بين غزة والضفة.. الاحتلال يشتت عائلة أبو غرقود ويحرمها فرحة العيد

هذا هو العام الثالث الذي يشطر فيه العيد أسرة سامي أبو غرقود إلى نصفين ما بين الضفة وقطاع غزة بعد أن منعت حواجز الاحتلال لمّ شملهم.
يمرّ عيد الأضحى على أسرة أبو غرقود كيوم عادي؛ فتواصُل أفراد الأسرة مستمر على شبكة الإنترنت، وطقوس الاحتفال مفتقدة بفعل حواجز البعد القسري التي يفرضها الاحتلال بين محافظات غزة والضفة.
تعيش السيدة نيفين (39 عاماً) مع طفلها أمير (6 أعوام) في قطاع غزة في حين يعيش زوجها سامي أبوغرقود (41 عاماً) وأبناؤهما ملك (17 عاماً) وأحمد (15 عاماً) وعماد (14 عاماً) ومحمد (13 عاماً) في الضفة الغربية.

الأم نفين وطفلها أمير
منذ تزوجت نيفين وهي تتولى معظم إدارة شؤون الأسرة؛ فزوجها مضطر للعمل في الداخل المحتل، ولقاؤهما كان متكرراً على فترات متباعدة بفعل الحصار على غزة.
الأم وطفلها
لا يخترق هدوء المكان حول منزل والد السيدة نيفين أبو حجير سوى أصوات العصافير التي اعتادت التنقل بين أشجار قرية جحر الديك على حدود غزة.
تزوج سامي أبو غرقود من نيفين أبو حجير قبل 18 عاماً، وأنجب منها 4 أولاد وفتاة، لكن عمله في الداخل المحتل شتّت شمل أسرته بين الضفة المحتلة وغزة.
لم يزُر الأب قطاع غزة منذ تسع سنوات، وقبيل عدوان غزة 2014م نجحت زوجته في زيارته بالضفة المحتلة بعد أن تعرّض للاعتقال من قوات الاحتلال.
وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “في آخر زيارة منح الاحتلال طفلين تصريحاً ومنع آخرين، وعندما عدت لغزة وضعت بعد أقل من عام طفلاً خامساً، ثم تكرر رفض سفرنا حتى سافر قبل 3 أعوام ثلاثة من أبنائي وابنتي، ومنعوني من اللحاق بهم فبقيت بغزة”.
وحاولت نيفين الحفاظ على معظم أسرتها بالضفة على أمل اللحاق بهم، لكنها تقدمت عدة مرات طوال ثلاث سنين للسفر عن طريق معبر بيت حانون، ورفض الاحتلال مرورها في كل مرة.
وتتابع: “رعاية الأبناء على أم بعيدة عن زوجها مسؤولية كبيرة؛ فلديهم مدارس وتربية وعلاج. أسكن في منزل مستقل، ابني الكبير عمره 14 عامًا وبحاجة دوماً لوالده، وابنتي تجاوزت 17 عامًا”.
بعد سلسلة محاولات للسفر والرفض على معبر بيت حانون سافرت نصف الأسرة عام 2018م إلى مصر ثم الأردن، والتقوا بعدها بوالدهم في الضفة، لكن الأم لم تتمكن من اللحاق بهم.

الأب سامي
ابنةٌ وأم
العلاقة الأسرية بين الأم وأطفالها تجرى يوميًّا على مدار الساعة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت وسيلة التواصل الوحيدة بين الأم وأبنائها.
تقول نيفين: إن ابنتها الكبرى تجشمت منذ 3 سنوات مسؤولية أسرة بكاملها وهي لم تتجاوز 15 عاماً خلال إقامتها بالضفة المحتلة قرب عمل والدها في حين ظلت الأم مع أصغر أطفالها بغزة.
وتضيف: “نعيش حالة شتات منذ 3 سنوات، وكل يوم تتصل بي ابنتي لتسأل كيف تطهو الطعام وكيف تعالج شقيقها الذي تعرض لحروق، وكيف تعلم وتربي أشقاءها؛ فهي لم تعش طفولتها، ووجدت نفسها في موقع أمٍّ مبكراً”.
تواجه ملك -الابنة الكبرى- مشكلة في إكمال دراستها الثانوية بعد أن تحملت مسؤولية 3 أشقاء يضطر والدهم للابتعاد عنهم كثيراً بسبب ظروف عمله في الداخل المحتل.

