الجمعة 19/أبريل/2024

تقدير استراتيجي يعرض المسارات المحتملة للوضع الداخلي الفلسطيني

تقدير استراتيجي يعرض المسارات المحتملة للوضع الداخلي الفلسطيني

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقديره الاستراتيجي 127، الذي بحث السيناريوهات المحتملة للوضع الداخلي الفلسطيني في أعقاب تطورين مهمين عاشتهما الساحة الفلسطينية خلال الأشهر الماضية، أولاهما تعطيل السلطة الفلسطينية لمسار الانتخابات والمصالحة، وهو ما أفقدها ما تبقى لها من ثقة ومصداقية؛ وثانيهما معركة سيف القدس، وما رافقها من تفاعل شعبي، ومن تصدّر المقاومة للمشهد الفلسطيني.

وتراوحت السيناريوهات المحتملة بعد مرور نحو خمسة أشهر على المعركة، بين استمرار حالة الانقسام وعدم تغيُّر الأوضاع السياسية؛ وبين إنهاء الانقسام وإنجاز اتفاق مصالحة وتوافق وطني جديد، وبين نجاح التوجه الإقليمي والدولي في إعادة تأهيل السلطة وتعزيز مكانتها؛ وبالتالي إضعاف قوى المقاومة؛ وبين نجاح قوى المقاومة في تشكيل اصطفاف وطني واسع يفرض نفسه على الساحة الفلسطينية؛ وبين تدهور السلطة الفلسطينية شعبيًّا ومؤسساتيًّا تدريجيًّا، تفقدها زمام السيطرة على الأرض وعلى الوضع السياسي.

وفي المدى القريب، يظهر أن سيناريو استمرار حالة الانقسام وعدم تغير الأوضاع السياسية هو الأرجح؛ حيث إن حركة فتح غير جاهزة للتقدم في مسار المصالحة، ولا يوجد خطوات فعلية لترميم وضعها وتجاوز أزمتها الداخلية، وبموازاة ذلك يستمر ضعف دور الشتات الفلسطيني وعدم حضوره بصورة مؤثرة في المشهد الفلسطيني، ولم تتمكن قوى المقاومة حتى اللحظة من حيازة أوراق ضغط حقيقية قادرة على الدفع باتجاه تغيير الوضع القائم عبر المصالحة أو عبر مسارات أخرى. بموازاة ذلك، لا يوجد تغيير جوهري في الموقف الإقليمي والدولي يساعد على الخروج من المأزق القائم.

غير أن التقدير عدّ أن لدى قوى المقاومة فرصة معقولة ولو على المدى المتوسط لبناء اصطفاف وطني واسع يملك قدرات أعلى في السعي لفرض الإرادة الشعبية الفلسطينية؛ وإنهاء حالة الاستئثار بالسلطة لدى طرف معيَّن.

وقد أوصى التقدير بالسعي لبناء اصطفاف وطني لقوى المقاومة والمعارضة لمسار التسوية السلمية، ووضع تصور عملي وخريطة طريق لإنجاز هذا الاصطفاف، على أساس الثوابت والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، واستثمار حالة الانسجام القائمة حاليًّا في مجال المواجهة الميدانية مع الاحتلال.

كما أوصى ببلورة رؤية وطنية توافقية طموحة وواقعية، لإدارة المرحلة القادمة وتوزيع الأدوار وتهديف الأداء في الضفة والقطاع وأراضي الـ48 والشتات بما يتناسب مع معطيات كل واحدة من تلك الساحات، وعلى قاعدة التكامل.

ودعا إلى السعي لتشكيل قيادة انتقالية أو تفعيل الإطار القيادي الموحد، بما يوفر ظروف استعادة الثقة والمصداقية والجدية لمسار المصالحة الفلسطينية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بالإضافة إلى التحرك عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، لتوسيع دائرة الدعم والإسناد لمشروع المقاومة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات