الخميس 28/مارس/2024

قصي صلاح.. ريشة مبدعة ولدت من رحم الحصار

قصي صلاح..  ريشة مبدعة ولدت من رحم الحصار

من رحم الحرب والدمار والحصار يخرج المبدعون.  قصيّ شابٌّ فلسطينيّ موهوب من محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة استخدم موهبته في الرسم لتكون مساحة حرة يعبر فيها عن مكنونه ومشاعره المختلفة.

قصي صلاح ابن الـ17 عاما، طالب في المرحلة الثانوية، أحب الرسم ليشكل ريشة مبدعة، وُلدت وتحتاج إلى رعاية واهتمام.

فمنذ نعومة أظفاره اتخذ من الرسم رفيقاً يُلازِمُه، ومساحة حرة يعبر فيها عن مكنوناته ومشاعره المختلفة.

رسومات عابرة
بدأت القصة كما يروي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، عندما كان طِفلاً؛ فدائماً ما كان يرى أمه تحاولُ الخروج من ضغوطاتِ الحياة وهي ترسُمَ بعض الرسوماتِ البسيطة، وتارةً بعض الخطوط التي لا مَعنى لها.

حاول جاهداً أن يقلد والدته، فكان يمسك بورقةٍ وقلم، ويبدأ برسم شخصياتِ الكرتون التي أُحبها، وفي بعضِ الأوقات كان يرسم الأشخاص من حوله.

يقول الشاب الذي يقطن في شقة سكنية متواضعة بمدينة حمد السكنية في خانيونس جنوب قطاع غزة: “كانت مُجرّد رسومات عابرة، لطفلٍ صغير، أحَبَّ الرسم واتَّخذ منهُ رفيقاً يشاركه جل لحظاته”.

ويضيف صلاح: “كبرتُ، وكبرت معي طموحاتي، بدأتُ أعتني بموهبتي أكثر فأكثر، طوَّرتُ من ذاتي، حاولتُ قَدرَ المُستطاع أن أحصل على دوراتٍ مجانيّة، أستطيع من خلالها إتقان الرسم أكثر؛ بسبب سوء الوضع الاقتصادي لعائلتي، كُنَّا بالكاد ما نجدُ قوتَ يومِنا، ولكن لم أستسلم لذلك، ولم أتوقف عن ممارسة هوايتي التي أعشقها”.



يتابع: “كنتُ أبحث عن ملجأٍ لي وسطَ هذه المعاناة، فذهبتُ لمؤسسة تعنى بالمواهب بعد حرب عام 2012 على قطاعِ غزة، وشاركتُ في بعض نشاطاتها التي نفّذتها من أجل التفريغ عن نفسيةِ الأطفال بعدَ ما عايشناه من ترويع وهلع يصعب وصفه أو تجاوزه”.

ويضيف: “كنتُ أسارع إلى أوراقي وألواني لأختلي بها وأرسم هروباً من الواقع المرير، مستثمراً كل لحظة قبل عودتي للبيت، حيث هناك لا أوراق ولا ألوان ولا ريشة، ليشتعل شغف اللقاء بهم إلى اليوم التالي، ويتجدد اللقاء وتنطلق الخطوط على اللوحات لتروي ظمئي، فيشرق الأمل بداخلي من جديد”.

حصاد الإبداع
ويلفت أنه ومنذُ نعومةِ أظفاره، أحبّ دائماً أن يشارك في المسابقاتِ الفنيّة على مستوى مدرسته بدايةً، مستطردا: “عندما كنتُ طالباً في إحدى مدارس وكالة الغوث، حصدتُ المركز الأول على مستوى المدرسة في مسابقةِ أجمل لوحة للاجئين الفلسطينيين”.



يضيف: “كذلك حصدتُ المركز الأول في مسابقةٍ أعدتها مؤسسة تامر، وكذلك المركز الأول في مسابقةٍ لليونيسيف وأنا في الصف الثامن، وختاماً على مستوى مديريةِ التربيةِ والتعليم بخان يونس، فقد حصدتُ المركز الثاني في مسابقةٍ أقامها قسم الأنشطة الطلابية بالمديرية”.

تفوق دراسي
ويؤكد أنّ موهبته لم تَكُن عائقاً أمام دراسته كما يَظُن البَعض، مضيفا: “أنا وبفضلٍ من الله، ومتابعةٍ واهتمامٍ من عائلتي ومُعلِّميَّ، متفوقٌ في دراستي بل والأوّل على مستوى مرحلتي الدراسية، فالعلم والدراسة لطالما كانا محفّزاً لي، حتّى أُبدع وأرتقي بموهبتي هذهِ”.

يقول: “الشخصيات في رسوماتي واقعية، وفي المستقبل سوف أرسم من خيالي مع الممارسة طبعا”.

ويلفت إلى أنه استخدم في بداية رسوماته قلم الرصاص ومن ثم الفحم، مشيرا إلى أنه يرسم بالألوان المائية، والأكريليك، إلا أن تركيزه منصب حاليا على الرصاص وألوان الخشب.

ولم يتوفر لقصي مرسم خاص يستطيع إنجاز رسوماته فيه، إلا أن له زاوية في المنزل مخصصة لرسوماته وموهبته.

حلم وطموح
ويتمنى أن يكون هناك من يرعى موهبته ويطورها، خاصة أن موهبة الرسم بحاجة لتنمية قدرات ومتابعة كل ما هو جديد في عالم الرسم.

ويطمح قصي أن يكون طبيبا من الناحية العلمية، وأن يسافر العالم كله ليعرض لوحاته في المعارض العالمية؛ من أجل أن يحقق شغفه وطموحه، ويضع لمسته الخاصة في عالم الفن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات