الإثنين 14/أكتوبر/2024

اشتباكات الضفة.. خيار المواجهة قائم رغم كل العقبات

اشتباكات الضفة.. خيار المواجهة قائم رغم كل العقبات

لم تكن حادثة استشهاد خمسة فلسطينيين في مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال الصهيونية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بالحادثة الغريبة أو الجديدة، لكنها من المرات النادرة القريبة التي تحدث فيها اشتباكات بهذا الشكل ويرتقي فيها شهداء، ما يؤكّد أنّ خيار المواجهة والمقاومة المسلحة يشتد عوده في الضفة الغربية أكثر من ذي قبل.

وقد أبدى الاحتلال الصهيوني عبر وسائله الإعلامية وأذرعه الأمنية والاستخبارية قلقه المتصاعد من عمليات المواجهة في الضفة الغربية، والتي كان آخرَها مواجهتا القدس وجنين، ما يؤكّد أنّ الاحتلال يواجه مجموعات تتجدد وتتصدى لحظياً لكل عملية اقتحام صهيونية لمدن الضفة المحتلة وقراها.

أجواء مقاومة تتطور
المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني صلاح الدين العواودة، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ ارتقاء خمسة شهداء في عمليات تصدٍّ ومواجهة حقيقية متفرقة بالضفة، يؤكّد أنّ هناك أجواء مقاومة جديدة تتطور على الأرض رغم صعوبة الأوضاع الأمنية.

وأضاف: “الوصول إلى مرحلة خلايا منظمة ومسلحة هي مرحلة متقدمة مع وجود القبضة الأمنية المشددة للاحتلال والأجهزة الأمنية المتعاونة معها”.

وأوضح أنّ إعلان السلطة إفلاسها السياسي في خطاب رئيس السلطة أمام الأمم المتحدة، فإنّ حالة الصدام مع الاحتلال تبدو أكثر واقعية من ذي قبل، مضيفاً: “وفي إطار تصريحات قادة الاحتلال المتنكرة لقيادة السلطة ودورها في خدمة أمن الاحتلال، يبدو أن الاحتلال نفسه سيقوم بممارسات ضد الفلسطينيين تقضم من وجود السلطة وشرعيتها، وهذا يخدم خيار المقاومة على المدى المتوسط والبعيد”.

وبيّن العواودة أنّه منذ مدّة ليست قصيرة يتحدث الاحتلال عن مجموعات مسلحة في الضفة الغربية قد يضطر إلى شن عملية واسعة لاستئصالها، ويبدو أنه لا يحتاج لعملية واسعة، وإنما لعمليات جراحية موضعية، مبيناً أنّ السلطة الفلسطينية تلعب دورا محورياً في نجاح الاحتلال حيث تتكفل هي بالتخدير ومنع أي ردة فعل على اعتداءاته.

تحدٍّ حقيقيّ

الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية رامي أبو زبيدة، أشار إلى أنّ ارتقاء خمسة شهداء قرب قرية برقين شمال غرب جنين، وفي منطقة بدّو شمال غرب القدس، وإصابة ضابط وجندي “بجيش العدو الإسرائيلي” بجروح خطرة الليلة الماضية خلال الاشتباكات، يؤكد أن خيار مواجهة الاحتلال والتصدي له ومقاومته بكل الوسائل هو الأقدر على إرباك الاحتلال وإجباره على وقف جرائمه، وما يحدث بالضفة الغربية يتطلب من السلطة إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال، ووقف اللقاءات التطبيعية معه؛ لأن وجود التنسيق الأمني مع الاحتلال هو وصمة عار.

وأوضح أبو زبيدة في مقالةٍ له، أنّ قوات الاحتلال باتت تواجه تحديا حقيقيا في العديد من المناطق وتحديدًا مدينة جِنين ومخيمها.

وقال: “هذه القوات حين تقتحم جنين وبعض المناطق، تُواجه مقاومين يطلقون الذخيرة الحية باتجاهها، وتندلع اشتباكات مسلحة”.

وبحسب إحصائيات فلسطينية، استشهد منذ مطلع العام الجاري (11) من شباب جنين ومقاوميها، برصاص جيش الاحتلال، ويؤكّد المحلل العسكري أنّ المقاومة المسلحة في جنين ومخيمها تشهد تصاعدا مع كل اقتحام للاحتلال، وهو ما بدا واضحا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

مقاومة اعتيادية

وكان المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” (طال ليف رام) إلى أن اشتباكات مسلحة كهذه “تحولت إلى أمر اعتيادي، لا يوجد نقص في السلاح في المخيم، ويوجد فيه مئات المسلحين المنظمين”.

وبين أبو زبيدة أنّ الأحداث الجارية في الضفة تشير إلى حقيقة مهمة، وهي أن أي مـقاومة وثورة في التاريخ الحديث والقديم، لم تشهد خطًّا بيانيًّا مستقيمًا للعمليات المسلحة والفعل المـقاوم، فهذا مستحيل تمامًا، بل كانت القاعدة هي اختلاف اتجاهات الخط البياني؛ فتارة يرتفع، وتارة ينخفض تبعًا للظروف الموضوعية.

ويعتقد محلل الشؤون العسكرية أنّ الضفة هي الذخر الإستراتيجي للمـقاومة، وقوتها وتطورها يخدم مشروع المـقاومة والتحرير، ويقرّب من زوال الاحتلال، وقال: “عندما تكون المقاومة الفلسطينية في الضفة بخير لن تنعم أي مدينة وأي شارع في العمق الصهيوني بالأمن، وعندما تكون المقاومة بالضفة بخير، لن يتجرأ المستوطنون على السير والعربدة في شوارعها، ولن تتمدد المستوطنات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

القسام يعرض مشاهد لكمين جديد شرق جباليا

القسام يعرض مشاهد لكمين جديد شرق جباليا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الإثنين، مشاهد من إيقاع سرية مشاة ميكانيكي مؤللة بكمين محكم شرق...