الجمعة 19/أبريل/2024

السنوار.. من أزقة المخيم إلى قيادة حماس للمرة الثانية بغزة

السنوار.. من أزقة المخيم إلى قيادة حماس للمرة الثانية بغزة

لم يكن يحيى السنوار شخصية طارئة على المشهد الفلسطيني؛ فتاريخه الكبير، وسنوات أسره الطويلة وما سبقها من عمل نضالي معروف للجميع، جعل منه وجهاً مألوفاً ومعروفاً على الساحتين الأمنية والسياسية في قطاع غزة.

“يحيى السنوار”.. اسم  يشغل وبقوة القيادة والصحافة الصهيونية، منذ انتخابه للمرة الأولى قائداً لحركة “حماس” في قطاع غزة.

واليوم الأربعاء، أعلنت حركة حماس، فوز يحيى السنوار برئاسة المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة لدورة ثانية.

نشأة السنوار
ولد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين، لعائلة لاجئة، تعود أصولها إلى مدينة المجدل، الواقعة جنوب فلسطين التاريخية.

وتنقل السنوار في مدارس المخيم -خان يونس- حتى أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ليلتحق بعد ذلك لإكمال تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية بغزة، ليحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.

 وخلال دراسته الجامعية، ترأس “الكتلة الإسلامية”، الذراع الطلابي لحركة “حماس”، كما عمل في مجلس الطلاب خمس سنوات، فكان أميناً للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائبًا للرئيس، ثم رئيساً للمجلس، ثم نائباً للرئيس مرة أخرى.

وبعد تخرجه أسس الجهاز الأمني لحماس، الذي عُرف باسم “مجد” عام 1985، وتركز عمله حينها على مقاومة الاحتلال في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.

الاعتقالات والإفراج
اعتقل السنوار أول مرة عام 1982 4 أشهر إداريًّا، وفي عام 1985 اعتقل 8 أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس الذي عرف باسم “مجد”، وفي عام 1988 اعتقل إداريا، قبل أن ينقل للتحقيق مجددا ويُحكم بالسجن 4 مؤبدات، إلى أن أفرج عنه في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011م.

 نقل في مدّة اعتقاله عشرات المرات بين السجون، وقضى غالبية الاعتقال في العزل الانفرادي، وفي عام 1989 حوكم يحيى السنوار، ويومها أغلق المحتلون طرقات غزة، وانتشروا في كل مكان، ونقلوا يحيى في ظل إجراءات أمنية مشددة؛ خوفا من أن يتمكن من الإفلات من بين أيديهم.

 يقول شقيقه حامد -الذي حضر المحكمة مع والدته فقط في حينه-: إن يحيى وقف باعتزاز وصمود عجيب، وقال للقضاة بعد أن سألوه: هل أنت نادم أو تطلب الرحمة؟ قال: “أطلب أن تحكموا بإعدامي، ليكون دمي أول دم يراق، وليكون شعلة للمجاهدين”، وحكم المجاهد السنوار 426 عاماً.

 لم تتوقف جريمة الاحتلال على الحكم على السنوار بهذه المدة الطويلة؛ إلا أنها استمرأت ممارسة التعذيب والقسوة بحقه من العزل إلى التعذيب إلى الشبح بأشكاله كافة.

أفرج الاحتلال عن السنوار في صفقة “وفاء الأحرار”، بتاريخ 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، بعد اعتقال دام 24 سنة، وبعدها أصبح من أبرز قيادات الحركة في غزة، وصار أحد أعضاء مكتبها السياسي.

وعينت حركة “حماس” في تموز 2015 السنوار مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها وقيادة أي مفاوضات تتعلق بشأنهم مع الاحتلال.

ويعرف عن السنوار أنه ذو شخصية أمنية كبيرة، ولا يظهر على العلن إلا نادرا جدا.

عدو “إسرائيل”
الصحفي الصهيوني المتخصص في الشأن الفلسطيني آفي ساخاروف، وصف السنوار في وقت سابق، بأنّه بات “العدو الأول لإسرائيل في غزة”، بعد تطوره في الحركة من أسير محرر ثم قيادي بارز إلى أن أصبح رئيساً للمكتب السياسي لـ”حماس” بغزة.

وحسب ساخاروف؛ فإنّ السنوار يمتلك كاريزما قوية، كما يشير أنّه متشدد جداً في مواقفه ويقود ما أسماه بـ”خط الصقور” في حماس، ويتفهم احتياجات حركته سياسياً وعسكرياً.

بعيْد اختياره زعيما لحماس بغزة في المرة الأولى، بادر السنوار لتشكيل الهيئة الوطنية لمسيرات العودة الكبرى مع القوى والفصائل الوطنية.

ثم اجتهد السنوار مع إخوانه وقيادة الكتائب على تشكيل جيش وطني موحد ترجمة لمسار طويل من الرؤية الجهادية للحركة، وعملت الحركة في عهده على مأسسة العمل العسكري الوطني المشترك عبر الغرفة المشتركة لقوى المقاومة.
 

نجح السنوار بعيْد فوزه برئاسة حماس في غزة، في فتح قنوات تفاوض مباشر مع مصر أفضت لنتائج إيجابية على صعيد معبر رفح وصعيد المجال التجاري مع القاهرة، ونزعت فتيل التوتر الكبير في العلاقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات