الخميس 28/مارس/2024

نساء بيتا.. أيقونة وطنية في دعم الثوار على جبل صبيح

نساء بيتا.. أيقونة وطنية في دعم الثوار على جبل صبيح

 تثبت قصص التاريخ أن اسم المرأة الفلسطينية اقترن بالشجاعة والمقاومة بمختلف أشكالها؛ فعند النظر إلى أحداث القضية الفلسطينية بتسلسل من احتلال فلسطين حتى اليوم يلاحظ شراكة المرأة للرجل في كل ميادين الدفاع عن حق الفلسطينيين في الأرض وضمان حماية هويتهم وثقافتهم. 

نساء بلدة بيتا نموذج جديد مشرّف يضاف لنماذج ساهمت فيها المرأة بمقاومة الاحتلال بأساليبها المختلفة؛ وذلك لما لها من دور فاعل ومميز في تعزيز صمود الشباب في منطقة جبل صبيح. 

دور مرموق

  الناشطة في بلدة بيتا آمال بني شمسة أوضحت أن دور المرأة الفلسطينية في البلدة مرموق منذ الانتفاضة الأولى والثانية، وامتد حتى اللحظة من خلال إبداعها في ابتكار أفكار مساندة للشباب المقاوم للاحتلال، بحيث تغطي احتياجاتهم. 

وأوضحت آمال أن فكرة دعم الشباب في جبل صبيح جاءت باقتراح الناشطة شادية بني شمسة بعد أن تواصل معها نساء من بيتا وحوارة لنشرها هاشتاق #انقذواجبلصبيح، ويسألونها دائما هل يمكن أن نخرج مع الشباب لنقاوم، وكيف يمكن مساعدتهم.

وأضافت أن الناشطة شادية لم تحبذ فكرة المشاركة؛ لأن مسؤوليات الأم في بيتها وتجاه أطفالها أعظم وأكبر، فاقترحت عليهم أن يصنعن الطعام ويوصلنه للشباب يوم الجمعة؛ لتشجيعهم على الصمود. 

وأوضحت بني شمسة أن النساء تلقت الفكرة بسعة صدر، فبات منهن من يتعاونّ في صنع الطعام وأخريات يوصّلنه بسياراتهنّ الخاصة وغيرهنّ يتبرعن بالمال. 

وأردفت: “تعاملنا مع الفكرة كمجموعة صغيرة من النساء؛ فكنا نتواصل مع الأخوات في البيوت والشباب على الجبل، ونمثّل بينهم حلقة وصل”. 

وأشارت بني شمسة إلى أنهن متطوعات يفكرن دائما كيف يطورن فكرة المساندة ودعم الشباب، فقررن زيادة عدد الوجبات ومساندة الشباب لتعزيز صمودهم وعدم تركهم وحدهم يواجهون الاحتلال. 

فداء للجبل

ولفتت أنه وفي بداية الحراك كانت الأمهات يخفن على أولادهن من غدر الاحتلال، ثم بعد أن رأين الجميع يقدم أبناءه للدفاع عن بلدة بيتا ويواجه الاستيطان، باتت الأم في بيتا تستنكر على أولادها الجلوس في البيوت وتدعوهم للخروج بعد أن تستودعهم لله بأن يحفظهم ويمكنهم من استرجاع أرضهم. 

وأوضحت بني شمسة أن البيوت في بيتا تكاد تكون خالية من الشباب في يوم الجمعة، والأمهات لولا أنهنّ لا يردن تشتيت الثائربن وتحميلهم حمايتهنّ لكنّ دائما في مقدمة الذاهبين لجبل صبيح للمشاركة في مواجهة الاحتلال. 

وأكدت الناشطة آمال أن كل شهيد ترتقي روحه على جبل بيتا لا يغيب عن الشباب الثائر في جبل صبيح بل يكون دافعا للاستمرار كي لا تذهب دماؤهم هدرا، داعية شباب بيتا لعدم الشعور بالإحباط والخذلان؛ فكل أبناء وبنات بيتا متوحدون معا حتى زوال الاستيطان. 

ومنذ عدة أسابيع تشهد بلدة بيتا مواجهات يومية في منطقة جبل صبيح بين جنود الاحتلال وشبّان فلسطينيين، وتشتد في ساعات الليل في محاولة لطرد المستوطنين من المكان. 

واستشهد خلال المواجهات أربعة شبان، وأصيب المئات منهم العشرات بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز. 

ويشهد محيط جبل صبيح فعاليات واسعة من الإرباك الليلي الذي ينفذه ثوار بلدة بيتا ويمتد لساعات متأخرة من الليل. 

وعملت وحدة الكوشوك على حرق أعداد كبيرة من الإطارات التي غطت سماء المنطقة، وأربكت المستوطنين الموجودين على جبل صبيح. 

 كما استخدم ثوار بيتا أشعة الليزر ومكبرات الصوت لخلق حالة من الإزعاج والإرباك للمستوطنين وجنود الاحتلال.

حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات