الخميس 18/أبريل/2024

على أعتاب عام جديد.. تكاليف الدراسة تؤرق الفلسطينيين شمال سوريا

على أعتاب عام جديد.. تكاليف الدراسة تؤرق الفلسطينيين شمال سوريا

يحرص اللاجئون الفلسطينيون في مدن وبلدات محافظة إدلب (شمال سوريا) على تسجيل أبنائهم في مدارس خاصة، مع اقتراب بدء العام الدراسي، وإعلان المدارس والجامعات عن مواعيد التسجيل للسنة الدراسية الجديدة.

ويتجنب اللاجئون الفلسطينيون في الشمال السوري، تسجيل أبنائهم في المدارس العمومية، بسبب عدم توفر هذه المدارس بالقرب من مساكنهم، وتدني مستوى التعليم فيها، بحسب ما نقلته قدس برس.

غير أن بعض اللاجئين، يضطر إلى القبول بالمدارس العامة، خاصة في المراحل التعليمية التي تسبق الشهادتين الإعدادية والثانوية، لعدم القدرة على تأمين الأقساط المدرسية، والتي تعتمد نظام الفصول الثلاثة للعام الدراسي.

ويوضح اللاجئ الفلسطيني “أبو نزار” أن أقساط الفصول الدراسية زادت خمسة دولارات عن السنة الماضية، لتصبح 30 دولارا للفصل الدراسي الواحد، ليصل تكلفة الرسوم الدراسية إلى 90 دولارا للطالب في المرحلة الابتدائية.

ويشير “أبو نزار” في حديثه إلى “قدس برس”، إلى أنه أب لسبعة أبناء، منهم أربع بنات في المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى ولده نزار الذي نجح في الشهادة الإعدادية هذا العام، مشيرًا إلى قراره بعدم إلحاق ابنه بالمدرسة لهذا العام.

ويبرر “أبو نزار” قراره، بأن “قسط الفصل الدراسي الواحد في المرحلة الثانوية، يصل إلى 60 دولارا، أي 180 دولار للسنة، وهو ما لا يستطيع “أبو نزار” تحمل أعبائه، بالإضافة إلى تكلفة أربع طالبات في المرحلة الابتدائية.

وبينما يجلس رفاق نزار على مقاعد الدراسة هذا العام، سيعمل هو في إحدى محطات الوقود؛ لمساعدة والده في تسديد أقساط المدرسة لشقيقاته الأربع، على أمل العودة إلى مقاعد الدراسة في العام المقبل.

خيارات صعبة

بدوره، قال اللاجئ الفلسطيني أبو رياض: إن “عليه تأمين مبلغ 500 دولار تقريبا؛ لتسديد أقساط الجامعات التي يدرس فيها ولداه رياض ورامي، مشيرًا إلى أنه لا يملك من المبلغ شيئًا، مع بقاء أسبوعين على فتح باب التسجيل الجامعي”.

ويضيف: “فاجأني رامي بسؤاله عن قدرتي على تأمين أقساط الجامعة له ولأخيه هذا العام، لافتًا الانتباه إلى نزول الخبر كالصاعقة عليه؛ فخسارة سنة دراسية بتأجيل أحد أبنائه لعام دراسي، أصعب من تأمين تكاليفها.

وبحثًا عن الحلول، استشار “أبو رياض” أفراد عائلته لبحث كيفية تأمين المبلغ المطلوب؛ ليتوافقوا على بيع الثلاجة، وشراء بديل مستعمل وأصغر بفارق 75 دولارا، كما باعت “أم رياض” هاتفها الجوال بـ125 دولارا.

وأشار “أبو رياض” إلى أنه يفكر بعرض دراجته النارية للبيع، واقتراض ما تبقى من المبلغ.

بينما تؤكد الطالبة الفلسطينية في كلية الطب البشري في جامعة حلب الحرة، شيماء زيدان، أن تأمين قسط الجامعة، “تحدٍّ بالغ الصعوبة يواجهه كل طالب فلسطيني في الشمال السوري، شأنهم شأن غالبية الطلبة السوريين”.

وبينت أن دخل الأسرة اليومي في الشمال السوري، بالكاد يكفي لتأمين الحاجات الأساسية والمعيشية، وسط ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور؛ ما يمنع طلاب جامعات من إكمال الدراسة الجامعية؛ بسبب عدم القدرة على تأمين الأقساط الجامعية.

حلول تكافلية

ويوضح أمين سر كتلة الرواد الطلابية زهير ناصر إبراهيم، تفاصيل إنشاء الكتلة قبل ثلاث سنوات، في مبادرة طلابية لتقديم الدعم اللازم للطلبة الفلسطينيين في الشمال السوري، وتخفيف أعباء وتكاليف الدراسة الجامعية.

وبيّن إبراهيم لـ”قدس برس”، أن الكتلة تؤمن سكنا جامعيا للطلاب الأشد فقرا، وتطبع لهم المقررات الدراسية بنصف القيمة، بالإضافة لتأمين أجور المواصلات قدر الإمكان، خاصة للطلاب الذين يدرسون في جامعات بعيدة.

ولفت إبراهيم الانتباه إلى أن الخدمات التي تقدمها المبادرات الطلابية محدودة نتيجة قلة الدعم، وأحيانا انقطاعه، معربًا عن أمله في أن يساهم الداعمون مساهمة أفضل في السنوات القادمة، بما ينعكس إيجابا على الطلاب الفلسطينيين في الشمال السوري.

وتقدر جمعيات إغاثية، وجود ألف و500 عائلة فلسطينية في الشمال السوري، ممن نزحوا من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا، ويقيمون في مخيمات دير بلوط والصداقة، بالإضافة إلى المدن والقرى الشمالية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان بعدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

شهيدان بعدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان -فجر الخميس- جراء غارة إسرائيلية على بلدة كفر كلا بجنوب لبنان، في وقت أعلن فيه حزب الله عن استشهاد...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة...