفة مقترحًا لحكومة الاحتلال يهدف إلى تفكيك مسجد “قبة الصخرة” المشرفة، لإقامة “الهيكل” مكانه، في سابقة خطيرة تهدف لتغيير الواقع في المسجد الأقصى.

ويتعرَّض المسجد الأقصى لاقتحامات صهيونية مستمرة من المستوطنين وشرطة الاحتلال، ومحاولات لمنع إعماره، فضلًا عن فرض قيود مشددة على رواده، في حين تسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين اليهود باقتحام “الأقصى” على فترتين؛ صباحية ومسائية تستمر عدة ساعات.

ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح باب المغاربة، ومن خلاله تنفذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال.

تحريض مكشوف
المختص بشؤون القدس والأقصى الدكتور جمال عمرو، أكّد أنّ الحركة الصهيونية باطنية تعتمد مبدأ السرية في قمع الفلسطينيين بصمت، وهو ما ينسحب على معظم أذرع الأمن الصهيونية، التي ترتكب جرائمها في جميع الدول العربية وغيرها، وما خفي أعظم.

ويشير عمرو في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ التحريض مؤخراً بات يأخذ شكل التحريض المكشوف بفضل التطبيع العربي الصهيوني الذي أضحت تهرول إليه الدول العربية مؤخراً، مبيناً أنّ هذا التحريض هو جزء يسير وبسيط جداً مما لم يتكشَف عنه، ويفضح أساليب الاحتلال في التفكير بإزالة المقدسات الإسلامية ومسح الوجود العربي الإسلامي.

ويوضح المختص بشؤون الأقصى، أنّ كلام الصهيوني المتطرف يعقوب ليس مستغرباً، بل يجول في خاطر كل يهودي صهيوني.

ويفسر المقدسي الفلسطيني ما يجري من اقتحامات مستمرة للمسجد الأقصى واعتداءات شبهَ يوميّ، بأنها عمليات مدبرة وتجرى على عين الحكومة والشرطة الصهيونية، مبيناً أنّ الرغبة الصهيونية في المساس بالأقصى حقيقية وواقعية وسرية، وما يبرز منها للعلن شيء بسيط وبسيط جداً.

ويضيف: “الأقصى يتعرض الآن لأبشع صور التنكيل، وما حلّ بالحرم الإبراهيمي سيحل بالمسجد الأقصى، وهو ما تخطط له 28 منظمة صهيونية داعشية مدعومة من سادات الإجرام في العالم وهي فرنسا”.

ويبين الخبير المقدسي أنّ ما سنراه قريباً لن يكون مستغرباً في هذا تصاعد التحريض، متوقعاً أن يكشَف قريباً عن سلسلة من الأنفاق تحت قبة الصخرة وتحت بيوت المواطنين المجاورين للمسجد الأقصى.

ضوء أخضر
ووصف عمرو ما يجرى من هرولة عربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني بضوء أخضر للكيان والمجرمين الصهاينة للتمادي في تهويد المسجد الأقصى وهدم قبة الصخرة.

ويقول: “الصهاينة شعروا مؤخراً بنشوة غير مسبوقة نتيجة لموجة التطبيع غير المسبوقة، حيث وصف الصهاينة الموجة فوق طاقتهم”.

وتقوم نظرية التطبيع المطروحة منذ أكثر من عقدين من الزمن، والتي تبنت طرحها من جديد الإدارة الأميركية، على إضعاف الموقف العربي برمته وإضعاف الطرف الفلسطيني وتجريده من أي أوراق ضغط يمتلكها إذا ما عاد إلى طاولة مفاوضات ليطالب بحقه في تحرير أرضه وتقرير مصيره وإنقاذ مقدساته وتاريخ أجداده في القدس التي تتعرض لهجمات الاستيطان وخطط التهويد، تلك التي لا تقف عند حد.

قبة الصخرة
وتعد قبة الصخرة أحد أهم المعالم المعمارية الإسلامية في مدينة القدس وفلسطين والعالم الإسلامي، وأقدم بناء أقيم في العهد الإسلامي بقي محافظًا على شكله الهندسي الأصلي وعناصره المعمارية والزخرفية في الأغلب دون تغيير.

ويقصد بقبة صّخرة ذلك البناء الذي يغطيه قبة ذهبية اللون، وتمّ تسميتها بقبة الصّخرة نسبة إلى الصّخرة التي تحتضنها والتي عرج منها النّبي عليه الصّلاة والسّلام، حيث يرجع تاريخ بناء هذه القبة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 66 هجرياً واستمر بناؤها سبع سنوات أي تمّ الانتهاء من بنائها في عام 72هجرياً.

وترتفع نحو 15 متر عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و18 مترًا، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرية بقطر حوالي 20 مترًا، مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها 35 مترًا، يعلوها هلال بارتفاع 5 أمتار.

وتمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية لما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مرّ فتراتها المتتابعة، والتي جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا، لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية.

تحذير حقوقي
وحذّر مركز حقوقي فلسطيني من خطورة دعوة الحاخام اليهودي “يعقوب هيمن”، والتي هدد خلالها بهدم مسجد قبة الصخرة، الموجود داخل المسجد الأقصى.

وقال مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق بغزة: إن تغريدة هذا الحاخام على موقع “فيسبوك”، التي نشر من خلالها صورة لقبة الصخرة مع إعلان الحاجة لمهندس مختص في هدم المباني والمنشآت، مع مقترح لكيفية إزالتها ونقلها خارج المسجد الأقصى، تمثل “دعوة واضحة منه للاعتداء على معلم من معالم التراث العالمي”.

وأشار المركز إلى أن تصريح الحاخام يأتي تأكيدا على “منهجية التحريض التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية”.

واستنكر المركز ردة فعل إدارة موقع “فيسبوك” والتي لم تتعامل مع المنشور الذي يدعو إلى العنصرية، ويخالف معايير النشر، كما يتم التعامل مع المنشورات التي ينشرها الفلسطينيون والتي توضح انتهاكات وعنصرية الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وتساءل المركز الحقوقي: لو كانت هناك دعوة مماثلة من أي فلسطيني، هل إدارة “فيسبوك” ستسمح بنشره وعدم محاربة المحتوى؟!

وأكد أن مثل هذه الدعوة التي وصفها بـ”العنصرية” والتي تدعو إلى التحريض، تخالف نص المادة “53” من بروتوكول اتفاقية جنيف الأول لسنة 1977، والتي حظرت الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة، التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب، وأكدت ضرورة حماية الأعيان الثقافية وأماكن العبادة.

وقال أيضا: إن الدعوة تمثل انتهاكا لاتفاقية لاهاي المتعلقة بحماية الأعيان الثقافية في حال النزاع المسلح المعقودة بتاريخ 14 آيار/مايو 1954، وأحكام المواثيق الدولية الأخرى الخاصة بالموضوع، وقرارات منظمة اليونسكو والتي عدّت القدس المحتلة من الأماكن التراثية التي تتعرض للخطر، ودعت الاحتلال للتوقف عن ممارساته العنصرية في المدينة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات