الجمعة 19/أبريل/2024

ياسر قدورة: هوية يوثق تاريخ العائلات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال

ياسر قدورة: هوية يوثق تاريخ العائلات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال

  قال ياسر قدّورة، المدير العام لمشروع “هوية”: إنّ المشروع استطاع أن يجمع حتى اللحظة أكثر من 6000 شجرة عائلة، و1000 مقابلة مصورة، و28 ألف صورة للعائلات والبلدات الفلسطينية إضافة إلى آلاف الوثائق الأخرى، في إطار المشروع الوطني الكبير الذي انطلق منذ عام 2011، لخدمة القضايا الفلسطينية في أحد أهم عناوينها وهو حق العودة.

وأوضح قدورة، في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ المشروع تميّز بتخصصه في مجال العائلة الفلسطينية؛ بحيث يسعى لإثبات انتماء كل عائلة فلسطينية لموطنها الأصلي في فلسطين قبل الاحتلال عام 1948، ويعمل على تأمين كل ما توفر من شواهد ودلائل مادية توثق رواية هذه العائلات في مواجهة الرواية الصهيونية.

وأشار إلى أنّ المشروع يعمل في جميع المجالات التي تخدم فكرة التوثيق للعائلة الفلسطينية، والتي تسهّل توظيف المعلومات في خدمة الأهداف المرجوّ تحقيقها، مبيناً أنّ جزءاً كبيراً من هذا العمل قد تم بالتعاون مع عشرات الجمعيات والمؤسسات في الأردن ولبنان وسوريا وغيرها من الدول.

وبين مدير مشروع هوية، أنّ 400 شاب وشابة شاركوا في هذا البرنامج الذي تضمن مواد علمية وتدريبات للمشاركين للتعاون في عملية التوثيق والنشر، لافتاً إلى أنّ العقد الماضي بلغ عدد المشاركين مع (هوية) في التوثيق عبر التواصل الالكتروني أكثر من 45 ألف شخص، إضافة إلى مئات العائلات التي شاركت في العمل ميدانياً.

وفيما يلي نص الحوار:

– ماهو مشروع هوية؟
المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) هو واحد من المشاريع التي انطلقت لخدمة القضايا الفلسطينية في أحد أهم عناوينها ألا وهو حق العودة، ولكنه تميّز بتخصصه في مجال العائلة الفلسطينية؛ بحيث يسعى لإثبات انتماء كل عائلة فلسطينية لموطنها الأصلي في فلسطين قبل الاحتلال عام 1948، ويعمل على تأمين كل ما توفر من شواهد ودلائل مادية توثق رواية هذه العائلات في مواجهة الرواية الصهيونية.

– متى انطلق المشروع وما هي أهدافه؟
انطلق المشروع بداية العام 2011 بمجموعة من البرامج التي خصّصت لمختلف الشرائح العمرية، فوثّق مع كبار السن في بيوتهم وفي المؤسسات ودور المسنين حتى جمع أكثر من 1000 مقابلة ضمن برنامج “التاريخ الشفوي”، وعمل مع الشباب في المدارس والجامعات فدرّب أكثر من 400 شاب وشابة على عمليات التوثيق والعناية بتاريخ العائلة، ونظّم الفعاليات والمعارض ورسّخ فكرة “يوم القرية الفلسطينية” الذي يجمع أهل قرية بعينها على اختلاف أعمارهم ليشاركوا في التعريف عن بلدتهم بتاريخها وأهلها وتراثها، وكان الحصاد جمع أكثر من 6 آلاف شجرة عائلة وقرابة 28 ألف صورة وتوفير آلاف الوثائق للعائلات والبلدات الفلسطينية.

الهدف البعيد للمشروع هو تعزيز انتماء أبناء الشعب الفلسطيني لا سيما في الشتات لوطنهم فلسطين وتمكينهم من التمسك بحقهم في العودة، ولتحقيق ذلك كان لا بد من العمل على تحقيق جملة من الأهداف، كان منها الحفاظ على الهوية العربية والفلسطينية لهذه العائلات وتحصينها من التباعد والتفكك في إطار عمليات الهجرة والتهجير المتكررة وإبراز حقهم في العودة من زاوية قانونية وإنسانية وإتاحة المجال للأجيال الشابة للتواصل والتفاعل الاجتماعي فيما بينهم.

– ما هي طبيعة عمل المشروع؟
يعمل المشروع في جميع المجالات التي تخدم فكرة التوثيق للعائلة الفلسطينية والتي تسهّل توظيف المعلومات في خدمة الأهداف المرجو تحقيقها. بداية العمل كانت على جمع شجرة العائلة الفلسطينية؛ فتم البحث في الكتب والمراجع والمواقع عمّا هو منجز وتم وضعه بين أيدي العائلات من خلال الموقع الالكتروني للمشروع، ومن ثم كانت الزيارات الميدانية للعائلات للغرض نفسه، كما أتاح المشروع الفرصة للنشطاء لإضافة شجرات عائلاتهم على الموقع الالكتروني مباشرة من خلال توفير خدمة بناء شجرة العائلة.

