الأربعاء 29/نوفمبر/2023

عملية زعترة.. رسالة ساخنة وضربة في مقتل

عملية زعترة.. رسالة ساخنة وضربة في مقتل

مقاوم واحد، و10 رصاصات.. هكذا كانت البداية في حاجز زعترة جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، في رسالة شديدة اللهجة للاحتلال أن المقاومة بالضفة لديها المزيد، وأن أمن الاحتلال زائف وأوهن من بيت العنكبوت.

تحقيقٌ أوليّ

و قال “أور هيلر”، المراسل العسكري للقناة 13 العبرية: إن التحقيق الأوليّ حول عملية زعترة والذي عرضت نتائجه على رئيس أركان حرب الاحتلال أفيف كوخافي يظهر أن المقاوم كان منفرداً، ويقود سيارته، وأطلق 10 رصاصات تجاه المستوطنين، وأصاب 3 منهم. 

وأضاف “هيلر” أن 3 جنود من لواء “جفعاتي” في جيش الاحتلال أطلقوا 7 رصاصات تجاه سيارة المقاوم، وأصابوها، ولكنهم فشلوا بإصابة المقاوم.

وقال المراسل: إنه قبل ساعة من العملية درّب نائب قائد لواء “جولاني” الجنود بالمكان عن كيفية التعامل مع عملية إطلاق نار من سيارة مسرعة، ولكنهم رغم ذلك لم ينجحوا باستهداف المقاوم.

وأصيب 3 مستوطنين، مساء أمس الأحد، في عملية إطلاق نار نفذها مقاومون فلسطينيون على حاجز زعترة الواقع جنوبي نابلس بالضفة المحتلة.

عملية ناجحة

وفي السياق،  قال “أمير بوخبوط”، المحلل العسكري لموقع “والا” العبري: إن قائد لواء المركز في جيش الاحتلال حذر من تزامن عدة أحداث مع بعضها بعضًا، وأن ذلك قد يؤدي لتصعيد أمني.

وبحسب “بوخبوط”، فإن التحدي سيزداد خلال الأسابيع القادمة؛ حيث تشير تقديرات جيش الاحتلال إلى أن حركة حماس تخطط لزيادة التوتر والعمليات في الضفة المحتلة، بدءاً من الجمعة القادم، وهي الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك،  كذلك فإن الاثنين القادم وهو يوم احتلال القسم الشرقي من القدس، وقد يكون أكثر توتراً من الأعوام الماضية.

وأضاف أن التوتر في المسجد الأقصى وباب العامود يؤثر مباشرةً على الضفة المحتلة، وكذلك شهر رمضان الذي عادة ما يشهد توتراً في الأوضاع الأمنية بالإضافة إلى الانتخابات الفلسطينية.

وبحسب المحلل العسكري لموقع “والا”؛ فإن انسحاب المنفذ من مكان العملية في زعترة يعدّ نجاحاً كبيراً لخلية المقاومة التي نفذت العملية.

وأضاف: “هناك شيء واحد واضح في هذه المرحلة: بينما تدير قيادة حماس عملية سلسة مع إسرائيل بوساطة مصرية، فهي دائما تروج لمحاولات اغتيال ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية”.

استهزاء

وتعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أمس، لموجة من الانتقادات الشديدة لفشله في مواجهة منفذ عملية إطلاق النار على حاجز زعترة في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقال “تسفي سوكوت”، أحد قادة المستوطنين في مستوطنة “يتسهار” القريبة من مكان العملية في تغريدة له على تويتر: “لاحظوا أين وقعت العملية؛ بين موقعين محصنين للجنود، أشخاص يقفون خلف مكعبات إسمنتية، في مكان يشهد ذروة الحماية الإسرائيلية، ومع ذلك يستهزئ مخرب واحد بالجميع ويصيب 3 ويهرب من المكان دون أن يلحق به أي خدش”.

وقال: “ما لم نغير حالتنا من الدفاع للهجوم، فلن يتغير شيء بتاتاً”، حسب وصفه.

كما زار قادة حرب الاحتلال المكان تباعاً مشددين على طريقة تعامل جنود الحاجز الأكثر تحصيناً في الضفة مع العملية التي وقعت أمام أعينهم، لكنهم مع ذلك فشلوا في استهداف المنفذ أو منعه.

كما هاجم مسؤول مستوطنات شمالي الضفة “يوسي داغان” قرار جيش الاحتلال بالدفع بمزيد من التعزيزات للضفة في أعقاب العملية، داعياً إياها – بدلاً من ذلك- للقيام بعمليات انتقامية ضد الفلسطينيين.

رسالة ساخنة

المحلل السياسي الفلسطيني أحمد أبو زهري يقول في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن العملية هي رسالة ساخنة للعدو بأن ثمن تخريب الانتخابات، والاعتداء على القدس، والإعدامات الميدانية، وغيرها من أشكال وصور العدوان والإرهاب المنظم سيكون قاسيا ومؤلما على أمنه وجنوده ومستوطنيه.

وأضاف أبو زهري أن الفلسطينيين لم يعد أمامهم خيارات أخرى بعد فشل مسار المفاوضات، وفشل مسار الانتخابات، وبقاء الحصار، وزيادة وتيرة العدوان ومنها؛ التهجير، والهدم، والاعتقال، والقتل بدم بارد، والمطاردات والمداهمات، لذلك قرروا انتزاع حقوقهم بطريقتهم الخاصة التي توجع العدو.

وأوضح أن إغلاق الضفة الغربية وتقطيع مدنها وقراها، وعزلها بالكامل عن محيطها، بالجدار وبالحواجز، لن يفلح في فصلها عن قضيتها ومعركتها المقدسة، ولن ينجح في منعها من أداء واجبها “الوطني والفدائي” تجاه ما يجرى في القدس.

وتابع: “العملية تضع صانع القرار داخل الكيان في موقف حرج في ظل تورطه في قرارات عنصرية عدوانية شكلت حافزا كافيا لاستئناف هذا النوع من العمليات، نتيجة تنكّره لحقوق الفلسطينيين، ومساعيه لتهويد المناطق المقدسة وتجاهله لكل التحذيرات من تداعيات سياساته الخرقاء التي ترتد تماما على جبهته الداخلية”. 

كما وضعت العملية قادة المنظومة الأمنية على سكة الفشل من جديد، وكشفت جليًّا مدى فشل التقديرات، والتجهيزات، والخطط، والرؤى الأمنية الإستراتيجية الرامية لكبح جماح الفدائيين الفلسطينيين ومنع وصولهم للأهداف الإسرائيلية، وفق أبو زهري.

وختم حديثه لمراسلنا، قائلا: “نعم، تعيد هذه العملية المفاهيم القديمة (مفترقات الموت) التي تقف خلفها “الذئاب المنفردة”، والتي تنقض على الأهداف دون إنذارات سابقة لدى أجهزة الأمن، ويصعب معرفة نواياها، ويمكنها التحرك بسهولة في الميدان والانسحاب في كثير من الأحيان بعد التنفيذ”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات