الخميس 28/مارس/2024

الشيخ جراح.. مراوغة قانونية يسعى الاحتلال لتحقيقها

الشيخ جراح.. مراوغة قانونية يسعى الاحتلال لتحقيقها

في الذكرى الرابعة بعد المائة لوعد بلفور المشؤوم، لا تزال محاولات المراوغة والتضليل التي تنتهجها سلطات الاحتلال ومحاكمه المضللة مستمرة في قضية حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، سعيًا منها للسيطرة على الحي والأحياء المجاورة للمسجد الأقصى المبارك.  

تلك المساعي التي يحاول الاحتلال فرضها بطرق قانونية بعدما فشل عسكريًّا في تحقيقها، بمحاولة فرض صفة “المستأجرين” لأرض الحي على الأهالي، وسلب صفة الملكية عنهم.  

توقيع “التسوية”

ومع ظهور أنباء إعلامية مقدسية عن محاولة الالتفاف على أهالي الحي من خلال جهات فلسطينية يسعى الاحتلال لكسب موقفها لصالح المستوطنين، والتوقيع على التسوية التي ستعمل مع مرور الزمن لتهجير سكان الحي.

وقال الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص: “الخبر حول توقيع 7 عائلات على قبول التسوية التي تطرحها محكمة الاحتلال في الشيخ جراح صحيح ومؤكد، وقد وقعت العائلات الأوراق وأودعتها لدى المحامي سامي ارشيد يوم الأربعاء 27-10”.

وأضاف ابحيص في حديث له، تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لذلك اتصلت مؤسسة القدس الدولية بالمحامي ليلة أمس في محاولة لثنيه عن المضي بهذا الخيار الكارثي؛ إذ كان يفترض أن يسلم هذه الأوراق للمحكمة صباح اليوم مع نهاية المهلة الممنوحة للرد على التسوية”.  

وأوضح أن أكثر من 20 لقاء عقدتها القوى الوطنية والهيئة الإسلامية العليا مع أهل الحي لتوضيح الإجماع الوطني على رفض التسوية؛ لكن العائلات الأربع التي قدمت التسوية باسمها لم توضح موقفها علناً حتى الآن، وآثرت أن تبقي جوابها طي الكتمان.  

وبين أن العائلات المعنية بالتسوية أساسا هي الجاعوني واسكافي والكرد والقاسم، وهناك 3 عائلات أخرى يحاول المحامي إلحاقها بالتسوية، وأي نفي يصدر عن غيرها الآن لا يعني عدم حصول التسوية.  

وتساءل: “إذا كانت التسوية مرفوضة فلماذا يبقى الموقف سريًّا حتى اليوم الأخير من مهلة الرد؟!”.

وقال في رسالة لأهالي الحي: “شعبكم وأمتكم وقفوا إلى جانبكم وسيقفون؛ فلا تلقوا أوراق قوتكم ولا تركنوا لمحاكم الاحتلال”.  

رفض فلسطيني 

من جهته، دعا خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري عائلات الشيخ جراح إلى رفض التسوية التي تطرحها سلطات الاحتلال بالمطلق، كونها تسليم البلاد للاحتلال.  

وشدد الشيخ عكرمة صبري على أن الموقف الرافض للتسوية هو الموقف والواجب الوطني والشرعي، موجهًا رسالته لعائلات الشيخ جراح: “لأن موقفكم أقوى، لأن العالم يعلم بقصة الشيخ جراح”.  

وقال صبري إن خطورة هذه التسوية بتملُّك الاحتلال لأراضي الشيخ جراح؛ ستمكنه من محاصرة المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشمالية، ويسعى لمحاصرته من الجهة الجنوبية كحي سلوان.

وأضاف إن أي خطوة يقوم بها الاحتلال تصب في تهويد المدينة لتكون عاصمة لليهود في العالم وليس عاصمة لـ”إسرائيل”، الأمر الذي لن يتحقق بإذن الله.

وظهر اليوم، تراجعت وزارة شؤون القدس عن بيانها الأول الذي قالت فيه: “موقف الوزارة كان وما زال بأنها تثق ثقة تامة بالأهالي وبطاقم المحامين الأكفاء المدافع عنهم، في موقف رمادي لها”.

وفي بيانها الجديد المتوافق مع موقف القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس، أكدت أن قضية الشيخ جراح قضية سياسية بحتة، وأن القرار الرسمي السيادي الفلسطيني هو برفض التسوية التي قدمتها محكمة الاحتلال.

وشددت على أن محاكم الاحتلال ليست سوى أداة في خدمة المؤسسة الحكومية الإسرائيلية لتنفيذ مخططاتها في دولة فلسطين عامة، ومدينة القدس المحتلة خاصة.

وشددّت الوزارة في بيان لها، على أنها كانت وما تزال وستبقى مع أهالي الشيخ جراح، شأنهم شأن جميع أبناء شعبنا في المدينة المحتلة، وذلك في ضوء ما يتعرضون له من انتهاكات خطيرة، آخرها الإخطار بالاستيلاء على قطعة أرض ممتدة على مساحة 4700 متر مربع في الحي، من أجل إقامة حديقة عامة.

دعم المقاومة

وكان خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج قد كشف مساء أمس، في رسالة طمأنة لأهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وإنذارٍ جديد للاحتلال الإسرائيلي، أن رئيس الحركة إسماعيل هنية تواصل مع عوائل أهلنا في حي الشيخ جراح ورفع معنوياتهم، ومعنوياتهم مرتفعة، وأعطاهم ضمانة المقاومة.

وقال مشعل: “ما جرى في 28 رمضان الماضي يتكرر، وسيتكرر، حتى وإن عبث العابثون من الصهاينة وظنوا أنهم يستطيعون إلغاء الأثر الذي أحدثته معركة “سيف القدس”.  

بدورها، أكدت مؤسسة القدس الدولية على أن الموافقة على قرار التسوية الذي تطرحه محكمة الاحــتلال على عائلات حي الشيخ جراح هو خروج عن الإجماع الوطني والقومي والإسلامي، وشق للصف لا نرجوه للمحامين ولا لأهل الحي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات