الأربعاء 24/أبريل/2024

مستقبل فلسطينيي48 بالكنيست.. بين الانقسام والإحباط

مستقبل فلسطينيي48 بالكنيست.. بين الانقسام والإحباط

نتنياهو يعيد التموضع في ملف الأصوات العربية خلافاً عن الماضي، ويلعب على تفتيت الصوت العربي بعد خروج  الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي عن القائمة العربية المشتركة. 

ومن المرجح -حسب آخر استطلاعات الرأي- أن تبلغ نسبة التصويت في مجتمع فلسطينيي الداخل للقوائم العربية التي تضم 3 أحزاب هي “الجبهة”، و”التجمع”، و”العربية للتغيير” في “القائمة المشتركة”، أقل من 60%، وأن تحصل على 10 مقاعد في أحسن الأحوال.

أما قائمة الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي “القائمة العربية الموحدة” برئاسة منصور عباس التي خرجت عن إجماع القائمة المشتركة، فربما لن تصل نسبة الحسم 3.25% من الأصوات.

هذه هي أسوأ مرحلة في تاريخ التصويت الخاص بفلسطينيي الداخل لانتخابات “الكنيست” الرابعة المرتقبة بعد انقسام القائمة العربية المشتركة وحالة الإحباط التي يعيشها فلسطينيو 48 من الوصول لمقاعد تؤثر إيجابياً في قضاياهم.

ومن المقرر أن يخوض 39 حزباً داخل “إسرائيل” ضمن قوائم تعتمد التمثيل النسبي لانتخابات الكنيست الرابعة التي تجرى في أقل من عامين، لكن الترجيحات تمضي نحو وصول 11 قائمة فقط لمقاعد الكنيست الـ120.

واقع سلبي

ويعاني مجتمع فلسطينيي الداخل، الذي يبلغ تعداد سكانه قرابة 20% داخل “إسرائيل” من قضايا التمييز والتفرقة وصعود مؤشر العنف والجريمة الذي بات يؤرّق استقرار الحياة اليومية.

ومن المرجح أن تنخفض نسبة التصويت في مجتمع فلسطينيي الداخل بسبب الإحباط من أداء القائمة المشتركة وعدم إنجازها أشياء ملموسة في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة رافقت تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار جائحة كورونا.

ويؤكد محمد مصلح، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المجتمع الفلسطيني لم يكن يوماً موحّدا فكرياً، وأن تنوعه بين “إسلامي شيوعي قومي”، شتت أصواته قبل أن ينال موقفاً مؤثراً عندما وحد مشاركته في الانتخابات الماضية ضمن قائمة مشتركة.

عدد كبير من الأصوات العربية كانت تدعم قديماً اليسار وقلةٌ اليمين في حين يشكل التوجه الإسلامي بجناحي الحركة الإسلامية الشمالي والجنوبي بيضة ميزان في نسبة التصويت.

ويقول جمال عمرو، الخبير في شئون القدس والاستيطان: إن المشاركة العربية في الكنيست عامةً تخدم الاحتلال الذي يدعي ممارسة الديمقراطية في المجتمع العربي. 

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بقي الصوت العربي موجودًا، لكنه استكمال عدد وديكور لا يحقق أي إنجاز ويدور خرج دائرة الفعل المؤثّر”.

وبخروج “القائمة الموحدة” عن القائمة المشتركة سيخسر الصوت العربي 4 مقاعد في الكنيست ويفقدون قوة تأثير حين كانوا 14 مقعداً في الانتخابات الماضية. 

التقديرات التي تتوقع فقدان الصوت العربي قوة التأثير تشير إلى أن الكفة سترجح لمصلحة اليمين الإسرائيلي واليمين الاستيطاني المتطرف؛ وستتشكل بعد الانتخابات حكومة أكثر يمينية منذ إنشاء “إسرائيل”.

تقارب مسيّس

وغيّر “نتنياهو” المتمسك بكرسي رئاسة الحكومة وسط ملاحقته بتهم الفساد من نهجه القديم في النظر للقوائم العربية مواصلاً اللعب على التناقضات وتفتيت الأحزاب من حوله ليبقى “الليكود” الأوفر حظاً. 

وظهرت الخلافات بين “القائمة المشتركة” بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقاربه مع منصور عباس زعيم حزب القائمة العربية الموحدة الذي ينتمي أعضاؤه للحركة الإسلامية. 

وينتقد الخبير عمرو أي تقارب بين “نتنياهو” والحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي، مشيراً أن انقسام القائمة المشتركة أضاع الثقة التي منحها الجمهور العربي للمرشحين المتحدين والمتوافقين. 

وكانت تصريحات منصور عباس زعيم الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي أثارت ردود أفعال غاضبة عند وصفه الأسرى في سجون الاحتلال بالمخربين، الأمر الذي دفعه لتوضيح موقفه، ودفع حركته لإصدار بيان يخفف وطأة ما وقع. 

ويلفت الخبير عمرو إلى دهاء “نتنياهو” الذي وصفه “أوباما” الرئيس الأمريكي السابق في مذكراته الصادرة حديثاً حين قال: “نتنياهو شخصية داهية ومراوغة”، وهي ممارسة لعب فيها مع الصوت العربي حين اقترب من منصور.

وذكرت قناة “أخبار 12” العبرية سابقاً أن نتنياهو غيّر الإستراتيجية المتبعة منذ سنوات طويلة؛ إذ لن يتم تصوير العرب كأعداء هذه المرة، محاولاً استغلال الشرخ داخل القائمة العربية المشتركة. 

ويدافع منصور الخرومي، نائب رئيس الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي، عن موقف حركته بالقول: إن خروج القائمة الموحدة عن القائمة المشتركة يعود لأسباب سياسية ورؤية اجتماعية متمسكة بثوابت عقائدية، كما يقول. 

ويتابع: “أمثل النقب في الحركة، وهناك من يتهمنا بدعم الإرهاب، وكلام منصور أخذ جدلا كبيرا، ولو كان سؤاله عن الأسرى الأمنيين لكانت إجابته أكثر توفيقاً”.

مستقبل مجهول

حين كان المجتمع العربي موحدًا خلف القائمة المشتركة في الجولة الماضية من الانتخابات كانت المشاكل اليومية تتنامى وسط تنكّر صريح وتقاعس متعمد من الحكومة، فكيف هو الحال وقد أصبحوا أكثر ضعفاً؟ّ

يلخّص الخبير مصلح أهم مشاكل المجتمع العربي أمام تنامي قوة اليمين في المشهد السياسي الإسرائيلي بأنها تتجسد في “قانون يهودية الدولة-زواج الفلسطينيين خارج أرض48 ولم الشمل-الخدمات-الجريمة-معاناة القرى غير المعترف بها”.

أما الخبير عمرو فيرجح أن ينعكس ضعف الصوت العربي في “الكنيست” على الحياة السياسية التي بدأ قادة الاحتلال تعزيزها بأصوات من اليسار عوضاً عن الصوت العربي المؤثر، وسيدير ظهره لجميع مشاكل العرب عن قصد، وأهمها انتشار الجريمة. 

الخطير في المشهد العربي فوق أرض 48 ليس مسألة الانتخابات فقط؛ بل مستقبل الوجود والأمن الاجتماعي العربي الذي ضاع من الأجندة السياسية العربية والقومية كافة في حين يدفع عرب 48 فاتورة الصمود على أرض فلسطين التاريخية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....