ملك
أكثر من تأثر بحالة الفراق هو الطفل محمد (10 أعوام) الذي لم يعتد الابتعاد عن والدته؛ لأنه شديد التعلق بها فبقي التواصل بينهما وبين شقيقه الصغير في غزة بواسطة الهاتف الجوال.
وتتابع: “لا ينام محمد إلا عندما أحكي له قصة قبل النوم يوميًّا بواسطة شبكة الانترنت؛ لأنه كان معتادًا على ذلك ونحن سوياً في غزة، أما في الضفة فهم أغراب لا يعرفون أحدًا”.

محمد
عيدٌ وألم
للعام الثالث لا يمضي أطفال نيفين أعياداً كبقية أقرانهم؛ فطقوس الاحتفال غائبة بالكامل، وبعد مكالمات مطولة على الهاتف الجوال يشرع الأطفال في نوبة بكاء وحزن متكرر.
تحاول ملك -الشقيقة الكبرى- القيام بواجبات الأم في الأعياد والترفيه عن أشقائها، لكن ملك نفسها بحاجة لأمها أكثر من حاجة الأطفال لأمهم، كما تقول الأم.
يحمل الأطفال بالضفة أرقام بطاقة هوية من الضفة المحتلة في حين تحمل الأم رقم بطاقة من غزة؛ ما أدى لصعوبة جمع شمل الأسرة طوال 3 سنوات مضت.
يقلّب أمير (6 أعوام) -أصغر أطفال الأسرة- هاتف والدته الجوال كاشفاً عن صور أشقائه الذين يتكلم معهم طوال الليل والنهار دون انقطاع.

عماد
ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذه صورة ملك، أنا أحبها، وهناك معها في الضفة أحمد ومحمد وعماد، أتكلم معهم كل يوم في كل شيء”.
وتطلق الأم نداء استغاثة لجمع شمل أسرتها الذي تشتت منذ سنوات، وعانت طوال جائحة كورونا، ولم يجتمع الوالدان فيها في رمضان والأعياد التي مضت.
وتتابع: “4 أولاد وأبوهم بالضفة، وأنا وطفلي أمير بغزة.. أتمنى من كل مسؤول أو صاحب قرار أن يساعدنا حتى نجتمع سويا.. ابنتي الآن أم أولادي، واضطرت لترك دراستها حتى تربيهم، والآن يأتي العيد ونحن مشتتون.. أنا وأولادي نعاني نفسياً بسبب تفرقنا”.

أحمد
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد 4 مواطنين متأثرين بإصابتهم وانتشال 22 من تحت الأنقاض
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 26 شهيدا إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع حصيلة الإبادة...

حماس: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد أن اليوم التالي فلسطيني بامتياز
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن مشاهد عملية التسليم، ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا، وأن...

الخارجية الأمريكية توافق على صفقتي أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.4 مليارات دولار
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقتي أسلحة للاحتلال الإسرائيلي تشملان صواريخ ومعدات عسكرية بقيمة إجمالية تقدر...

نواب أميركيون: مشروع ترامب لتهجير المواطنين في غزة غير قانوني
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام واصل أعضاء الكونغرس الأميركي، معارضتهم لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نية الولايات المتحدة امتلاك غزة. وقالت...

الوكالة الأمريكية للتنمية تنهي عقود نصف موظفيها في غزة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام قالت الوكالة الأمريكية للتنمية "يو إس إيد"، إن جميع موظفيها باتوا في إجازة إدارية أو أنهيت عقودهم بما في ذلك نص...

الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات في الضفة ويهدد عائلات الأسرى
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنا وبلدات في الضفة الغربية، وداهمت عددا من منازل عائلات الأسرى الذين يتوقع...

الدفعة الخامسة من صفقة التبادل.. 3 إسرائيليين مقابل 183 أسيرا فلسطينيا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام من المقرر أن يشهد اليوم السبت عملية تبادل جديدة لأسرى إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وأسرى فلسطينيين...