الجمعة 19/أبريل/2024

عدنان أبو تبانة.. فلسطين تودع مؤرخها

عدنان أبو تبانة.. فلسطين تودع مؤرخها

بعد حياة حافلة بالعلم والنضال، تودّع فلسطين مؤرخ ثوابت قضيتها، د. عدنان أبو تبانة، عن عمر ناهز الـ(55 عاماً) لم تلن فيها عزيمته رغم كل الملاحقات والاعتقالات الإسرائيلية، التي بلغت أكثر من 16 مرة.

وتوفي -عصر اليوم- الكاتب والباحث والقيادي في حركة حماس في الضفة الغربية، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، بعد حياة امتلأت صفحاتها بالعطاء للوطن فلسطين، والتحدي للاحتلال وكل متعاون معه.

أكاديمي ومؤرخ فلسطيني  
الأكاديمي أبو تبانة، ولد في مدينة الخليل في السابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1965، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها لبلدة الفالوجة قضاء غزة، وهو متزوج وله عشرةٌ من الذكور وثلاثٌ من الإناث.  

ودرس الراحل المرحلة الأساسية والثانوية في مدارس الخليل، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الحسين بن علي عام 1983، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ وعلم الآثار من جامعة النجاح عام 1990، والماجستير في التاريخ من الجامعة نفسها عام 1999، والدكتوراه في التاريخ من جامعة العالم الأمريكية (التعليم المفتوح) عن رسالته “الهدنة في التاريخ والفكر الإسلامي” عام 2007، والبكالوريوس في التربية الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة عام 2020.  

ووفق مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فقد عمل أبو تبانة مديرًا لمشغل الجمعية الخيرية الإسلامية بين عامي (1994-1998)، ومحاضرًا لمادة التاريخ في جامعة القدس المفتوحة، ومديرًا لمركز الخليل للدراسات التنموية والتاريخية منذ عام 2005، كما عمل في المجال التجاري، وأسس شركة للمنتجات البلاستيكية.  

مقاومة الاحتلال
التحق الراحل بجماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة من حياته، وشارك في نشاطاتها الدعوية والتربوية والاجتماعية، وكان من كوادر الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وانخرط في العمل الاجتماعي المؤسسي في الخليل.  

ونشط في جمعية الشبان المسلمين والجمعية الخيرية الإسلامية، وكان مسؤول العلاقات العامة في جمعية الإحسان الخيرية بين (1995-2005)، وعضو الهيئة الإدارية فيها لدورتين، ونائبا لرئيسها، وساهم في تأسيس منتدى الخليل الثقافي، وكان عضوًا في هيئته الإدارية بين (1995-2000).  

وشارك أبو تبانة في تأسيس جمعية الملتقى الأهلي، وكان عضوًا في هيئتها الإدارية بين (1999-2005)، وهو مؤسس جمعية الفالوجة الخيرية عام 2000، ورئيسها لثلاث دورات، كما أنَّه من رجالات الإصلاح.  

وتعرض القيادي في حركة حماس للاعتقال من قوات الاحتلال أول مرة عام 1994، ثم توالت اعتقالاته حتى بلغت 16 مرة؛ حيث قضى في سجون الاحتلال أكثر من 12عاماً، كما أنَّه اعتقل لدى أجهزة أمن السلطة خمس مرات، واعتقل أبناؤه لدى الاحتلال وأجهزة أمن السلطة أيضا.  

وللباحث الراحل عددٌ من الكتب والأبحاث والدراسات، وحقَّق كتاب “الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل” في مجلدين.  

وعمل الباحث في توثيق التاريخ الإسلامي والقضية الفلسطينية، وكتب عدة دراسات في تاريخ “الهدَن” في التاريخ الإسلامي، إضافة إلى كونه رجل أعمال ناجحًا، يملك شركة تجارية في صناعة وبيع البلاستيك، ساهم من خلالها في رقي الاقتصاد الفلسطيني وفتح آفاق عمل للشباب الفلسطيني رغم التحديات الكبيرة.  

وفي وقت سابق، قال حمد الخضور (27 عاما)، أحد طلاب الدكتور أبو تبانة، في جامعة القدس المفتوحة، لمراسلنا: “تشرفت بدراسة القضية الفلسطينية على يد الدكتور أبو أنس. في الحقيقة لم أفهم تفاصيل تاريخ القضية الفلسطينية إلا من خلال محاضراته القيمة، بأسلوبه المنهجي وربطه بين الماضي بالحاضر.. لقد درست تفاصيل صلح الرملة، لأول مرة، من خلال محاضراته”.  

 ويضيف الخضور: جمعني السجن بالدكتور أبو أنس في معتقل النقب الصحراوي، وكنا نستمع إلى محاضراته القيمة في قسم 6؛ “فلا أعتقد أن تغييب الاحتلال له في السجن أو العزل سيغيب فكره وعلمه عنا”.  

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات