الخميس 18/أبريل/2024

عائلة أبو داير.. نزوح من الخوف إلى الموت

عائلة أبو داير.. نزوح من الخوف إلى الموت

لم يكن الفتى كامل أبو داير (17 عاماً) يدرك أن إلحاحه على والده بالبحث عن مكان أكثر أمناً من شقتهم المجاورة لمنزل عائلة أبو العوف التي ارتكبت بحقه الطائرات الحربية الصهيونية مجزرة محققة، سيجعل والده على قائمة شهداء العدوان المتواصل.

كامل هو الابن الوحيد لوالديه اللذين قررا النزوح من شقتهما في برج الداعور وسط شارع الوحدة الملاصق للمربع السكني الذي دمرته الطائرات الحربية الصهيونية وأوقعت فيه أكثر من 44 شهيداً منهم أطفال ونساء ومسنّون، إلى منزل عمه القريب المقابل لمقر وزارة الصحة، ويجاور مقر الهلال الأحمر القطري، والذي يبعد أكثر من 200 متر عن مكان سكناهم.

هروب إلى الموت
كان كامل ووالداه يعتقدان أنّ بيت عمهما أكثر أماناً بعد المجزرة، لكنهما لم يدركا أنّ القصف والموت كان ينتظر والده في بيت عمه، ويروي كامل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” وهو في حالة انهيار على والده الشهيد، أنّ والده كان يتخذ ركناً في بيت عمه يقرأ القرآن ينتظر أذان المغرب حيث يصوم الأيام الستة من شوال، حيث لقي ربه صائماً.

وفي اللحظة التي كان أبناء عمّ كامل يهمون بتناول أول لقمة من طعام الغداء استهدفت المقاتلات الصهيونية المبنى الملاصق لمنزلهم بعدد من الصواريخ الحربية الثقيلة ما أدى إلى تدمير جزء كبير من المبنى سقط على إثره جزء كبير منه على منزل عمه الذين غابوا عن المشهد جراء الغبار الكثيف الذي أحدثه القصف والدمار.

لم يكن كامل يدرك من استشهد أو جُرح من بيت عمه، حتى جاءت سيارات الإسعاف والإغاثة لتنقلهم جميعاً إلى المشفى ليكتشف لاحقاً أنّ والده قد ارتقى إلى ربه شهيداً وهو صائم لحظة تلاوته للقرآن، في حين ارتقت في القصف ذاته ابنة عمه الطفلة البريئة رفيف أبو داير (11 عاماً).

ولا تزال صرخات الفتى كامل تدوي في آذان كل من تابع مشهد القصف من بدايته؛ حيث تناقلت وسائل الإعلام مشاهده وهو يودع والده لاحقاً برجال الإسعاف والطوارئ الذين حملوا جثة والده إلى ثلاجات الموتى وسط صراخه “لا يابوي لا.. لا يا بوي لا، أمانة يا بوي لا”؛ في إشارة إلى عدم تركه وحيداً بعد رحيله.

وتقول والدة كامل زوجة الشهيد زياد: إنّ زوجها لم يكن على علاقة بأي عمل عسكري أو يتعلق بالمقاومة، كان رجلاً مسالماً يجلس في بيت أخيه، لكن القصف الصهيوني لم يرحمه، وخلّف من بعده ولداً وحيداً يتيما.

الاحتلال يغتال الطفولة
رفيف الطفلة البريئة كانت على موعد مع الشهادة بعد أن أتمت صيام أيام شهر رمضان جميعها، ولم تكتف بأجر الصيام فحسب؛ بل كانت تقدّم التمر والماء للصائمين المارّين أمام منزلهم قبيل موعد الإفطار في غالبية أيام شهر رمضان الماضي.

ورحلت رفيف لتضاف إلى سلسلة كبيرة من الشهداء الأطفال الذين استهدفتهم الصواريخ الحربية الصهيونية، حيث أودى العدوان الحالي بحياة ما يزيد على 63 طفلاً وطفلة كانوا يعتقدون أنّهم آمنون في بيوت أهاليهم في غزة.

دون إنذار
واستهدفت المقاتلات الحربية الصهيونية عمارة تحمل اسم “غازي الشوا” ملاصقة لمنزل عائلة أبو داير وسط شارع الوحدة بحي الرمال، دون سابق إنذارٍ أو تحذير ما أدى إلى ارتقاء الشهيدين زياد ورفيف أبو داير، وإصابة بعض أفراد العائلة بجراحٍ مختلفة.

وتسبب القصف الشديد بتدمير مكتب الهلال الأحمر القطري الذي يقع في عمار الشوا، بالإضافة لمؤسسات دولية وأهلية أخرى، عدا عن دمار كبير في مقر وزارة الصحة الرئيس المقابل للعمارة المذكورة، في حين أصيب عدد من موظفي وزارة الصحة الذين كانوا على رأس عملهم لحظة الاستهداف.

وأسفر العدوان الصهيوني على قطاع غزة في يومه العاشر تواليًا، عن ارتقاء 219 شهيداً، منهم 63 طفلاً و36 امرأة و16 مسنًّا، في حين وصل عدد الجرحى إلى 1530 بجراحٍ مختلفة جلّهم من النساء والأطفال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، إن معتقلين اثنين من قطاع غزة استُشهدا خلال إحضارهما للتحقيق داخل...