الثلاثاء 05/نوفمبر/2024

فيسبوك يعدمنا.. حملة إلكترونية لمناهضة الانحياز الرقمي

فيسبوك يعدمنا.. حملة إلكترونية لمناهضة الانحياز الرقمي

عبثاً يحاول الشاب “يحيى” للمرة الخامسة تواليًا إنشاء حساب رقمي جديد على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعد أن حذفت إدارة المنصة حسابه القديم؛ بسبب منشوراته التي تتعلق بالحقوق الوطنية الفلسطينية عامةً؛ القدس، والأسرى، اللاجئون وغيرها.

يقول الناشط “يحيى” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّه منذ العدوان الأخير على قطاع غزة ارتفعت حدة محاربة منصات التواصل الاجتماعي عامةً و”فيسبوك” خاصةً، للمحتويات الرقمية لا سيما تلك التي تتعلق بالقضايا الوطنية العامة، والتي تشكل نبض الجماهير سواء في فلسطين أو خارجها.

ويشير الناشط الفلسطيني إلى أنّ حسابه تعرض للتقييد أكثر من مرة قبل أن يغلَق نهائيًّا إبان العدوان على غزة، ولكن الصدمة الكبرى -حسب تعبيره- “رفض فيسبوك قبول إنشاء حساب جديد باسمه؛ نظراً لأن اسمه بات ضمن المحاذير التي يرفض فيسبوك تداولها عبر منصته”، وهو ما يصفه بالتطور الخطير في سياسة الإقصاء والانحياز الواضح للكيان الصهيوني وروايته.

يشار إلى أنّ اسم يحيى كان الأكثر تداولاً وسط محتويات وسائل الإعلام ومنصات التواصل خصوصًا أثناء العدوان على غزة وبعده، حيث أطلقت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس صاروخا هو الأول من نوعه ومداه نحو مطار رامون جنوب فلسطين المحتلة والتي تبعد أكثر من 200 كيلومتر، والذي أسمته باسم “عياش 250” تيمناً باسم الشهيد المهندس يحيى عياش.

وعقب انقشاع غبار العدوان بات اسم رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار الأكثر تداولاً بسبب ما أطلقه من رسائل تحدٍّ واضحة وصريحة أربكت حسابات الاحتلال، وعكّرت ماء وجهه.

أهداف الحملة
ويقوم على الحملة الدولية عدد من المشاهير والنشطاء العرب على مستوى العالم؛ من أجل وضع حد لما وصفوها بسياسة “تحيّز برمجيات فيسبوك ضد المحتوى العربي الآمن المناصر للحريات والقيم الإنسانية”.

ويؤكّد عدد من القائمين على الحملة في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّها انطلقت، أمس الجمعة، وتهدف للانطلاق بأكثر من مليون صوت بهدف وضع حلول أمام فيسبوك لإزالة تحيز برمجياته ضد المحتوى العربي المناصر للحريات والقيم الإنسانية، كي يراه بعدالة فيعامله بعدالة.


null
ويبيّن النشطاء الفلسطينيون والعرب أنّ حملتهم هي حملة رقمية خالصة غير مدعومة أو مسيّسة من أي جهةٍ كانت، وتهدف إلى كبح جماح الانحياز الأعمى وقمع الحريات والكيل بمكيالين.

 ويقول القائمون على الحملة التي انطلقت بصفحتها الرسمية “فيسبوك يعدمنا”، وبالإنجليزية “أوقفوا الإعدام الرقمي”: إنّه بمجرد عمل متابعة للصفحة سيكون المشترك فيها قد انضم للحملة ووضع صوته ضمن الأصوات المطالبة بما أسموه “العدل الرقمي”.

احتلال رقمي
الفنان السوري يحيى حوى شارك ويقول: “أصبح ممنوعاً علينا ذكر أسماء شهدائنا. اكتشفنا للأسف أننا نعاني من احتلال رقمي في وسائل التواصل الاجتماعي، ويمارس علينا سياسة تكميم الأفواه”.

ويتحدث الناشط الفلسطيني صالح الزغاري: “فيسبوك ينحاز للاحتلال الإسرائيلي. الإعدام الرقمي هو وسيلة أخرى من وسائل قمع الشعوب وتكميم أفواهها”، مطالبا بوقف ما وصفه بـ”الإعدامات الرقمية العشوائية لأصحاب المحتوى العربي الداعم لفلسطين”.


null
ووصفت الناشطة زينب الناجي الإعدام الرقمي، بأنّه تحديد لمساحة الفرد وسط الفضاء الإلكتروني الواسع بالتعبير عن رأيه سواء بالتعليق أو الإعجاب أو حتى بكتابة منشور يتعلق بقضايا وطنه وشعبه وأهله.

وقالت: “خاصية إلغاء هذه المنشورات تشكل إعداما رقميا لأصحاب الحقوق، لذا كانت هذه الحملة المطالبة بوقف الإعدام الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك”.

 وبينت أنّ كثيراً من النشطاء اشتكوا مؤخراً من حذف خاصية البث المباشر من صفحاتهم وإغلاقها فجأةً، وهو ما يعد مساهمة من إدارة فيسبوك في تبني الرواية الصهيونية، ومنع كشف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين.

ويقول المخرج الفلسطيني نورس أبو صالح: “كما أنه لن يصنع أفلامنا إلا نحن، فإنّه يجب ألا يصنع منصاتنا إلا نحن. يعترض فيسبوك مجدداً على محتواي الفلسطيني، وأنا أقول له مجدداً إنني لن أقع فريسة الرغبة في المزيد من اللايكات، أو الخوف من الحظر، أو زوال المتابعين”.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات