انتخابات حماس .. النموذجية تلفت أنظار الجميع

لاقت الانتخابات الداخلية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اهتماماً جماهيرياً وإعلامياً غير مسبوق، حيث لم تعد ما تفرزه هذه الانتخابات من قيادات سياسية وخاصة من الصف الأول سراً يمكن إخفاؤه بسهولة في ظل القوة الجماهيرية والسياسية التي تتمتع بها الحركة في الساحة الفلسطينية والإقليمية.

وتتابع وسائل الإعلام الدولية والإقليمية باهتمام واسع مجريات انتخابات الحركة الداخلية والتي انطلقت في منتصف شباط/فبراير المنصرم على مستوى المناطق الداخلية، حيث ذكرت الحركة في بيان سابق لها أنّها أنهت المرحلة الأولى من انتخاباتها الداخلية، التي كانت بدايتها من قطاع غزة، وبمشاركة عشرات الآلاف من الإخوة والأخوات مَن لهم حق الاقتراع والترشح.

وأوضحت، أنّ العملية الانتخابية جرت في أجواء إيجابية ديمقراطية شفافة ونزيهة وإجراءات منظمة، أشرفت عليها لجنة انتخابات مركزية، وذلك بموجب النظام الداخلي المعتمد للحركة.

ودرجت حركة حماس على مدار تاريخها إجراء انتخاباتها سريا ودوريا بانتظام، ولا زالت الحركة تستكمل باقي المراحل الانتخابية وصولاً إلى انتخاب مجلس الشورى العام، ورئيس وأعضاء المكتب السياسي للحركة والتي من المتوقع أن تستكمل قريباً.

قيادة حركة التحرر
وعن سر هذا الاهتمام الشعبي والإعلامي الواسع، أكّد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذا مرده أنّ حماس أصبحت حركة وازنة على الساحة الفلسطينية، وتقود مشروع التحرر الوطني الفلسطيني.

وأشار إلى أنّ حركته تتمتع بأغلبية واسعة في الشارع الفلسطيني، عدا عن مشاركتها في النظام السياسي الفلسطيني بعد الانتخابات التي جرت في عام 2006.

واهتم المئات من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة بمتابعة الأخبار التي ترد حول مجريات العملية الانتخابية الداخلية لحركة حماس بشكل لافت، مما يؤكّد أنّ هذا الاهتمام له انعكاساته على واقع المجتمع الفلسطيني برمته.

يشار إلى أنّ حركة حماس أعلنت إجراء انتخاباتها الداخلية، في غمرة الاستعداد للتجهيز للانتخابات العامة التي أصدر رئيس السلطة محمود عباس مرسوماً بإجرائها في مايو/ أيار المقبل.

نموذجية ملفتة
ويفسر الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، اهتمام الشارع الفلسطيني ووسائل الإعلام المختلفة بانتخابات حركة حماس الداخلية، بعدة أسباب.

ويعتقد القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ نموذجية الإجراءات الانتخابات الداخلية للحركة التي قلّ نظيرها على المستوى الفلسطيني والعربي وحتى الدولي، بات أمراً ملفتاً للجميع ويلاقي اهتماماً واسعاً.

ويشير المحلل السياسي، أنّ انتخابات حماس الداخلية تنعكس بشكلٍ أو بآخر على الجو العام الفلسطيني باعتبار أنّ حركة حماس منظمة فلسطينية تشارك في النظام السياسي الفلسطيني وتحكم قطاع غزة.

ويوضح أنّ الاهتمام الجماهيري والإعلامي الواسع بهذه الانتخابات بالتحديد هو أنّ الحركة تفاجئ الجميع بمدى حالة الشفافية والنزاهة والانضباط منقطع النظير في هذه العملية التي تجرى بكل سلاسة رغم التعقيدات الأمنية والجغرافية.

ويؤكّد المحلل القرا، أنّه بات من الصعب أن تبقى مثل هذه الانتخابات سرية، خاصة في إطارها الأعلى ولا سيما رؤساء الحركة والصف الأول والثاني من القيادات.