وعملت (هوية) خلال هذه السنوات على برنامج (الذاكرة الشفوية)؛ فسجّلت مقابلات مصورة مع أكثر من 1000 شخص من شهود النكبة، واستخرجت من المقابلات بعض الخلاصات ونشرتها في موقعها الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي. ونشير أن جزءاً كبيراً من هذا العمل قد تم بالتعاون مع عشرات الجمعيات والمؤسسات في الأردن ولبنان وسوريا وغيرها من الدول.

ولم يقتصر عمل المشروع على الجانب التوثيقي بل نظم العديد من الفعاليات والأنشطة بهدف الاستفادة مما يتم جمعه في توعية الشباب في قضيتهم وحقهم في العودة، وكان من ضمنها المعارض التراثية وأنشطة “يوم القرية الفلسطينية” التي يتم فيها عرض حصاد عمل توثيقي شامل عن إحدى البلدات، من خلال أفلام مصوّرة وشجرات العائلات وفعاليات تراثية متنوعة.

– ما هي مراكز عمل المشروع؟ حجم الفريق العامل في المشروع؟
نظراً للمساحة الجغرافية الواسعة التي يعمل المشروع على تغطيتها فقد اعتمد أساسًا على فكرة العمل عن بعد من بداية عمله، ومع ذلك فقد انطلق من مكتب رئيسٍ في لبنان بطاقم عمل إداري محدود في حين يقوم بالجانب الأكبر من العمل فريق من المندوبين والمتطوعين في أكثر من دولة، وكانت (هوية) قد أطلقت برنامج التدريب على عمليات التوثيق عبر دورات تدريبية مكثّفة تتضمن مادة نظرية وتدريبات عملية، وقد شارك في هذا البرنامج 400 شاب وشابة؛ ما شجّع الكثيرين على التعاون مع المشروع في عملية التوثيق والنشر.

وخلال العقد الماضي بلغ عدد المشاركين مع (هوية) في التوثيق عبر التواصل الالكتروني أكثر من 45 ألف شخص، إضافة إلى مئات العائلات التي شاركت في العمل ميدانياً.

– ما هو حجم الوثائق التي نجحتم في جمعها؟
يمكننا الحديث عن حصاد “هوية” خلال العقد الماضي الذي بلغ أكثر من 6000 شجرة عائلة، و1000 مقابلة مصوّرة، و28 ألف صورة للعائلات والبلدات الفلسطينية إضافة إلى آلاف الوثائق. هذه الوثائق تحديداً خصصت لها (هوية) قسماً جديداً في الموقع الالكتروني بهدف تسهيل وصول المتصفحين لها من خلال تصنيفها بحسب العائلات والبلدات، وهو قسم يتم تحديثه وإضافة مادة جديدة له يوميًّا.

– هل هناك جهات مساهمة؟
يعمل المشروع بطريقة الشراكات، وقد استطاع أن ينجز الكثير في الفترة السابقة بالشراكة مع جمعيات المدن القرى وبعض المراكز والمؤسسات المعنية بحق العودة. وفي الجانب المادي يتلقّى المشروع الدعم غير المشروط من الأصدقاء والمتحمسين للفكرة من أفراد ومؤسسات أو منتديات.

– ما هي أبرز التحديات التي واجهت مشروعكم؟
التحديات كثيرة، ونعمل دائماً على التجديد في الأفكار والمشاريع وآليات العمل لتجاوز ما أمكن منها. الظروف الأمنية في سوريا أثرت سلباً على نشاطنا مع العائلات الفلسطينية في سوريا، ولكننا حاولنا الوصول إلى عدد كبير من العائلات التي تهجّرت أو سكنت في أماكن بعيدة عن مناطق التوتر، وكذلك الظروف الصحية بسبب جائحة كورونا في السنة الأخيرة كانت عائقاً كبيراً أمامنا خاصة أن جزءاً أساسياً من نشاطنا يكون بزيارات ميدانية للعائلات وكبار السن.

ونعدّ أن إيصال الفكرة والمشروع للأجيال التي ولدت وعاشت في بلدان أجنبية بعيداً عن موطنها يحتاج جهداً استثنائياً لمخاطبتهم بلغاتهم المحلية، وهو ما سيكون محل دراسة واهتمام من المشروع في المرحلة المقبلة.. ولا شك أن الركود الاقتصادي العام كان تحدياً أساسياً إذ زاد من صعوبة عمليات تمويل الأنشطة والبرامج التي يقوم عليها المشروع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات