السبت 02/نوفمبر/2024

السلطة تقمع وتنكل.. اعتصام متواصل ودعوات لمسيرة برام الله

السلطة تقمع وتنكل.. اعتصام متواصل ودعوات لمسيرة برام الله

يواصل أهالي المعتقلين السياسيين الاعتصام أمام مركز للشرطة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة؛ للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم، وسط دعوات لمسيرة رافضة للقمع الذي تمارسه السلطة.

وباتت نساء وأطفال ونشطاء الليلة الماضية أمام مقر شرطة البالوع، للمطالبة بالإفراج عن الأسرى المحررين والنشطاء والأكاديميين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية أمس على خلفية محاولة تنظيم فعالية منددة باغتيال المعارض السياسي نزار بنات.

وفي ظل حالة القمع المتواصلة التي تمارسها أجهزة أمن السلطة، دعت الحراكات في الضفة للمشاركة في المسيرة الحاشدة اليوم الساعة السابعة مساء على دوار المنارة رفضًا لاعتقالات أجهزة السلطة للناشطين والأسرى المحررين.

واعتقلت الأجهزة الأمنية 21 ناشطًا منهم سيدتان، خلال محاولات تنظيم الفعالية، كما اعتدت العناصر الأمنية على عدد منهم، وضربتهم، وسحلتهم في الشوارع.

وقال بسام ذياب أحد أقارب المعتقل السياسي ماهر الأخرس إن: “الأجهزة الأمنية ترفض زيارة الأهالي والمحامين للمعتقلين حتى الآن، دون معرفة الوضع الصحي لهم، وتحديدًا الأسير المُحرر ماهر الأخرس كونه يعاني من عدة أمراض، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح ونقله للمستشفى”.

وأضاف ذياب أن الأهالي باتوا في العراء أمام مركز الشرطة للمطالبة بالإفراج عنهم، دون السماح برؤيتهم.

ودعا المؤسسات الحقوقية إلى التدخل العاجل للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، والذين اعتقلوا دون ارتكاب أية مخالفة.

بدورها، دعت الحراكات بالضفة اليوم إلى الخروج بتظاهرة مطالبة بالإفراج عن المعتقلين، والتجمع على دوار المنارة الساعة السابعة من مساء اليوم.

ومنعت الأجهزة الأمنية، مساء السبت، تنظيم تظاهرة منددة باغتيال المعارض السياسي نزار بنات، وسط مدينة رام الله.

وأعلنت مجموعة “محامون من أجل العدالة” اعتقال أجهزة الأمن عددًا من النشطاء على دوار المنارة عرف منهم: الأسير المحرر ماهر الأخرس والبروفيسور عماد البرغوثي، وجهاد عبدو، ويوسف الشرقاوي، وإبراهيم أبو حجلة، وحمزة زبيدات، ومعين البرغوثي، وعمر عساف، وعبادة القواسمي، وموسى أبو شرار، وسالم قطش.

وأعلنت المجموعة عن نقل ماهر الأخرس لقسم الطوارئ بمستشفى رام الله بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح، فيما أعربت زوجة الأخرس عن تخوفها من أن يكون زوجها الأسير المحرر هو التالي بعد نزار بنات في ظل تهديدات تلقاها منذ اغتيال بنات.

وفي الأثناء، حملت الحراكات والكتل المرشحة لانتخابات المجلس التشريعي مساء السبت، رئيس السلطة ورئيس الحكومة، المسؤولية عن حياة المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم على يد الأجهزة الأمنية عصر اليوم بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

واعتقلت الأجهزة الأمنية ستة عشر ناشطًا منهم أسرى محررون وأكاديميون، خلال محاولاتهم تنظيم وقفة داعية لمحاسبة قتلة المعارض السياسي نزار بنات، حيث أقدمت العناصر الأمنية بالاعتداء على بعضهم وضربهم، ومنعتهم من تنظيم الفعالية.

وقال منسق حراك طفح الكيل زياد عمرو خلال مؤتمر صحفي عقد برام الله إن: “الأجهزة الأمنية والأفراد الملثمين والضباط، اعتقلوا المشاركين في التجمع السلمي القانوني وبلغ عددهم 16 مشاركا، منهم أسرى محررون ومرضى ونشطاء سياسيون”.

وحمل عمرو، محمود عباس ومحمد اشتيه المسؤولية المباشرة عن حياة المعتقلين، مطالبا بالإفراج عنهم.

وقال: “ما جرى انتهاك صارخ للحقوق والقوانين والمواثيق الوطنية والدولية، واعتداء وتكريس لفكر دكتاتوري ومضاد للديمقراطية والحريات، ويسيء للمجتمع الفلسطيني ويؤدي للعنف وقهر الناس، ويقود المجتمع نحو العنف عوضا عن الديمقراطية”.

وأضاف؛ “السلطة أمام استحقاق شديد الإلحاح لإجراء الانتخابات فورا، وعلى الرئاسة والحكومة أن تشكل قيادة لثلاثة أشهر لإجراء الانتخابات والحفاظ على حياة الناس”.

ودعا عمرو إلى مكافحة الفساد والتعيينات الفاسدة التي تقوم على أساس حزبي أو شخصي أو عائلي، أو أي شكل من أشكال الواسطة والمحسوبية.

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إن: “الأجهزة الأمنية غير مؤتمنة على صحة المعتقلين السياسيين”.

وأكد أن اعتقال السلطة للمطالبين بمحاسبة قتلة بنات، هو مزيد من الظلم والعدوان، وأن صوت الشعب لن يسكت على محاسبة المتورطين بالجريمة النكراء.

وطالب عدنان السلطة بالإفراج عن المعتقلين، قائلاً :”هذا يوم أسود في تاريخ الحريات وسجل الحريات الفلسطينية، ويجب إغلاق ملف الاعتقال السياسي، ونخاطب أبو مازن بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين”.

بدورها، قالت زوجة المعتقل والأسير المحرر ماهر الأخرس إن: “الأجهزة الأمنية تقصد زوجي وهددته عدة مرات، وقالوا له سوف نقتلك، وستكون أنت التالي بعد نزار بنات”.

وأكدت على تخوف العائلة حيال ما يتعرض له زوجها من تهديدات.

ولفتت إلى اعتقاله دون مذكرة اعتقال، وتم سحله وضربه وهو ينزف من رأسه، مشيرة إلى توجه العائلة لمستشفى رام الله حيث تم نقله إلى جهة مجهولة.

وقالت الأخرس: “لا نأمن عليه منهم، ولا نريد أن يكون مصيره كمصير نزار، ونحمل أبو مازن والسلطة والأجهزة الأمنية المسؤولية عن حياة زوجي، ونريده حرًا”.

واغتالت أجهزة السلطة المعارض السياسي نزار بنات في 24 يونيو الماضي، بعد اقتحام المنزل الذي كان يتواجد به، وبادرت القوة الأمنية الشهيد بنات بالضرب المبرح بأدوات خشنة، على مدار أكثر من ساعة، قبل أن ينقل جثة هامدة إلى إحدى مستشفيات المدينة.

ونزار بنات، مرشح للانتخابات التشريعية عن قائمة الكرامة، ومعارض سياسي للسلطة، ومهتم بحقوق الإنسان والديمقراطية، نشط ضد مشروع التسوية واتفاقية أوسلو، وهو من أهم النشطاء البارزين المعارضين للسلطة الفلسطينية في الضفة.

وكان نزار ناقدا للفساد ولتقييد الحريات في الضفة، وتحدث في آخر ما نشره عن مخاطر صفقة اللقاحات الفاسدة التي حاولت السلطة تمريرها على الشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات